الشقائق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قرية طيبة الشقائق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات قرية طيبة الشقائق ترحب بكم ونتمنى لكم اجمل الاوقات معنا مع تحياتى مدير عام المنتدى
 

 

 خواطر ....مسافرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 56815
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

خواطر ....مسافرة Empty
مُساهمةموضوع: خواطر ....مسافرة   خواطر ....مسافرة I_icon_minitimeالأحد يونيو 28, 2009 4:14 pm

خواطر مسافرة

رقم 47



جلست على قضيب السكة حديد فى إنتظار الحافلة التى سوف تقلها إلى المدينة ..هناك تسكن مع زوجها الذى لم يكن فى يوما من الأيام لا فى البال ولا على الخاطر ..وهنا على هذه الارض عاشت طفولتها وبواكير الشباب ..عاشت مثل قمرية..تفتحت زهرة شبابها وسط هذه الحقول المشبعة بحبوب اللقاح والشاربة موية المطر ..

ضحكت فى سرها عندما رأته يركب حمارته متوجها إلى الحقل فى هذا الصباح الشتوى الدافىء ...كأن الزمان توقف عند لحظة واحدة وتذكرت عندما كان يعلمها كيف تركب الحمارة ...كان يحملها ويضعها على الحمارة وهى تضحك ومن الضحك كانت تقع على الجانب الأخر من الحمارة ..ويذهب للجانب الأخر ثم يحملها ويضعها على الحمارة وهى تضحك فتقع على الجانب الأخر ...ثم بعد عدة محاولات قال لها يائسا أنتى ماليك فى ركوب الحمير ...أنتى ليك فى ركوب العربات ...

كنت أعلم بأنه يحبنى حبا عظيما ...ولكن اليأس يمنعه من البوح به لذا عاش به مثل فيروس مرض عضال لا فكاك منه ...

نفس لون الحمارة التى يركبها الأن ربما كانت تلك امها وكبرت الحمارة (والحمار ولد إستراح)( مثل الفادنى) لكن هل إسترحنا يا إلهى ...

الأقوال متضاربة هل الحياة سهلة هناك فى المدينة أم هنا فى الارياف ...تلك مقاييس لا تعمم ...وقوالب غير مريحة لقياس السعادة ...الحياة سهلة عندما يكون ضميرك مستريح ...ولكن هل ضمائرنا مستريحة ...

الحالة المادية لوالدى فى ذلك الزمان كانت متواضعة ...ولكن الحياة كانت سهلة لان الزمان كان سهلا..قلت لوالدى ذات يوم بعد تخرجى من الجامعة ..

لماذا نسكن الريف ونحن لا نملك حواشة ولا غيرها من أبقار واغنام ..مافائدة ساكن الريف بدون زرع وضرع ..قال لى والدى كلاما كثيرا عن تعليم البنات وحق البنت المتعلمة فى مواجهة العرف والتقاليد وعن كسب العيش ..ثم قال لى جملة معقدة جدا وهى يابنتى أنا (أعيش كى أحياء ..ولا أحياء كى أعيش ) ...لم أفهما فى ذلك الزمان ولكن أتذكر الشرح المصاحب لها وهى أن حياته الفعلية وسط أهله وناسه وخوته .. وقال كلاما مبهما عن السمكة وخروجها من الماء ..

كنت متمردة ...

كانت أسرتى ترانى متمردة ..بينما كنت أرى نفسى عملية جدا (1+1) يساوى أثنين ..شهادتى الدراسية ووظيفتى بعد ذلك جعلت لى مكانة وكلمة مسموعة فى البيت وبديهى جدا صاحب المال كلمته تمشى على الكل ..لذلك لم أجد معارضة علنية من افراد الاسرة عندما قررت أن نترك الريف ونسكن المدينة ...وجدت معارضة مكتومة قراتها فى عيون والدى يوم الرحول ..لم أكلف نفسى يومها بدراسة الأثر المترتب على ذلك أو أن إنشغالى فى ذلك اليوم منعنى من تكملة قراءة عيونه المبتلة بالدموع ..

تركنا الريف وتركنا حياة القناعة واليقين الكاذب ...وتركت خلفى الحبيب اليائس وكلامه الذى لم يكتمل بعد ..

كلنا تعايشنا مع الوضع الجديد وبهرجة الحياة عدا والدى ...جلس على كرسى اما باب الدار فترة من الزمان ثم رحل إلى دار الخلد وفى عينه دمعة وفى فمه سؤال ..تزوجت رجلا متعلما وثريا ..ولا يسالنى من أين أتيت ولا إلى اين أذهب ..ولا فى أين أنفق ولا فى ماذا افكر ...

حبيبى اليائس لم يعاتبنى ...ولكنه ظل يتجنبنى ولا يود رؤيتى ...اختصرنى فى بيت شعر عربى فصيح قديم ..

عجبت لمحب إذا رأنى ماء مات من ظماء ...وإذا رأنى فى النوم لم ينم ...

قالو عن الذين سافروا قطعوا جزورهم ... حاولت أن أتفادى قطع الجزور فحملت بعضها معى ... وحاولت لملمت باقى جزورى والحفاظ عليها بالمجاملات الكثيرة وبعض المنح والهدايا ..وإكرام الضيوف وعلاج المرضى ...إذا أكرم ساكن المدينة ضيفا واحد رفع شعبيته فى بورصة الراى العام والعكس بالعكس ...

ولكن ياترى هل أستراحة ضمائرنا ...

السؤال العبيط لازمنى حتى وقفت الحافلة بجوارى ...

ركبت فى الحافلة بجانب النافذة وهىفى الطريق للبندر ...والركوب بجوار النافذة متعة السفر ...فتحت النافذة فتحة خفيفة فدخل بها هواء شتوى بارد نوعا ..أرسلت بصرى فى الافق يبحث عن فلاح بسيط يركب حمارته متجها نحو حقله ...و

السؤال العبيط يلازمنى هل ضميرى مستريح ...

حقا أنه سؤال سخيف وعبيط ...



هندى عثمان – الخبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خواطر ....مسافرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشقائق :: الثقافى :: القصص والروايات-
انتقل الى: