الشقائق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قرية طيبة الشقائق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات قرية طيبة الشقائق ترحب بكم ونتمنى لكم اجمل الاوقات معنا مع تحياتى مدير عام المنتدى
 

 

 المعادلة .....

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 56605
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

المعادلة ..... Empty
مُساهمةموضوع: المعادلة .....   المعادلة ..... I_icon_minitimeالخميس أبريل 05, 2012 4:45 pm


رقم 109
المعادلة ...
أكمل سلمان دراسته المتوسطة وذهب مع خالته إلى المدينة ليكمل تعليمه هناك ...
من يومها بداءت زيارته تقل عن القرية ...واصبح شبه مهاجر داخل بلده ...
والحق يقال أن خالته السيدة كانت تحبه وتحترمه مثل أولادها ...فعاش معهم مثل واحد منهم ... كانوا يساعدونه فى دروسه ويهتمون به ويصرفون عليه مثل واحد منهم ...كلهم كانو أصدقاء له ...
ولكن بنت خالته نادية كانت فى سنه وأقربهم له ...كانت تراجع معه الدروس وتغسل له ملابسه وتهتم بأموره وتخرج معه لزيارة الاقارب والأصحاب.. معارفهم محدودة وكان جل علاقاتهم مع الأصحاب والزملاء ...
كان بينه وبين نادية تقارب من نوع خاص كانت مستودع أسراره المادية على قلتها والمعنوية على كثرتها...ولكنه تقارب أقرب للهيمنة والإستحواز ...حيث أن سلمان لاحظ أن إهتمامها به بداء يزداد ..وأنها بداءت تتحكم فيه وفى صداقاته بل فى جميع خياراته ...
أحث بها بداءت تخلق بينه وبين الأخرين سياجا وبداءت تزن عليه أن عليه فقط أن يهتم بدراسته ومستقبله وقالت له بالواضح (ديل كلهم مابنفعوك) بتنفعك دراستك ومستقبلك وحياتك العملية .. حياتك يجب أن تكون واضحة 1+1 يساوى 2
وكانت نظريتها أن العلاقات الإجتماعية والمجاملات ومساعدة الأخرين والتضحيات وحتى الحب ..بمعناه الكبير والصغير كلام فارغ ومثاليات لا لزوم لها...
ولأنها كانت جميلة ...ولأنه كان يحبها بصدق أنجرف وراءها وصار يسمع كلامها ..وبداء يجتهد مثلها فى العلم والتحصيل وحب التفوق والنجاح ...حياة أكاديمية بحتة
كل ذلك مفيد ومثمر ...
ولكنه كان على حساب اشياء أخرى ...كان على حساب علاقته بأهله وإنقطاعه عن زيارتهم ...لفترات طويلة حتى أنه لم يزور والده المريض ..
بل أنه فى وفاة والده رجع للقرية بعد ثلاثة ايام ...مبررا ذلك بإمتحانات المدارس ..
وعندما عاد للقرية وجد أن ايام العزاء قد أنتهت ..
وعاد مرة أخرى للمدينة ...
وأستمر فى هذا البرنامج حتى دخلا الجامعة معا هو ونادية ودخلا كلية العلوم الرياضية وتخرجا بإمتياز ....وعملاء معا ..معيدان فى نفس الجامعة
فى القرية لم يكن له أحد سوى والدته الرسالة ..كان يزورها فى فترات متقطعة فى أن يأتى يوم الخميس ليلا ويذهب فى نهار الجمعة ولايزور أحد ولا يسأل عنه أحد ...يأتى ويختفى ولا يحس به أحد
كان كل مايهمه هو نادية وعالم نادية .... وعلمه وعمله
وتزوجا ..
سكنا معا فى حى راقى وفى شقة جميلة هادئة واستمر نجاحهما فى الحياة العملية

ولكن
...حتى فى الحى الذى سكنا فيه لم تكن لهم علاقة بأحد ...يذهبا للعمل فى الصباح ثم يعودا لشقتهم معا فى المساء ...
كان يسير فى الشارع لا يكلم أحد ولا يسلم على أحد ولا يكلمه أحد ..كان كأنه لا يرى العالم ..وإنما يرى طريقه فقط ...
لايزوره أحد ولا يزور أحد سوى أسرة خالته ونسابته ...معزول تماما عن الدنياء
و...
عندما توفت والدته التى كانت تقيم معه كان العزاء صغيرا ومختصرا ...ذهب إلى المقابر شبه وحيدا مع أثنان من جيرانه وأحد صبيان الشارع الذى يقيم فيه دفناها وعاد كل واحدا منهم لداره...وأنتهى العزاء بإنتهاء مراسم الدفن ...
لكن الذى حدث بعدها بيومين أن حضر وفد من سكان قريته ببص ملئى على أخره نساء ورجال ..حضروا مساءا ووقفوا خارج الدار نادو عليه فخرج لهم ...رفعوا معه الفاتحة ورجعوا للبص ...وكذلك النساء ...رجع الجميع للبص ورفضوا أن يشربوا حتى الماء ...وقالو له جينا إكراما لحاجة الرسالة...
و...
بعدما ذهب ذلك الوفد جلس الدكتور الجامعى وعالم الرياضيات المشهور فى سطح تلك البناية وبداء بجرد حساب لحياته وبداء يزن المسألة من جديد ...
وبعد فوات الأوان وجد أن 1+1 لا يساوى ابدا 2


هندى عثمان - الخبر









الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المعادلة .....
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشقائق :: الثقافى :: القصص والروايات-
انتقل الى: