رقم 95
الدوامة ...
كان أسمه سعيد الباشا ..
وكانت الشلة تسميه سعيد الدنجوان
وكان اسمها .. سامية
وكانت الشلة تسميها رمانة ...
سعيد وسامية جمعت بينهما أحلى وأطول قصة حب فى ذلك الزمان ...كانت كشىء مثل المسلمات ...كان منذ صغره لا يخجل من البوح بسره الكبير ...
حتى وهو فى المرحلة الثانوية كان لا يخجل أن يقول أنه لن يتزوج سوى رمانة .. وعبارته المشهورة التى يصرخ بها (رمانا ...راحتنا وازانا)
كان كل شىء فى حياته يدور فى فلك رمانة ...
برقم وسامته ..وأسرته العريقة كان لا يفتى يتذكرها بين الصبايا ويسال عنها ...وصعب جدا على الرجل أن يسأل أمراة عن امراة أخرى ..أو حتى ان يأتى بسيرتها ..ولكنه كان لا يتحرج أن يقول لإحداهن (أصلك بقيتى رمانة )...أو هكذا ..
ولكن دوما فى الحياة هناك طرف ثالث وهو العزول ..وهى حياة العمدة....حياة كانت هى ايضا فى الطرف الأخر لها من الشجاعة أن تبوح بأنها سوف تتزوج بسعيد الباشا ... حياة أو (محمود الكذاب) كما يسمونها ...
كانت لا تخجل ولها من الجراءة و(وقوة العين ) أن تقول أنها لا تهوى سوى سعيد ... وكان صعب جدا على البنت ان تسأل شابا عن شاب أخر
أو مثل أن تقول لأحد الشباب .. فى المقارنة ..(أصلك أنت سعيد)
....
وسعيد فى وادى ...وهى فى وادى اخر ..
وأستمر الحال زمانا ...
..وسافرت رمانة للدراسة فى مدينة أخرى ..
وأنقطعت أخبارها عن سعيد ...ووصلته أخبار بأنها تمت خطوبتها لشخص اخر ...
الفاجعة كانت فوق أحتماله ...ولكن مشكلته انه لم يتأكد من الخبر ويصبر حتى يتأكد ..ولكن ردت فعله كانت أنه ذهب لحياة وطلب يدها ...
...
ولكن لدهشته قالت له أى نعم انا أحبك ...ولكننى لن أتزوجك ...
والأدهى والأمر أنها ازاعت فى المجتمع أن سعيد تقدم للزواج منها ولكنها رفضت ...
المدهش أن ذلك تم بتبجح وشماتة أدهشتنا جميعا
ما أدهشنا جميعا فى ذلك الزمان هو تصرف حياة ..كيف ترفض سعيد وهى تهاتى بحبه ليلا ونهار ...
ولكن سعيد قلب الطاولة من جديد وصرح بأنه لم ولن يتقدم للزواج من حياة ...
وحياة تؤكد أنه طلبها للزواج ...
وسعيد ينفى بشدة أنه لم يتقدم لها وهى كاذبة ...
ولكن ...
من هو الكاذب ...
كنت فى قرارة نفسى أعلم بأن حياة كانت تحب سعيد ...بل وتجاهر بذلك ..ولكن أنا متاكد تماما أن سعيد كذب فى ذلك اليوم وأنه فعلا تقدم لها ..وفعلا هى رفضته برقم حبها له ...
واستمر الجدال ...هى تؤكد وهو ينفى ...ولكن لدهشتى الشديدة وجدت أن افراد الشلة صدقوا سعيد وكذبوها هى ...برقم من أنها هى المرة الوحيدة التى صدقت فيها ... لقد أضر بها أسم محمود الكذاب
وأصبح ذلك الحدث يؤثر عليها سلبا حتى أكل من رصيدها فانزوت بعيدا واختفت ...
ولكن ..
بعد مرور السنين ...
عادت رمانة ...وتأكد أنها لم تتزوج لأنها رفضت العريس الأخر لأنها كانت تحب سعيد ...وكان واضحا أنها علمت بكل شىء ...
ولكن هل عادت لسعيد ...
لا ...
هل تزوج سعيد ..
لا ...
هل تزوجت حياة ..أيضا لا ...
ومازال الثلاثة يعيشون فى دوامة شك دائرية ...لا تدرى من أين تبتدى ولا من اين تنتهى ...
هندى عثمان - الخبر