الشقائق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قرية طيبة الشقائق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات قرية طيبة الشقائق ترحب بكم ونتمنى لكم اجمل الاوقات معنا مع تحياتى مدير عام المنتدى
 

 

 الفصل الثالث..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 56995
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل الثالث.. Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثالث..   الفصل الثالث.. I_icon_minitimeالأحد يناير 24, 2010 3:47 pm

الفصل الثالث

فى الايام التالية التى تلت ذلك اليوم اعتاد الجميع على سلمى التجانى ..اصبح عاديا ان تمد يدها بالمصافحة واصبح عاديا ان تستعير منهم الكتب والمذكرات واصبح عاديا ان تقف معهم وتتجازب معهم اطراف الحديث ..اذا كان ذلك قبل قيام البص فى المساء او عند النزول فى الصباح ..
وشعر طاهر انها قريبة منه بل قريبة جدا لاحظ نظرات الحياء والخفر التى تطل من عيونها الساحرة عندما تتكلم معه ..كان يحس بعيونها تحتويه عندما تنظر اليه ..فى نفس الوقت احس بشىء اقلقه
احس بان بدوى الجعلى بداء يتقرب منه ويتودد اليه وهو يعرف بدوى جيدا لايفعل شيئا الا اذا كان وراء ذلك مصلحة … ولكن اين هى المصلحة ؟.
دعاه فى صباح يوم الى الفطور ولم يفعلها قط فى حياته ..واعتزر له طاهر ..وفى اخر اهداه قلم حبر جاف من نوع فاخر ..قبله طاهر على مضض طاهر نوع من البشر لايحمل حقدا على احد ولكنه يبتعد عن مناطق الخطر بقدر الامكان يضع رجله فى المكان الذى يحيطه بالاحترام … رصيده فى بنك الحياة كرامة يخاف عليها من اللصوص ..قد يفسرها اخرين بانها جفا ولكنه الحيطة والحزر ..
محمود كان يراقب كل ذلك ..وعندما كاشفه طاهر قال له محمود جميل منه ان يفعل ذلك ولكن عليك بالحيطة والحزر وعدم الافراط فى حسن النوايا ..
قال له طاهر لاعليك ..سااتدبر امره …
وفى ذات يوم …..
وطاهر يود العودة الى داره همس له محمود فى اذنه اليوم انت مدعو الى منزل الحكومة ..لاتتاخر السادسة مساء فى تلك اللحظة خامره احساس رهيب ومخيف فى نفس الوقت .
ولكنه ردد حاضر دون وعى منه ..ولما التفت خلفه وجد بدوى الجعلى خلفه مباشرة … فقال بسرعة جهز الفتة … سأتيك متاخرا …. فتة منتصف الليل ..
وواصل البص رحلته …
وفى المساء لبس طاهر البنطلون الوحيد الذى اهداه اليه خاله عندما سافر الى الحج .. واختار قميص متواضع من الاقمصة الثلاثة التى ظهرت عليها اثار السنين واتجه الى مكتب التفتيش ..
عند ما وصل وجد محمود ومروة فى انتظاره ….. ردد فى سره اليوم سنذورها فى عقر دارها ..
نظرت اليه مروة قليلا ..ثم قالت له تحتاج الى بعض التعديلات ..
ناولته فتيل( الجرسلين )وقالت له حاسب عليه ..بنات عمو ماسمعن بيهو ..اشتريتوا اليوم ..
ثم احضرت له العطر ومشط محمود ..
فى البداية اصرت عليه ان يبدل قميصه بقميص من اقمصة محمود ..ولكن طاهر رفض ذلك بشدة .. وقال هذا تزوير وانا لا احب التزوير ..
ثم نظر الى مروة شاكرا وقال احيانا لديك اشياء مفرحة ..
نظرت اليه بعتاب وقالت ..مافيش فائدة فيك ..
محمود : هيا بنا
وتوجه الجميع ناحية منزل الحكومة
فى البهو الذى يقع امام الصالون وقف الثلاثة بعيدا بعدما اذاحو السياج الذى هو بمثابة المدخل للمنزل الحديقة ..فى البداية لم يسمعوا شيئا ولكن بعد قليل اتاهم صوت رجل مرحبا بهم …. لم يتبينوا شكله فى البداية لان انوار المنزل كانت تعكس الاشعة على ووجوههم ..وعلى ظهر الرجل القادم ناحيتهم ..ولما تبينوا شكله كان طويلا عريض المنكبين ..حاد الملامح قاسى النظرات ..قاسى النظرة ..وكان يبدوا انه استيغظ لتوءه من النوم ..رحب بهم وقادهم تجاه الصالون .وبعدما اجلسهم حرك عينيه وسال محمود عن صحة والده ..جلس قليلا ثم انصرف ..كانت هذا هو سيد تجانى ..الرجل الاول ..
بعد قليل دخلت سلمى وهى تخطر فى فستان ابيض انيق …. كانت كالملكة تنزل من عرشها لتقابل الرعية ….رحبت بهم ترحيب حار ..وسريع ..يسبقها عطرها الذى يعصف بطاهر ..
انصرفت واحضرت جك ماء بارد واكواب صغيرة انيقة من البلاستيك راها طاهر ذات يوم تحمل واحدة منهن فى حقيبة المدرسة ..ثم جلست معهم
محمود : الوالدة انشاء الله كويسة ..
سلمى : ماما بخير
ردد طاهر بصوت خفيض .ماما… ماما
مروة : طاهر بتمتم مالك بتسمع فى قصيدة ..قالت ذلك فى صوت خافت ..تنحنحت سلمى وقالت نحن هنا … أنتبهت مروة وقالت اصلو طاهر ..
قاطعها محمود ماعايزين كلام
مروة : أمرك ياسيدى أهو سكتنا ..أنطمينا
سلمى : مروة دمها خفيف تصور يامحمود أمبارح الاستاذة كانت بتجلد فيها وهى بتضحك ..حتى ان الاستاذة فى النهاية ضحكت ..مروة شقية
محمود : الاستاذة مابتعرف الجلد … لو ادونى ليها أمانة مابكاها يجيب الضهبان
مروة : ضهبان انت ..
ضحك الجميع …
سلمى : طاهر .. قول حاجة
طاهر : حاجة
سلمى : اى حاجة قول ..
كان لايريد مثل هذه المداخل ..مثل هذه المداخل غير مضمونة العواقب ..كان يتمنى لوانها تركت الحديث يجرى مجراه الطبيعى دون ان تنبهه الى صمته ….من طبيعته لايبدا بالكلام فى اى جلسة ..كان يعطى نفسه فرصه ليدرس الحالة النفسية لمن حوله فى تلك اللحظة او اتجاه الريح ..وبعدها يزوب الجليد ….ولكن سلمى لم تمهله وهاهى تبداء ….
قطع سيل افكاره دخول ماما محاسن وهى تحمل صينية بها اكواب الشاى وتورتة كبيرة ….بعد السلام الحار قالت الماما .. سلمى كلمتنى عنكم كثير … وللحقيقة هى معجبة جدا بطيبتكم … انا شخصيا كنت متخوفة عليها ان لا تتاقلم على جو الريف ….لكن الحمد لله
طاهر : شكرا ياخالة ..انتم ضيوفنا لو ماشالكم الكتف يشيلكم الراس ..ونظر بطرف عينه لسلمى المعنية بالعبارة الاخيرة ..
ودارت اكواب الشاى ..
كان طاهر حزرا تجاه مروة ..حزرا من ان تفعل شيئا يصبه بالحرج ..لذلك سحب رجله عندما احس برجلها تعبث بها تحت المائدة ..
نظر طاهر الى والدتها محاسن ..كانت نسخة مكبرة من الابنة نفس العيون الجميلة ونفس الشعر الطويل ..ولكن الانف اكثر اصالة من انف الابنة … نظر اليها بعين امراة المستقبل …. ابتسمت سلمى عندما راته يطيل النظر الى امها ..قالت له كى تلفت نظره ..
سلمى : لى طلب ياطاهر
طاهر : خير ..مابك
سلمى : عايزاك تشرح لى مسائل المثلثات … عرفت من مروة انك شاطر فى الرياضيات
طاهر : ليس لى هذه الدرجة ..على العموم مافيش مشكلة انا تحت امرك فى اى ذمان وفى اى مكان
مروة : تواضع العلماء ..
فى تلك اللحظة دخل عليهم سيد تجانى بعدما ابدل ملابسه واستعد للخروج …..جلس وقال كيف اخبار الدروس معاكم
طاهر : خير والحمد لله
تجانى : سلمى مبسوطة منكم وارجو ان تساعدوها فى مادة الرياضيات ..
همهم طاهر وقال خير انشاء الله ..
قام تجانى لينصرف … ولكن طاهر قال له ياسيد تجانى لماذا تأخرت سلفية القطن خصوصا اليومين دى الظروف صعبة والخريف متعب شوية ..
ابتسم سيد تجانى وقال قريب قريب انشاء الله …. كان طاهر يدرك الجواب لكنه اراد مدخلا لهذه الشخصية المهمة ..مدخلا لاحاديث طالما ارقته ..برقم انه كان يعلم الاجابة ولكنه غامر بسؤاله
تجانى : انت ابن مين ..
طاهر : انا طاهر ودحاج يسن
تجانى : حواشتكم فى نمرة كم وكم بيت
طاهر : نمرة 12 رابع بيت
تجانى : اه عرفت ابوك راجل كويس وبشتغل كويس … راجل محترم جدا
طاهر : الله يبارك فيك يافندم
… قام تجانى ودخل المنزل مرة اخرى …
مروة : ياطاهر تانى ونسة الحواشات دى ما دايرنها …
طاهر : اكان عجبك …..
دخل تجانى الغرفة مرة اخرى وقال ياطاهر انا ذاهب الى حلة الجعلى اذا انت تريد الرجوع تعال معى لاوصلك ..دق قلب طاهر دقات عنيفة ..هل يركب معه ؟ مثل هذه التشريفات بتجلب الاقاويل من القوم البسطاء
..ولكنه اكد على الذهاب معه بانت نظرات الاحتجاج من سلمى ..وقالت لسة الذمن بدرى ولكنه اصر على القيام وكان قيامه ايذانا بانتهاء الجلسة ..
قامت سلمى لوداع مروة ومحمود بينما ذهب طاهر مع والدها ..
ركب طاهر مع تجانى فى عربة ماركة (ليسوزو) واحس بضالة حجمه وهو يجلس بجانبه فى الكرسى الامامى … كان يجلس بحزر …. هو الان بجانب الحكومة ويريد ان يخاطب الحكومة فى أشياء كثيرة يحسها ويكتوى بنارها من خلال العيش فى المشروع .. اسئلة كثيرة تحتاج الى اجابات ..اسئلة تدور فى راسه تؤرقه دائما..وبحث عن المدخل .. تنحنح وقال سيد تجانى الناس بتشكى من العطش .. كل عام نفس المشكلة ..كل عام المحاصيل مهددة بالعطش هل ياترى استعصت مشكلة الرى على ادارة المشروع ..
تجانى : العطش ..الرى… تعرف ياابنى انا على يقين بان المشكلة رقم واحد فى المشروع هى مشكلة الرى ..بالرقم من الجهود المبزولة من قبل المشروع ..ادارة ..ومهندسين ….ومنظراتية ..الا انك تحس بان المشكلة موجودة كل عام .
طاهر: اين العلة…. هل الماء قليل ..
تجانى : ابدا ياابنى الماء ليس قليلا …… كيف يكون الماء قليل ولدينا اعظم واكبر نهر فى الدنيا …. ويكون فى علمك مشروع الجزيرة اكبر مشروع فى الدنيا ..ارض مستوية تروى بالرى الانسيابى ..لكن مشاكل الرى برقم بساطتها الاانها تشكل هاجس ..اليات الحفر مشكلة ..الكراكات ومستلزماتها بداية بالسواق ونهاية باصغر اسبير ..ثم الزيوت والجاز ثم ان هناك اتهامات بالتلاعب فى المواد البترولية ..الفوضى وعدم الاهتمام جالون زيت يمكن ان تقيف الكراكة بسببه اسبوع .. تصور هناك كراكة فى الترعة الغربية وقفت من اسبير صغير ..تركوها واقفة شهر.. ذهب منها الحارس وبداء الصبيان والرواعية يلعبون فيها ويفككون مساميرها ..اليوم اصبحت هيكل .. شىء محزن ومحبط فى نفس الوقت ..
طاهر : ماهى طبيعة سلطة التفتيش فى هذا العمل عموما ؟
تجانى : اشراف ليس الا ..العمل يتم بالتعاون ..والاولويات طبعا بمشورة رجال الهندسة الزراعية ..تقريبا دورنا توجيهى ارشادى ..
طاهر : وتوزيع الكراكات وعملها او كيف يقسم العمل
تجانى : طبعا بالاقسام واحيانا عدة اقسام فى كراكة واحدة .
طاهر : طيب هل يمكن تقسيم هذه الكراكات على مجالس التفتيش او حتى على المكاتب
تجانى : قلنا لهم ذلك ذات يوم فاعتبروه تعدى على سلطاتهم ..
طاهر : انا بفتكر لو اى مجلس تفتيش عندو كراكة تدار بواسطة اعضائه لكان ذلك اجدى
تجانى : حكومات مصغرة يعنى وبعد قليل يقولوا عايزين دقاقات وتراكترات وانت شايف الوضع
طاهر : انا لا اريد كل ذلك فقط كراكة واحدة تحت تصرفكم
تجانى : صعب ياابنى فى هذه الظروف
وقبل اكماله الحديث أحس بانه وصل القرية ..واحس بالعربة تقف امام دار شيخ الحلة ..فى تلك اللحظة ظهر بدوى سلم على تجانى بحرارة ..وببرود على طاهر
قال بدوى تفضل سعادتك
قال طاهر متشكرين ياسيد تجانى
تجانى : شكرا ياابنى ..وحاول دائما تزورنا وانا تحت امرك فى اى مشكلة ..سامع ياولد ..
طاهر : حاضر ومشكور
انصرف طاهر ..
ونظرة قاسية رماها به بدوى الجعلى وهو يبتسم ..عجائب
ورجع الى المنزل
ذلك المنزل البسيط الذى يقع فى طرف القرية … هو وحيد والديه من الذكور وله اختان تؤمتان من اعز الاشياء فى دنيته ..هما سعاد وسعدية ..منزلهم بسيط يتكون من غرفتين من الطوب الاخضر فى جانب .. وفى الجانب الاخر قطر صغير يتكون من حمام ومذيرة ومطبخ ومخزن وتكل كلها فى مستوى واحد من القصر اذا اردت الدخول فى احداهما لابد ان تحنى ظهرك وتقدم فروض الولاء والطاعة ..والديه واختيه يستغلون الغرفة الخلفية ..وهو يستغل الغرفة الامامية ويستقبل فيها اصدقائه ..
الغرفة الخلفية اساسها بسيط ثلاثة عناقريب ودولاب زيتى اللون وفضية قديمة مهرمة وفى احد الاركان رصت مجموعة من شنط الحديد القديمة وضعت على صندوق كبير من الحديد الصلب …. كان يقول لوالدته ان فى هذا الصندوق حمل الانجليز زخيرتهم واتوا لغزو السودان ..فى ذلك الصندوق كانت تضع والدته السكر والشاى والملح والبهارات ..كان يسميه صندوق الذخيرة لانه كلما فتح الصندوق ظل يعطس ويعطس حتى يقفل ..وكان يقول لامه ان رائحته مثل رائحة البارود ..
فى الركن الاخر رص جبل من المراتب فوق تربيزة كبيرة … وغطى بثوب أخضر مخرم .. وفى منتصف الغرفة توجد الشعبة (الامينة ) كأنها مؤتمنة على هذا العز ..وبجانب الشعبة وضعت تربيزة متوسطة الحجم والطول وضع تحتها فانوس صغير …..
الغرفة الامامية كانت اشد فقرا بها عنقريبين فقط وتريزة وكرسى قديم من الخيزران وكرتونة كبيرة لوضع الكتب والمجلات القديمة …… فى طرف الحوش توجد عنزتان
ولكن برقم الفقر تتميز هذه الدار بالنظافة .. كل شىء نظيف ومرتب ..برقم بساطة الاشياء الاانها تبعث الدفء والارتياح النفسى ..حتى ارجل العناقريب نظيفة ولامعة وكوز الالمونيوم النظيف اللامع يحرضك على الشراب حتى لو لم تكن عطشانا ..حتى فى عز البرد
عائلة اشتهرت بالطيبة والنظافة ..نظافة جيوب ونظافة ملابس ..اكثر مايشدك لتلك الدار التؤمتان سعاد وسعدية يبلغان من العمر سبع سنوات فيهما من الجمال والوداعة مايجعلك لاتود مفارقتهم ..عيونهم تلمع فى ذكاء برئى ..اذا رايتهم الصباح وهم ى طريق المدرسة فى اذياءهم البسيطة المتشابهة لاتملك الا ان تقول ماشاء الله ..كان طاهر يحب التؤمتان حبا لايوصف ..ويحس انهما نعمة تزين الدار الكئيبة ..
دخل طاهر وسلم على والديه وجلس ..
سأله والده لماذا ياترى حضرت اليوم مبكرا ..
اجابه طاهر بانه علم بان الباشمفتش قادم الى القرية فاتيت معه ..
صمت الوالد قليلا ويبدو انه لديه تعليق ..ولكن طاهر انشغل مع سعدية التى ظلت تنكش فى جيبه ..قبض يدها الصغيرة حتى تأوهت ..وقال اقبض حرامى ..ارتفع صياحهها فلم يسمع ماقاله والده ..
وصمت الوالد ..
وكان والده كثير الصمت ..اذا صمت منك تحس بانه لن يقول شيئا بعد الان ..
وفهم طاهر وقام متجها ناحية الغرفة الامامية ..قبل وصوله الباب سأله والده عندكم اجازة قريبة ..قال طاهر بعد عشرة ايام ..لابد ان هناك عمل ينتظره … واصل سيره ..لحق به صوت امه داير عشاء ..قال لا شبعان والحمد لله ..ذهب الى الغرفة .فتح الى الباب الذى اصدر صريرا مزعجا وفى الظلام بحث عن الكبريت فلم يجدها ..كان يريد ان يوقد اللمبة ولما لم يجدها ولم يجد الكبريت ترك كل شىء ..
رقد على العنقريب وفتح النافذة ….طالعه القمر باشعته الفضية ….ياه منظر رائع ..تأمل طاهر القمر وسرح هناك ..هناك
سلمى ..سلمى ..
جمالها مثل جمال هذا القمر الابيض ..تلك الصبية اليانعة من اين اتت ولماذا اتت ..
نعم لماذا اتت ..هل لتذكرنا بالحياة ..كل شىء فيها مختلف … طريقة كلامها ..لبسها ..حركاتها كل شىء فيها يدل على انها تربت تربية منعمة ..
……. تربية راقية هى وحيدة والديها.. وعلى حسب كلام الناس والدها من اسرة عريقة ولهم منزل فى حى راقى من احياء الخرطوم والدتها المثقفة مثال حى لامومة ممتازة ..
مثل هولاء يعتبرون الوظيفة وجاهة اجتماعية ..وسلم مجد
سلمى ..سلمى العطر النفاذ ..ونحن نضع العطر فى المناسبات والاعياد .. عطرها من نوع خاص ياتيك من مسافة بعيدة ..ياتيك كالوصيفة تعلن عن الملكة ..
السؤال الان هل الوجاهة والرقى تاتى من المال .؟
لا اظن ..لان هناك من لديهم المال ويتعطرون بالزبالة ..هناك من يسيئون استخدام النعمة ..ويتصرفون كالغجر …. وسلمى
سلمى العيون ..عيون فيها من الجاذبية مايغنى صاحبها من الكلام ..احيانا عندما تخاطبها تقراء فى عيونها اجابات لاسئلة لم تسأل ..واجوبة لا أسئلة لها ..عيون سوداء كبيرة وفى وسط السواد يوجد ذلك البريق العجيب ..استدارة الحاجب مثل قرص هذا القمر الابيض حاجب رفيع سبايبه مرصوصة حتى محاذات طرف العين
كرسى الخد مثل بشائر طماطم أبوسبعة عند بداية حصاده ..السنون متساوية لاتعرف من اين يبدا القاطع ومن اين ينتهى الضرس وبين الفتحات خيط رفيع من مادة جيرية تسد الخانات ..
ابتسامتها تخمد ثورة ..ابتسامتها تسرى فى الاوصال كما يسرى المخدر فى جسد فى جسد المبتلى ..عندما تبتسم احس فعلا ان المراة صناعة الوجود ..وملح الحياة ..اكتسبت هذه القوة من هذا الفم الريان الذى يحيط به ذقن توجد فيه غماذة فى منتصفه ..تظهر هذه الغماذة عند الكلام وعند الابتسام ..
كلامها يحمل رنة لطيفة ..مشحون برقة مسؤولة ..
ولكن اين هو من هذا البهاء والروعة …. اين مكانه من الجنة
هل يمنى نفسه بالامانى ويقول انا حبيب سلمى ….. هل من العقل ان يقال طاهر ودحاج يسن احب سلمى التجانى …… هل يعقل ان تكون سلمى لى فى يوما ما .؟
بمقياس العقل والمنطق البون شاسع عشرات السنين بل ملايين السنين الضوئية تفصل مابينى ومابين سلمى التجانى ..
اين سلمى من منزلنا هذا أين سلمى من ابى الذى هدته السنين ..ومن امى المعطرة برائحة اللوبيا اين سلمى من الكسرة الفتريتة وملاح الويكة ..حتى ملاح الويكة احيانا ليس بالشى المستطاع ..اين هى من موية الترعة ولمبة الجاز وناموس الخريف ..اين هى من هذا البرد الذى ياتينى من خلال النافذة ..والتى سدت بجوال قطن فارغ قديم من العام السابق
سألتنى امى قبل قليل هل تريد عشاء واذا سألت ماهو العشاء لقالت ملاح لبن او ملاح ويكاب هل ياترى سلمى تعرف ملاح اللبن وملاح الويكاب ..ملاح الشواطين والعياذ بالله ..
هل تستطيع سلمى الاستحمام فى ذلك الحمام الخرابة والذى بابه جوال ملح فارغ ..تضع نفسها فى طشت الغسيل وتغرف الماء من جردل الألمونيوم كتب عليه بخط بارز صنع فى مصر …..
هل تستطيع سلمى ان تقدم الغنم إلى الراعى إذا لم يكن هناك أحد فى الدار غيرها … والمصيبة أكبر إذا كان الراعى غير سارح فى ذلك اليوم ..
هل تستطيع حلب الغنماية وتمسك العتود ..وجلب الحشيش من الخلاء هل يعقل ان تذهب إلى لقيط القطن أو ان تحمل كورة التيراب وتجرى خلفى وأنا امسك الجراية .هل تستطيع قليع الفول واستخراج مابداخل الأرض فى عملية الكوراد ..هل تستطيع قطع العيش أو حتى الإمساك بالقطاعة ..
أمي فعلت كل ذلك إذا لم يكن الان فهى فى السابق فعلت كل ذلك ..لا اظن ان سلمى تفعل شيئا مثل ذلك
سلمى ..مامى ..سلمى بابى ..عطور ..فساتين آخر موضة ..ومكياج .بارفان واحمر الشفاه وكريمات وصابون معطر ..والسهر مع أضواء النيون …. والأحلام الوردية ..
وسهراتنا نحن مع الهم والناموس …. ثنائي يقصر العمر ..
عندما تذكر طاهر الناموس ..تذكر ان سلمى فى أيامها الأولى كانت تشتكى بشدة من الناموس ..قيل ان جسدها تورم من لسعات الناموس … سبحان الله هناك أجساد غير قابلة للسعة الباعوض … شىء مثل الحساسية .. كأن يكون فلان عنده حساسية ضد الشطة ..أو حساسية ضد الوطواط ..
ماذا نفعل نحن إذا أصابتنا مثل تلك الأنواع من الحساسية …
بالطبع لاشيء ..اللهم هون أقدارنا … ومن الان سأعلن الحرب على البعوض … حكم المحكمة موت مائة باعوضة فى اليوم ..انتقاما لسلمى
..


عدل سابقا من قبل hindhindii في السبت يونيو 05, 2010 4:52 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 56995
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل الثالث.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثالث..   الفصل الثالث.. I_icon_minitimeالأحد يناير 31, 2010 6:04 am

القطار الاخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 56995
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل الثالث.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثالث..   الفصل الثالث.. I_icon_minitimeالأحد أبريل 10, 2011 5:10 am


القطار الأخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصل الثالث..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الثالث عشر
» الفصل الثالث والعشرون
» الفصل الثامن عشر
» الفصل السادس عشر
» الفصل الاول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشقائق :: الثقافى :: الخواطر والقصاصات :: الأعمال الكاملة ..هندى عثمان-
انتقل الى: