معاول هدم الغيم الاسرية

عبد الحميد الجديد /شاعر وكاتب صحفى - ليبيا
ما أكثر ما يتهدد الأسرة العربية من ضغوطات وحرب معلنة يخوضها أعداء كثيرون ضدها بقصد تفكيكها وتدمير أواصر التماسك والتلاحم الاجتماعي والحياء والعفة فيها ويبدوا للبعض انه لا عدو ظاهر يتهدد الأسرة العربية التي هي نواة المجتمع وإنما هي ادعاءات وتخمينات وان العصر قد اختلف وان للتقنية والعلم والانفتاح دوره فى تغير حال المجتمع والأسرة وتبدل الاهتمامات واختلاف الأولويات وتباين المطالب والحاجات ما بين كل فرد فيها وفرد ، وان العولمة قد لعبت دورا مباشرا في تغير حال الأسرة العربية والمجتمع عموما وهذا من الطبيعي أن يحدث .
إلا إننا نرد على أولئك بان ما تمارسه جهات عديدة بقصد او بدون قصد هو ما يشكل معاول هدم لقيم الأسرة العربية وأخلاقياتها ففي دراسة اجتماعية حديثة تأكد أن أكثر 80% من الإعلانات تركز على القيم الاجتماعية والاقتصادية السلبية، وهذا يعني أن الإعلان يمكن أن يسهم في بث قيم وسلوكيات سلبية قد يكون لبعضها دلالات ومعان جنسية من خلال أسليب التسويق الموجه لفئة من الرجال والنساء؛ أي إن الإعلانات بهذا الشكل تكون معول هدم للقيم الأسرية النبيلة لتغرس مكانها قيما رديئة تؤثر سلبًا على الاستقرار الأسري.هذا عن الإعلان اما عن أغنيات الفيديو كليب التي تدخل منازلنا دون استئذان فان معظم أغنيات الفيديو كليب ظهرت في مجتمعاتنا العربية بصورة مخدشة للحياء وجارحة للذوق العام والأخلاق، بداية من الفضائيات الهابطة التى أصبح العري سمة واضحة من سمات مغنياتها ، وما تقدمه من أغان لمطربين ومطربات ابتلي بهم المجتمع الشرقي المحافظ.
إن ملابس مطربات الفيديو كليب اليوم ( دون ذكر أسماء ) كانت تستحي أمهاتنا أن تلبسها داخل غرف نومهن ومع أزواجهن. فأصبح الزوج يشاهد يوميا عروضا جسدية عارية داخل منزله، الامر الذى جعل للفيديو كليب دورا كبيرا في تفاقم الخلافات الزوجية التي وجدت لها متنفسا وأجواء كانت السبب في إثارة هذه الخلافات؛ فالطلاق يزداد طرديا مع انتشار الأغاني الراقصة والخليعة
و عن استغلال المرأة ( التي يجب ان تحظى بالاحترام والتبجيل ) في الفضائيات فانه يتم استخدامها كسلعة و كرمز للجنس المكشوف أو الموارب، وفي كثير من الأعمال الفنية التي لا تخرج عن علاقة الخيانة بين رجل وامرأتين أو بين رجلين وامرأة ومن يستطيع أن ينكر أن الدراما العربية ساهمت ولا زالت تساهم في خلق العديد من الانحرافات؛ فنموذج الراقصة أو الفنانة التي تهرب من بيت الأسرة تحت دعاوى الضغوط الأسرية، وإظهارها بعد ذلك بمظهر القدوة والبطولة، قد أثر في وجدان العديد من الفتيات وحرض على ممارسته في الواقع، كما أن الترويج لمفهوم الحب في الدراما العربية يقوم على التلاقي بين الفتى والفتاة بعيدًا عن الأسرة، والأطر الشرعية عبر الإلحاح الاعلامى المتمثل فى ما يبث عبر الفضائيات .
و تسعى الدراما في الكثير من الأعمال إلى توطيد العلاقة بين الرجل والمرأة، فتزين الأمر على أنه علاقة شريفة وصداقة حميمة، وإذا وقع المحظور فهو نتيجة طبيعية للمشاعر المتدفقة بين الطرفين. وتركز الدراما على أن هذه العلاقة تستند إلى الحرية الشخصية للطرفين، ولم نسمع قط عن كلمة الزنا أو الزاني والزانية في هذه الدراما بل زين الأمر حتى للمرأة البغي التي تعرض نفسها على الرجال فسميت بائعة هوى.
كل هذا يؤثر بشكل واضح على قيم المجتمع وعلى طبيعة العلاقات ما بين أفراد الأسرة وفيما بينها وبين المحيط الذي باتت تبرز فيه عادات وممارسات مشينة تخدش الحياء وتمزق نسيج ترابطنا الأسري وأصالتنا وقيمنا النبيلة الأمر الذي جعل الكثير من المفكرين وعلماء الاجتماع اعتبار أغاني الفيديو كليب والدراما والخيالة الهابطة شكلا من أشكال التفسخ الأخلاقي ومعولا من معاول هدم القيم الأسرية النبيلة .

أخـــــى سُــــمــــعــــــه مـــوضـــــوع مُـــهـــم للـــغـــايـــة لــك الشـــكــر عــلــى الاِهـــتـمـــام بالمـــــواضـــيــع الحـــيـــويـــة كــمـــا أرجــــــو مـــن للأخـــــــــوات الفــاضــــلات الاِنــتـبـاه