الشقائق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قرية طيبة الشقائق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات قرية طيبة الشقائق ترحب بكم ونتمنى لكم اجمل الاوقات معنا مع تحياتى مدير عام المنتدى
 

 

 الفصل العشرون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 56995
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل العشرون Empty
مُساهمةموضوع: الفصل العشرون   الفصل العشرون I_icon_minitimeالإثنين يناير 25, 2010 6:15 am

الفصل العشرون

فى صباح اليوم التالى ..
أصر طاهر على دخول الامتحان ..امتحان ورقة العربى الاخيرة وبعدها بيوم سيكون امتحان الاحياء وهو اخر امتحان فى الامتحانات ..
اركبه محمود فى الحمارة وتلفح بملاية السرير حتى وصلوا الكوبرى ..اجلسه محمود على مسطبة الكوبرى وذهب بسرعة الى بيته غير ملابسه وربط الحمارة هناك وعاد اليه ..
عندما اتى البص المربع بحث طاهر عن سلمى ولكنه لم يجدها ..قالو ان والدها ذهب بها مبكرا بعربته الخاصة .. عندما وصل البص إلى المدينة كان طاهر فى حالة يرثى لها ويرتعش من الحمى ..التف حوله المدرسين وادخلوه الى مكتب المدير حتى موعد الامتحان …
عندما امسك طاهر بورقة الامتحان كانت السطور تغيب عن عينيه … يضع رأسه فى الدرج فيستريح قليلا ثم يعود لمواصلة الكتابة كان يدرك فى قرارة نفسه انه لابد من الصمود لتجاوز هذه المرحلة لذلك كان يجاهد ..
عندما اعلن المراقب عن نهاية نصف الزمن قام طاهر من مقعده لقد اجاب على الاسئلة .. لكن كيف اجاب عليها .؟ الله وحده العالم ..
فى مكتب المدير رقد طاهر على الكنبة الطويلة ..وقبل نهاية الذمن بربع الساعة حضر محمود ..سأل طاهر بلهفة عن صحته وعن الامتحان اجاب طاهر بيأس خير والحمد لله .
اسنده محمود على كتفه وذهب به الى البص ارقده على المقعد الامامى وجلس بجواره حتى تجمع بقية الطلاب ..
عندما تحرك البص نظر طاهر من الشباك ناحية مركز الطالبات ..راى العربة الليسوزو البيضاء واقفة فعلم ان والد سلمى فى انتظارها ..
تنهد ثم اغمض عينيه وواصل البص المسيرة ..البص بحركته الرتيبة وبماكنته التى استهلكها الذمن يصدر صوتا مزعجا لكن الرتابة تساعد على النوم ..نام طاهر والسواق العجوز يثرثر فى جميع المواضيع ..
عندما افاق طاهر وجد البص يقف امام داره ..شكره طاهر وقال له السواق ان محمود ذهب
115

لاحضار الحمارة ثم قاله السواق الطيب يوم السبت لاتذهب انا ساتى اليك واخذك الى المدرسة ..شكره طاهر وانصرف البص وسواقه الظريف ..عندما دخل المنزل وجد الوالدة فى انتظاره وهى قلقة عليه ..نظرت اليه فأطمأنت بعض الشىء قادته من يده وادخلته الغرفة الامامية ..قالت له كيف الامتحانات ..الامتحانات انشاء الله طايرات ..
قال طاهر خير والحمد لله ..دخل عليه والده سلم عليه وجلس بجواره ..
امسك بأرجله وبداء يعصر عليها بيده ويتمتم بعبارات ويدعوا فى اوليا الله الصالحين ..اوليا سمع بهم واخرين لم يسمع بهم ..امسك بكتاب الاحياء قراء فيه قليلا ثم تركه ..
احس بالراحة بالتعصر الذى يقوم به والده على ارجله ..امتلأت عيونه بالدمع وهو يرى هذا الكم الهائل من الحنان
هذا هو حنان المواسم والمصائب .....هذا الوالد الصامن لاول مرة يظهر هذا الفيض من الحنان لماذا نحرم من هذا الحنان وهو بايدينا أستمر الوالد يتمتم ويذكر فى أسماء الشيوخ واولياء الله الصالحين ويده الحنونة تمسد الجسد المتعب ...وأحس بالراحة وجسده بداء يرتخى ...ثم نام
فى الحلم راى الرجل الطويل الذى يرتدى الثياب البيضاء يمسح برفق على بطنه ...ورائحة مثل رائحة الضريح تخطلط بعطر رائحته مألوفة ...ونور وهاج ينتشر فى الغرفة ...
لايدرى كم نام من الذمن لكن عندما أفاق وجد الغرفة والده وأمه ومحمود ومروة ووالدة محمود وسعاد وسعدية ...فتح عينيه وبصوت واهن سلم على والدة محمود التى بان الجزع عليها ..الام الثانية ثم نظر إلى مروة التى كانت حزينة وفى حالة تأثر شديد ...نظر إليها طويلا وقراء الحزن فى عيونها المرحة طمأنهم على حاله وقال الحمد لله انا بخير ...
قال محمود نحن هنا منذ ساعة ولم نشأ أن نوقظك من نومك ...
قالت أم محمود سجمى ياطاهر انقسمت النص ...دا السهر أنتو ماقريتو قراية الجن عديل ...الملاريا اليومين دى كتيرة سلمى بت التجانى أيضا عندها ملاريا ..
ارتعش طاهر عندما سمع الأسم ...إذن سلمى مريضة لهذا لم تذورنى وتعتزر لى وأنا ألومها ولا أدرى أنها مريضة ...قامت والدة محمود تود الإنصراف وقالت أها ودعتك الله ...ودعتك الصالحين ياولدى ماتتعب روحك مافى شىء مرضك غير التعب ...أرحم روحك
مروة لم تقل شيئا لكن طاهر لمح طيف الدموع فى عينيها
كم أنتى عظيمة ايتها الشقية الصغيرة ...ينتابنى إحساس بأنه سعيد من يتزوجك يامروة ..لم تجلس للأمتحان فى هذا العام وعزمت على الجلوس فى العام القادم ...القريب أن مستواها ممتاز لكن يبدوا أنها ارادت دخول الجامعة المستحيلة من أول أمتحان وليس من أول سنة وهناك فرق بين الأثنان ...وربما الحالة النفسية التى مرت بها فى الفترة الأخيرة ...الله أعلم بأطوار البنات المتقلبة .
خرجت مروة خلف أمها وهى تنظر للارض بحزن واضح ...
قال محمود الحمد لله أنتهت أمتحانات الأدبى ..وورقة أحياء فقط للعلمى وأنا معك حتى النهاية ياطاهر ..
نظر طاهر إليهم بعيون الشكر والإمتنان ولم يقل شيئا ...أنصرف الجميع وتركوهم وحدهم
أمسك محمود بكتاب الأحياء وقال لطاهر مداعبا سأعيد عليك الدرس من اوله ...انا أستاذ الأحياء الجديد وقال له فى طريقة تمثيلية يجب أن يحتوى طعام المريض على البيض والمح وجنة الجداد ...أبتسم طاهر إبتسامة صفراء من الالم ...ثم تنهد محمود وتصنع الجدية فى المقرر ..
أستمع طاهر لمحمود وهو يشرح الاحياء كأنه يشرح فى قصيدة من الشعر الجاهلى ...قال محمود الحمد لله لا توجد معادلات كيميائية وإلا ما أستطعت أن أقول شيئا ...
كان محمود يصمت أحيانا وبستعرض ذكريات اليوم المشؤم ..ثم قال سره
ولكن ماذا حدث هل اصابتهم عين الحسود ..؟
سمع صديقة يئن ويتوجع ويخترف بعبارات حاول معرفتها لكنه لم يستطيع ..
والغريب فى الأمر أن سلمى أبضا مريضة ...عندما تركهم طاهر ظلت تبكى بكائا هستيريا وأغمى عليها حملنها للمستشفى وأجرى لها المساعد الطبى تمارين الإغماء والهسترياء المعروفة ...وحقنها بحقنة منومة ...نامت حتى الخامسة حتى حضر والدها ملهوفا عليها ...حملنها بعربته ورجعنا معا للمنزل ...
فى الطريق سألنى سيد تجانى ماذا حدث ؟؟
قلت له يبدو ان السبب هو الخوف من إمتحان الرياضيات
همهم تجانى بغضب وقال ..منعول ابو القراية ..
ولكن سلمى كانت تبكى من الرياضيات ولكن هل الإغماء ايضا من الرياضيات
أهو حصل
وطاهر لا يعلم أن سلمى أغمى عليها
الشىء الوحيد الذى يمكن إرجاع الامر إليه هو الشد العصبى وتوتر الأعصاب والسهر المبالغ فيه هو الذى فجر الموقف وجعله يفلت من الأيدى ..
وبعد النوايا سليمة ...نعم انا أقسم بأن النوايا سليمة حتى العبارات التى خرجت منهم خرجت من قلوب سليمة ..كان يمكن تلافى الموقف ...للحظة حكمها والكلمة القبيحة مثل الرصاصة إذا خرجت من مكمنها لا يمكن رجوعها ..
لا شك إن ماحدث يشكل شرخ فى جدار هذا الحب العظيم ...ساعدنى يارب على رأب الصدع وعودة الصفاء ...يارب إرجع الصفاء إلى هذه القلوب الوفية ..
يارب أنى أعلم أنك تحب أثنين فى هذه الدنياء ...تحب الحب فى قلوب المحبين ...والخير فى سواعد الذين يفلحون الارض ...طاهر يحب سلمى ..وسلمى تحب طاهر ..وطاهر أمهر من يزرع الأرض بالخير
فتح طاهر عينيه وطلب كوب ماء ناوله له محمود ..
طاهر : ألم تنم بعد ...نام يامحمود فأن يوم غدا سيكون مرهقا ..
محمود : سأنام ياطاهر ...ولكن اين هو هذا النوم ..أطفاءة محمود المصباح ورقد فى السرير المقابل وتأهب للنوم ...أطبق أجفانه لكن النوم لم يأتى ...بعد قليل سمع انفاس طاهر تنتظم ...أدرك أنه نام سهر قليلا وفى ظلام الليل سمع طاهر يخترف ويقول ....تعالى ياحفيدة كاهن المطر ...تعالى معى هذا خريف الوعد والبشارة ...تعالى معى ...تعالى معى لا تتركينى هنا وحدى ...ثم صمت ..
بعد قليل سمع صياح ديك ...ثم ديكا اخر يبادله الصياح ..فأدرك محمود بأن الصباح قد لاح
فأقفى قليلا ..
نوم الديك فى الحبل
بالنسبة للمذاكرة
كان طاهر يحس بأن جسده يتمزق ...أطرافه تألمه ولكن عقله كان صاحيا لذا تمكن من إسترجاع جزءا كبيرا من المقرر ساعده الاسلوب القصصى الذى كان محمود يلقى به دروس الأحياء ...كان محمود يشرح وطاهر يستمع إليه قليلا واحيانا ينام ثم يعاود الإنتباه وعندما يحس محمود بأن طاهر نام كان يكف عن القراءة ويتأمل الوجه الوديع الذى فرت الدماء منه من أثر الحمى فأطفت على الوجه وداعة وإنكسار ..
المرض سلطان هكذا قال محمودوهو ينظر غلى الأنف الأشم والفم العنيد الذى طالما علمنا الكثير وهاهو الان عاجزا عن مساعدة نفسه ...
اليوم الثانى أنقضى كسابقه الحمى ترتفع وتنخفض من تلقاء نفسها ...ومحمود يلازمه ويحضر له الماء والطعام الذى رفضه رفضا غريبا .....يجلس على راسه ويمسك بقطعة مبللة من الماء ويضعها على جبينه وأحيانا يذهب للمساعد الطبى لمتابعة الحقن ..
فى صباح اليوم التالى حضر البص المربع وركب محمود مع طاهر وذهبا معا للمدرسة ..
ذهب محمود للمدير وشرح له حالة طاهر الصحية المدير أبدى أبدى تعاطفه وقال لامانع من أمتحانه فى مكتبى على أن يأتى أحدهم يكتب له وأخر للمراقبة قالو ان قانون الإمتحانات يسمح بذلك ..
وافق طاهر على ذلك وقال أنى أستطيع الكتابة وبداء الإمتحان ...الذمن ثلاثة ساعات ...ثلاثة ساعات من الألم المتواصل ...كان يطاهر يوقف الكتابة ويسند رأسه المتعب على الدرج ثم يواصل من جديد
الشىء الوحيد الذى أتعبه هى الرسومات واستطاع أن يفعل شيئا ولكنه قليل بالنسبة غلى طموحه وضرب الجرس معلنا نهاية أقسى ثلاثة ساعات فى عمر طاهر أنتهى ذمن المسرحية ...الدراما الحزينة
ومحمود فى الخارج يؤشر إلى صديقه ويشجعه على التماسك وعندما أنتهى الذمن واحس بأن صديقه فعل شيئا احس بالراحة والفرح ...ثم حمد الله
أخذه من يده وسار به إلى البص واجلسه على المقعد الأمامى ...أنتهت الإمتحانات بخيرها وشرها والان علينا معالجة الملاريا بتأنى
وأظن أن الملاريا شيئا هينا مقدورا عليها
ولكن هل كانت الملاريا نهاية المطاف
أنه لايدرى ...
لا يدرى محمود أن هناك أياما قاسية فى حياة صديقه لم تاتى بع ...

119



-






-
116


عدل سابقا من قبل hindhindii في الخميس يونيو 24, 2010 5:47 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 56995
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل العشرون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل العشرون   الفصل العشرون I_icon_minitimeالأحد يناير 31, 2010 5:40 am

القطار الأخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 56995
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل العشرون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل العشرون   الفصل العشرون I_icon_minitimeالسبت أبريل 09, 2011 4:14 pm

القطار الأخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصل العشرون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الخامس
» الفصل السادس
» الفصل السابع
» الفصل الثامن
» الفصل التاسع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشقائق :: الثقافى :: الخواطر والقصاصات :: الأعمال الكاملة ..هندى عثمان-
انتقل الى: