متى نأكل ....الأنناس

رقم 14

متى نأكل الأنناس

فى ميز العزابةفى بلد خليجى معروف هجم الجميع على (حلة القطر قام) هجوم مركز من كل الجبهات وعلى نغمات الشطة الهندية الكافرة أتى الجميع على الأخضر واليابس مابين همهمات الإستحسان على جودة الطبخة والإستهجان على قلتها ..

تمت إزالة أثار المعركة ..فرش ابو الجكوس كيس صفرة جديد إذانا بجلب التحلية ..تم فرش الكيس وجلب التحلية وهى عبارة عن علبة أنناس كبيرة الحجم ..وللمرة الثانية تكرر نفس الهجوم الاول ..ولكن هذه المرة تحت قعقعة الملاعق ..

بداء الجميع الأكل فى إيقاع منتظم تتخلله بعض الشطفات من المياه الحلو ..ولكن

أنتبه إليه الجميع وقالو له تعالى ياسعيد أكل تحلية ..ولكنه لم ياتى ...نادا عليه الجميع وحلف بعضهم ولكنه لم يأتى ...وبدا ساهما ..بل بدا يرتجف ويأتى بحركات غريبة وأنخرط فى نوبة بكاء هستيرية أدهشت الجميع ...

توقف الجميع عن الأكل الواحد تلو الاخر ..وبداءت الملاعق تتساقط الواحدة تلو الأخرى على صحن الطليس الرنان ..و .

ذهب إليه الجميع وبداو فى تهدئته ..رويدا ..رويدا بداء يهدا ...وزارته مسحة من السكينة وبداء وجهه يصفو ثم ...لدهشتهم نام ...نام نوما عميقا ..

تركوه على تلك الحال وبداء الجميع الإنصراف لدوام العمل الثانى ..ولكن

من هو سعيد ...؟

سعيد أحمد عثمان ..ضيف جديد قادم لتوه من البلد يمت بصلة قرابة لاحد اصدقائنا الذى يسكن معنا فى بيت العزابة ..ومنذ قدموه يبدوا ساهما ..ومرتبكا ومشوشا عسكرى سابق فى القوات المسلحة السودانية ..قادما لتوه من ارض العمليات فى الجنوب ..

فى مساء ذلك اليوم الصيفى الحار بداء الجميع فى التوافد الواحد تلو الأخر وفى العيون سؤال مكتوم مالذى حدث لسعيد ..

كانت وجبة العشاء خفيفة أنتهت بسرعة وتأهب الجميع للنوم فى صمت يلف المكان ...أستلم الجميع مخادعهم وتم إطفاء النور وبداء الصمت يلف المكان وسرحت الأفكار( كلا يغنى ليلاه) فى ظلام كثيف تحت هدير مكيف يقاتل الرطوبة حتى الأنين ...وفجاءة تكلم سعيد

أتانا صوته خفيتا ..بداء الكلام متعثرا ثم بداء يرتب أفكاره ..وبداء يحكى

(أنا أعتزر لكم مابدر منى اليوم ولكن الأنناس ذكرنى موقفا لن انساه ماحييت ..كنت فى أرض العمليات وكان صديقى مثل أخى الذى لم تلده أمى وكنت أحبه بلا حدود ..خرجنا ذات يوم من المعسكر تجاه الغابة ...التعليمات كانت واضحة بعدم التوغل داخل الغابة ولكنه قال لى تعال معى لنجلب بعض ثمار الأنناس ...حزرته كثيرا ولكنه اصر وألح ...أبتعدنا عن المعسكر حتى وصلنا مكان أشجار كثيفة ...رأى شجرة اننا س كبيرة ملئية بالثمار ...لم ينتبه لتحزيراتى مد يده لسبيطة كبيرة و...وفجاءة أنفجر لغم جبان شطره لأثنين حتى طار رأسه ويده اليمنى فى حجرى ...وهو ميت ويده تحمل الأنناس ..و

بداء يبكى من جديد ..ثم ..سكت

فى ظلام الغرفة بداء الجميع يهمهم ...سالنى أحدهم ماذا قلت ...قلت لا ولكن أنا نفسى لم أدرى ماذا قلت ولكن ربما قلت متى ناكل الانناس ...

هل سنأكل ... الأنناس ...أم أنه الفراق الأخير