الشقائق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قرية طيبة الشقائق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات قرية طيبة الشقائق ترحب بكم ونتمنى لكم اجمل الاوقات معنا مع تحياتى مدير عام المنتدى
 

 

 الصدمة ....

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 56885
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الصدمة .... Empty
مُساهمةموضوع: الصدمة ....   الصدمة .... I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 10, 2009 6:13 am

الصدمة ...



رقم 9

كنا دفعة مشهورة نعمل مع قوات المطافى فى أحدى مدن وسط السودان فى ذلك الزمن الجميل عندما كانت الماهية تكفى صاحبها مأكلا وملبسا وترفيها ..وكانت الوحدة متوسطة العدد فى طرف المدينة فى مبنى صغير يحتوى على ثكنات نظيفة وبه عدة ملاعب وأماكن لانواع مختلفة من ضروب الرياضة التى كانت تعد شيئا من العمل العسكرى الجاف ...ولكنه فى المطافى اقل جفافا ..لأن العمل قليلا نوعا ..

كنا شبابا نضج حيوية وصخبا بالنهار طوابير عسكرية ورياضة وبالمساء نبطشية ساعتين للفرد حراسة للمعسكر ..

فى ذات ليلة صيفية والقمر بدرا كانت مناوبتى من الساعة 12 ليلا وحتى الثانية صباحا وصديقنا طارق العمدة من الثانية صباحا وحتى الرابعة صباحا وأدم صيام من الرابعة صباحا وحتى السادسة صباحا ...كان هذا هو جدول النبطشية ..



جلست وأمامى أريكة طويلة فى مدخل القسم وبجوارى تلفون الطوارى وأعداد مختلفة من مجلات مختلفة مجلات مصرية ولبنانبة لقتل الوقت وبراد شاى وبعض الفول السودانى المدمس وراديو قديم يعمل أحيانا ويتوقف طوال الوقت ..

مرت الدقائق سريعا حتى الثانية ليلا حين أتانى طارق العمدة وجلس بجوارى إذانا بإستلام نوبته فى الحراسة ...جلست معه قليلا ثم أستاذنته فى الإنصراف وقلت له تذكر أن توغظ ادم صيام قبل وقت كافى للإستعداد لدوره ..



وذهبت للنوم ..



ولكن عند الساعة الساعة السادسة صباحا عندما صحيت من النوم وجدت أدم صيام نائم بجوارى على سريره ويبدوا من هيئته أنه لم يذهب لنوبته ..

حملت بشكيرى وأنا فى طريقى للحمام وجدت الدفعة كلها مجتمعة عند الإستقبال ..ترى مالذى حدث ..ذهبت لهم فوجدت الجميع فى ذهول غريب ...

وجدت طارق العمدة ساهما وعيونه جاحظة وفى حالة صمت غريب ومريب ..سألتهم مالذى حدث ولكن لم تكن هناك إجابة محددة ...اللهم إلا الصمت الطويل الذى بدا على طارق ..حاولت التكلم معه ولكنه كانه لا يرانى ..حاول معه الجميع حتى قائد المعسكر أمره بالكلام ولكنه لم يستجب ..ترى مالذى حدث ...

كان نهارا كئيبا ذلك اليوم بل ومحيرا ..ذهبنا به للمستشفى وفى قسم الطوارى أجريت له عدت إسعافات وحقن بعدة حقن ولكنه لم يستجب لشىء ..أستمر الحال هكذا وتم الإتصال بأسرته التى جاءت على وجه السرعة وأختفى من يومها ...



ولكن من هو طارق العمدة ..

طارق العمدة من أولاد الابيض ولاية كردفان بقارى ابيض اللون وسيم وقوى البنية مربوع القامة وكان مرحا ومحبوبا يحب الضحكة ويعشق النكات لذلك احس الجميع بفقده فى الايام التى تلت ذلك اليوم ..غيابه ترك على المعسكر كأبة وحزن عميق حتى أن بعض أفراد الدفعة بكوا عندما تحركت العربة التى حملته مع اسرته ...

ومرت الايام ..بدون اخبار واضحة المعالم ..



وبعد ستة شهور رجع طارق العمدة ...رجع فجاءة كما ذهب فجاءة ..وكان يوما مشهودا فى المعسكر ..صدق لنا القائد بخروف إحتفالا بالعودة الميمونة لصديقنا طارق ..كان الجميع فى شوق لكلامه و له لذلك تكلم مع الجميع وضحك مع الجميع ..وكان يوما مشهودا ..تكلم الجميع عن ذكريات اليالى ولكنهم تحاشو الجميع عن ذكرى تلك الليلة المشؤمة ..

وفى المساء ...

وامام إستقبال المعسكر وعلى ضوء القمر وضع كرسى خيزران وجلس عليه وبداء يحكى

قال طارق..

استلمت المناوبة عند الساعة الثانية صباحا كما تعلمون ..نعاس خفيف يعصف برأسى وضعت الشاى بجانبى وفتحت مجلة لبنانية بها صورة غلاف لنجمة مشهورة فى منتصف المجلة وبدأت أتمعن في العيون والشعر الغزير ..ولكن

عند حوالى الساعة الثانية والربع والصمت يلف المكان سمعت شيئا مثل الحفيف ..صوت خفيف خلفى ..تنبهت وبداءت أسترق السمع وفجاءة أنسدل شعر كثيف على كتفى ورائحة قوية و..عطر نفاذ

ثم واجهتنى فتاة بيضاء طويلة وجميلة وشعرها طويل وعيونها واسعة ..سلمت على وجلست ثم قالت لى أنا اعرف عنك كل شىء واليوم أتيت لأخطبك ...هل تتجوزنى ؟؟..أندهشت لجرأتها فلم أدرى ماذا أقول ثم كررت السؤال بسرعة هل تتجوزنى؟؟



أدرت راسى شمالا ويمينا وقلت لا ..ثم صمتت و دنت منى وفى وجهى قالت لى أوف... أوف عليك ...ثم ذهبت وتركتنى ..ومن ساعتها لم أستطيع النطق ولا التعبير ..



ذهبت بى أمى إلى غرب السودان وجلست شهرين مع احد الشيوخ قراء لى كثيرا من القرأن حتى تعافيت ..وهاأنذا اليوم معكم ..لم ندرى ماذا نقول ولكن ...

أحد العساكر فى طرف الحلقة قال متمتما (دائما الشاكوش حار.. حتى عند الجنيات)..ماعندك عنوان...



هندى عثمان – الخبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصدمة ....
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشقائق :: الثقافى :: القصص والروايات-
انتقل الى: