الشقائق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قرية طيبة الشقائق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات قرية طيبة الشقائق ترحب بكم ونتمنى لكم اجمل الاوقات معنا مع تحياتى مدير عام المنتدى
 

 

 حالة خاصة ...جدا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 56815
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

حالة خاصة ...جدا Empty
مُساهمةموضوع: حالة خاصة ...جدا   حالة خاصة ...جدا I_icon_minitimeالسبت يوليو 11, 2009 7:25 am

حالة خاصة جدا

رقم 57





فى أصيل خريفى بديع فى أحد الأيام وصلنا أنا وصديقى إلى موقف البكاسى المؤدى إلى القرية حيث بداية الردمية الترابية التى تؤدى إلى القرية فى نهاية الخط ..كنا فى مناسبة زواج فى الخرطوم ولأننا تأخرنا فى ذلك اليوم كان السؤال الذى يدور فى أذهاننا كيف سنصل إلى القرية ونحن نحس بأن المساء يزحف زحفا وفى المساء تقل عدد المركبات نسبة لقلة الركاب ...ومايزيد الطين بلة أن الجو ينزر بالمطر ..

لاشىء يهم ...رددها صديقى وهو يتنفس هواء الاصيل المشبع برطوبة الخريف ..الحمد لله على كل حال ...وقال لى ضاحكا مالذى سيحدث لو تأخرنا ...أو لو وصلنا ..

الحال واحدة ...بعد نهاية الشهادة الثانوية وضيق الفرص والعطال المكشوفة والزهج المتواصل ...الحال هو الحال ...وكل عام ترزلون

عندما وقفت حافلة قادمة من الخرطوم ونزلت منها الأخت (س) نظر إلى مبتسما وقال لى تمت الناقصة ..

والأخت (س) تسكن معنا فى القرية ونعرفها حق المعرفة ولكن طبيعة حياتها توحى لك بأنها لا تعرف أحد ..ليس لها أى تعامل مع أحد فى القرية (أبو زرية) لا تكلم أحد ولا تبادر بالسلام على أحد ولا تجامل أحد .. كانت متمردة أو قل حالة خاصة لا نظير لها ..وكانت هى مثل علامة استفهام كبيرة ..

كانو يقولون أنها مغرورة ومتكبرة ووو ..ولكنى كنت ارها شيئا عاديا ..مثل الجميع لا شىء مميزا فيها اللهم إلا نظرتها المتنمرة وحديثها الحاسم ..و

جلست بجوارنا فى ظل الراكوبة المتمدد أمامانا دون أن تبادر بالتحية ..جلست وكأنها لم ترانا أو كاننا كائنات مجهرية لا ترى بالعين المجردة ..

إبتسم لى صديقى ونظرة لى مستعجبا ..ثم دنا منها قليلا وقال لها السلام عليكم

مرت لحظة كأنها دهرا ونحن نترقب ...وبعد جهد جهيد قالت بصوت خفيت (وعليكم)

جلسنا ثلاثتنا وموقف البكاسى خالى إلا من أحد السواقين وهو يلعن ويسب ويبدوا أنه هناك عطلا فى سيارته ..

بدأ ذلك السائق يساومنا على المشوار ..وقال الشمس على وشك المغيب والسماء تتوعد بمطرة كاربة ..فلا بد من زيادة المبلغ ..

وعند المغيب بدأءت المطرة ترسل حبات متتالية والشمس نصفها تحت الأرض والنصف الأخر على وشك الرحيل ..أتفقنا على مبلغ معين وبداءت الرحلة ...

ظلام دامس والمطر يتساقط والطريق ترابى وعر وسيارة الخردة تسير وهى مكتفة وصوت العادم المتقطع وهو يشخر يشكل سمفونية مع صوت الرعد الذى يشق السماء ..وبداء المطر ينهمر ..

وفى حفرة كبيرة مثل البركة وقعت السيارة وأنطفأت أنوارها وسكنت فى قاع البركة وبداء ذلك السائق يسب ويلعن من جديد ...

نزلنا من السيارة ...ووقفنا بجواره نحاول المساعدة فى إصلاحها ولكن دون جدون ..ولا أمل فى وصول سيارة أخرى لأن الطريق أصبح غير صالح لعبور السيارات ..

أدخلت يدى فى جيبى ومنحته مبلغ مناسب وقلت للشركاء المتشاكسون لا بد من مما ليس منه بد وهو الذهاب بالارجل حتى القرية ...وابتداء المشوار

المسافة حوالى الستة كيلو ...والدنياء ظلام دامس والارض طينية مبتلة .. لحسن الحظ لم نكن نحمل معنا شيئا ولكن الأخت (س) كانت تحمل حقيبة كبيرة وأكياس بها بعض المواد التموينية وكيس به موز ..

حملت منها الحقيبة ...وحمل صديقى كيس المواد التموينية ...وحملت هى كيس الفواكه ..وبدانا المسير

على قضيب السكة حديد الممتد فى جوف الظلام سار صديقى فى المقدمة وسارت هى فى المنتصف وسرت أنا خلفها ..الصمت يعم المكان ..وبعض الحشرات الصغيرة تصتدم بارجلنا ولكن الهواء كان منعشا والجسد المبتل بالمياه والملابس الملتصقة بالأجساد وتقاطيع واضحة لجسم فارع القوام والقمر بداء يرسل لسانا خفيفا .. ذلك الجوء البديع أنعش صديقى فبداء يترنم ..

داوى نارى وألتياعى وتمهل فى وداعى ياحبيب الروح هب لى بضع لحظات سراع

كم تمنيت وكم من أمل مر الخداع لحظت أقرا لك فيها أشعار الوداع

كان يعشق زيدان بجنون ..ويحفظ أغانيه

صوته كان جميلا والأداء مفعم بالشجن والحنين ...أسكرها ذلك الجوء البديع فبداءت عقدت لسانها تنفك ..وبدأت تتكلم ..ناولتنى صباع موز وكذلك ناولت صديقى وبداءت هى تأكل وبداءت تتكلم ..

تكلمت كلاما كثيرا ...تكلمت كما لم تتكلم من قبل ..وقالت مافى نفسها ..قالت كل هواجسها ونظرتها لشباب القرية ..ونظرتها للمجتمع بصورة عامة ...ومستقبلها هى كفتاة من الريف ...فتاة لها أحلامها ولها هواجسها ..خوفها من الزمن والتقاليد وو

فى ذلك اليوم أدرنا معا حوار مثل تلك الحوارات الإزاعية التى تاتى فى سهرات منتصف الليل ...شيئا ما يسمى نجوم بعيدة ..أو شيئا من الذاكرة ..



عندما يتكلم الأنسان تعرف عنه كل شىء ومن كلامها عرفنا أنها مثقفة بعض الشىء أفكارها ناضجة ولكن فيها بعض الجنوح والتطرف ...متابعة لأخبار القرية وتعرف كل شىء دون أن تشارك فى شىء ..إجمالا لابأس ...احيانا تحس تجاها بنوعا من الشفقة لنبرة اليأس التى تتخلل حديثها ..

طعم الموز الحلو مع الجو المشبع بالرطوبة والنغم الجميل الذى يتخلله أصبانا يشئا من النشوى والمتعة ..متعة تمنينا أن لا تنتهى ...ولكن

لكل بداية نهاية ...ووصلنا القرية كنا نتمنى أن يطول المشوار ...نتمنى ان يطول المشوار لأننا شباب يعيش فراغا عريضا يود الإستكشاف..وخيالا جامحا وحبا للمعرفة ..المعرفة بكافة ألونها وأشكالها ..

أوصلناها لبيتها سالمة وغانمة وأنصرفنا ...رمت بكيس الموز الفارغ بجوار الباب وقالت لنا بصوت وديع تصبحوا على خير ...

فى صباح اليوم الثانى وانا واقف فى أحد الشوارع اتكلم مع احد الأصدقاء مرت بنا و

لم تسلم علينا كأننا كائنات مجهرية لا ترى بالعين المجردة و ...يبدوا أنها دخلت الغابة من جديد ...

فعلا انها حالة خاصة جدا ....



هندى عثمان – الخبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حالة خاصة ...جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تهيئة خاصة بمناسبة الخطوبة
» طائرة خاصة ستنقل برشلونة إلى لندن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشقائق :: الثقافى :: القصص والروايات-
انتقل الى: