الشقائق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قرية طيبة الشقائق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات قرية طيبة الشقائق ترحب بكم ونتمنى لكم اجمل الاوقات معنا مع تحياتى مدير عام المنتدى
 

 

 الفصل الثانى عشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 56895
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل الثانى عشر Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثانى عشر   الفصل الثانى عشر I_icon_minitimeالأحد يناير 24, 2010 4:48 pm

الفصل الثانى عشر

ومرت الايام
مرت الايام وطاهر يداوم على زيارة اصدقائه ويبزل جهدا جبارا فى فى مساعدة سلمى حتى تحسن مستواها كثيرا فى مادة الرياضيات واصبحت تجادل فيها واجتازت الامتحان فيها بتحسن ملحوظ
فى تلك الفترة ازدادت المسافة قربا ما بينها ومابين طاهر ..حتى انها لو الامر بيدها لاتود مفارقته ..وتتمنى لو يجمعهما مسكن واحد ..
مروة دخلت محارة الصمت واغلغت نفسها على احزانها وأصبحت كثيرة السرحان ودائمة الشرود فى عوالم غريبة عنهم محمود وطاهر حاولا معها كثيرا ولكن بدون جدوى كانا اذا الحا عليها تنفجر باكية ..لذلك تركوها خوفا عليها..عادة ماتمر بالبنات مثل هذه الحالة التى تعانى منها مروة..تلك المرحلة مابعد مرحلة المراهقة مرحلة الهواجس والظنون علماء النفس يؤكدون ان علاجها الوحيد هو أهتمام صادق من شخص موثوق به لان الفتاة فى تلك السن تعيش مرحلة الخيال الحالم والدنيا النظيفة …ويؤكدون ايضا ان من يصابون بهذه الحالة يتميزن بقلوب عظيمة … وعادة مايخرجن من هذه المرحلة بشخصية سوية ويكن دائما نساء عظيمات ..لان الالم العظيم يخرج افكار عظيمة ..
طاهر تزوره نوبات من المغص الحاد تحت منطقة الصرة لكنه لم يكترث محمود رجاه ان يعمل التحاليل اللازمة لكنه رفض بحجة ان المال سيعوقه ..
فى العطلة الصيفية سافرت سلمى الى الخرطوم وسفرها يترك فراقا واسعا فى دنيا طاهر ..تاخذ الدنيا معها وتذهب .هناك فى البعيد وفى هذه الفترة ينشط الخيال وطاهر يتجه ببصره ناحية شجر المكتب الكثيف ..ياترى ماذا تفعل هى الان ..هل تذكرنى ..هل لها أقارب فيهم من يكون يتمناها وينتظر عودتها من الارياف كما ننتظر عودتها نحن من المدن … ابن جيران مسلط يجلس على حجر كبير امام باب المنزل … هل وهل ..
وفى ذات يوم ..
كان طاهر عائدا من مكتب التفتيش بعدما ساوى حسابات الضرائب مع معاوية ..وعندما وصل الكبرى منحدرا نحو القرية سائرا مطلقا لخياله العنان مفكرا فى مروة ترى مابها ..من ماذا تعانى
73


..ترى هل هى تلك التحولات التى تصيب المراهقة فى ظروف معينة ..ولكن ماهى تلك الظروف ..ولكنها تعدت مرحلة المراهقة ..وتساوى النضوج العقلى مع النضوج العاطفى ..
وقفت عربة بكس بجواره بهدوء ودون ان يحس بها …. اخر موديل فى السوق ..بيضاء جميلة مثل المهرة … من داخلها اطل وجه بدوى الجعلى .
بدوى : تفضل يارجل
اندهش طاهر للمفاجاءة ولكنه كا يعلم ان بدوى مثل هذه الاشياء تعد شيئا طبيعيا بالنسبة له
طاهر : اهلا بدوى منذ فترة لم اراك
بدوى : تفضل يارجل ..تفضل كى اوصلك القرية ..
تردد طاهر لعدة أشياء اولها انه لايحب الركوب معه وثانيها لحبه للسير بالارجل متعة الخيال
ولكن بدوى الح عليه حتى ركب
طاهر : أين كنت
بدوى : (بغموض ) كنت فى الخرطوم
طاهر : خير انشاء الله
بدوى : الحمد لله احلى ايام
طاهر : رفاهية يعنى
بدوى : والله يعنى رفاهية وعمل
طاهر : عمل
بدوى : انت ماعارف اخوك عمل مزرعة دواجن كبيرة
طاهر : دجاج
بدوى : دجاج وبيض وبقر وحليب وتسمين
طاهر : منذ متى
بدوى : من اول الاجازة طبعا الوالد شارك سيد تجانى ..إستثمار ضخم
طاهر : تجانى
بدوى : نعم تجانى الباشمفتش … نعم الوالد قال يستفيد من خبرته فى الزراعة ومن معارفوا فاتفقوا وعملوا المشروع معا ..طبعا اخوك كان صاحب الفكرة
74


طاهر : يعنى حوالى كم دجاحة وكم بقرة
بدوى : يااخى قول كم الف
طاهر : والدراسة وانت عارف السنة القادمة نحن نازلين الشهادة السودانية
بدوى : سأزاكر واشرف على المزرعة ..والبركة فيكم انتم ذاكروا لينا معاكم ..
لم يدرى طاهر انه وصل القرية فنزل ببطء من العربة
وقبل ان يختفى بدوى بعربته متجها الى منزله نظر الى طاهر وقال له على فكرة سلمى بتسلم عليكم ..
سار طاهر ..
ولكنه احس بانه مغمى عليه ..كان لايدرى هل هو الذى يسير ام الارض هى التى تسير به ..اذن كان بدوى فى منزل سيد تجانى هذا الشيطان اللعين لقد عرف كيف يتسلل الى ذلك المنزل المبارك
لقد اصبح شريكا لهم فى اعمالهم واصبح من حقه التردد عليهم فى اى وقت يشاء
ولماذا انا متعب
هل لان بدوى سيلتقى يسلمى ..
اذا كانت هى فعلا تحبنى ..اذا سكن معهم فلن يغير ذلك من الامر شيئا
قد يستطيع التأثير على والدها
ولكنها قالت والداى متفهمين للحياة ويحترمون رغباتى..اذن الامر بيدها ..من يدرى ربما يخرج الامر من يدها.
حتى يدها … ضعف الانثى متوارث امام الالحاح والكلام المعسول والهدايا والفلوس ..منعول ابو الفلوس ..ثم من يدرى اذا تدخل حاج الجعلى فى الموضوع ..الشريك الفعلى فى مزرعة الدواجن ..سيدخلونها المزاد ..منعول ابو البيض والدجاج .
احس طاهر بالمغص الحاد فى اسفل منطقة الصرة ووصل الى البيت متعبا ..رقد على العنقريب المهلهل راسه على الحبل ورجلاه تدليان على الارض من فتحة الكراب الذى تقطعت حباله .لامست رجلاه الارض..احس بانه يجرى ويجرى احس بانه مطارد بمارد جبار يحاصره بعنف وصدره يلهث والعرق بارد يتصبب من جبينه ..وبعد برهة
تنفس بصعوبة ..ثم بداءت انفاسه تهداء وبداء يتماسك وهو بين اليغظة والمنام ..والرأس ملىء
75


بنعاس وخدر لاح له وجه بيضاوى بين الحقيقة والحلم ..الوجه خليط هل هى سلمى ام التومة سعدية ..احس بها تعبث فى جيوبه فتأكد انها سعدية ..
ابتسم وشمل الرضاء جوانبه
ثم اغفاء ونام ..
نام نوما عميقا وعند الظهر ايغظته سعاد لتناول الطعام لان والده يريد الذهاب الى الحقل …
خرج طاهر من القرية وهو يحمل ماكنة قليع القطن … والة قليع القطن الة من الحديد الصلب تتكون من ماسورة غليظة طولها متر ونصف وقطرها خمسة سنتمرات تنتهى بمقبضين احدهما متحرك والثانى ثابت ليفتح ويقفل مع حركة تحريكها لتمسك بساق القطن فى عملية القليع وترفع هذه الالة بحيث توضع وتكون سيقان القطن اليابسة بين فتحتى المقبضين وبتحريكها الى الخلف ينطبق المقبضان على سيقان القطن وبشدها بقوة الى الخلف تقتلع معها السيقان ..الة بسيطة لكن العمل بها شاق لان وزنها ثقيل والعمل بها فى صيف ابريل الحار يجعل العرق والاجهاد يفتت الاعصاب ..العمل بتلك الالة يتسبب فى عمل سخونة فى اليد مماينتج الفقاعة ..الفقاعة حبة مليئة بالماء وعندما تنفقع تنج ألما مبرحا ..تندمل بمرور الايام مسببة خشونة للأيادى ..الأيادى البيضاء من ماء الحياء ..الحمراء بالتعب والشقاء ..
حمل طاهر تلك الالة على كتفه وخرج من القرية احس بها ثقيلة على كتفه تكاد تمزقه ودرجة الحرارة مرتفعة وسموم لافحة ..والشمس زاوية منفرجة وحلقه جاف ..نظر طاهر الى البعيد حيث الارض الفراغ ففى نهاية الموسم تختفى الخضرة ويحل محلها الجفاف وعيدان القطن وبقايا قش القمح وعرش العيش ..فى قطع متباعدة توجد خضرة قليلة وذلك ماتبقى من اراضى جناين الطماطم ..الطماطم المجنونة ..هناك من يستفيد منها ويجنى منها الملاين ..ولكنها تحتاج الى امكانيات ..فلوس تلد الفلوس ..سلمى ذات يوم قالت لى لماذا ينتج مزارع خمسين جوال زرة واخر ينتج خمسة جوالات ونسيت ان من ينتج خمسين جوال زرة يشترى السماد من الذى ينتج خمسة جوالات .
سؤال يتبادر إلى الذهن ..لماذا يبيع المزارع سماده الذى أستلمه من التفتيش إلى مزارع أخر وهو يعلم تمام العلم أن الكمية الكافية من السماد تساعد فى أنجاح الزراعة وفى الإنتاج الوفير ..نعم إنها الحوجة ..ولكنه إذا صبر سوف يربح أكثر ..هل لأنهم يحبون العاجلة ..أم هى سياسة تمشية
76


الحال ..لا تفسير ..إنها الحوجة ..والفاقة
قطعان متفرقة من الماعز والماشية والضان ..عربان البطانة يحضرون فى موسم الحصاد الى المشروع ..والضان مثل النار يقضى على الاخضر واليابس ..الثروة الحيوانية مورد ضخم من موارد هذا البلد القارة ..ولكنها تسير أيضا بالفطرة ..تحس أنها تعيش على الطبيعة وسياسة الدولة غائبة عنها ..حتى الملاك لقطعان الضان تحس البؤس فى هيئتهم وملابسهم ..تحس براعى الضان أو المالك أمامه نعمة من أجود النعم فى صحتها وخلوها من الأمراض ولكنك فى المقابل تجد مالكها يكابد الشقاء وملابسه متسخة ورائحته مثل رائحة البعر ..ومعدته مليئة بالأمراض ..
مر طاهر بمراح ضخم يسد الافق ويحجب نور الشمس هذا هو بقر حاج الجعلى انتاج محلى ..يتبعه ثلاثة رواعية وكذلك ثلاثة رواعية للغنم واثنان للعجول والحملان واخر للعليقة وتسويق اللبن ..ثمانية رواعية ..سبحان الله ..فى نهاية الموسم السابق اكلت بهائمه قطن احد المزارعين ..غضب المزارع وتوعد بان يشتكى الجعلى فى المكتب ..ولكن فى اليوم الثانى لم يذهب ذلك المزارع المسكين ..هل اعطاه مالا ام ارهبه ..المهم سكت ولم يثير تلك المشكلة بعد ذلك اليوم ..حاج الجعلى يردد ان لكل شىء ثمن ..ترى ماهو ثمن ذلك المزارع المسكين الذى اكلت له بهائم حاج الجعلى لقطة كاملة من القطن هل هو التهديد ام المال ..هل هى العصاء ام الملاليم …..طيب إذا سكت المزارع لماذا تسكت الحكومة على ضياع السيد القطن ..المحصول الإستراتيجى .. طيب وانا مالى هم سكتوا ..
وصل طاهر الى الحقل وبداء فى قلع سيقان القطن احس بالالة قصيرة اخز يبحث عن ساق غليظة او عود من الخشب وجدة فى الجدول ثم ادخله فى الماسورة من الخلف فاستطال العود وبداء يعمل بهدوء ..ورويدا رويدا بداء النشاط يدب فى اوصاله ..بداء يصدر صفيرا خافتا يترنم به ..ثم بداء يدندن بأغنية شرقية ..جزبه صوت المغنية صوت مشحون بالرقة والشجن والتطريب ..الصوت الجميل يشدنا لتتبع المعانى ..
أعطنى النائى وغنى فالغناء سر الوجود …….فأنين النائى يبقى قبل ان يفنى الوجود …….
هل تخزت الغاب مثلى منزلا ..دون القصور ..
أحس طاهر بعظمة اللحن والصوت الملائكى الذى يردد هذه الابيات ..نقمة فنية بالغة العمق تحس فيها بعظمة الروح المؤدية … اللحن والصوت والكلمة ..
77


وهاهو طاهر يتخذ الغاب منزلا دون القصور ..يقاتل هذه الطبيعة القاسية ..هل ياترى يصور ذلك النغم الرقيق الملائكى هذه الطبيعة ..لاشك ان ذلك النغم يصور حياة البساطة ..ولكن هل ينسجم ذلك اللحن مع هذا الفولاذ الغليظ الذى ادمى اصابعى ..هل ياتر ينسجم ذلك النغم الساحر مع هذا الهجير القاهر ..هل ينسجم مع هذه الاعشاب الجافة وعيدان القطن التى تجرح اقدامى
ملمس الحديدة ( القلاعة )شىء مثل النار ..يجعل راحة الكف تكون فقاقيع مائية سرعان ماتنفجر محدثة الم فظيع بالغ القسوة ..
قد تكون تلك بئة البرارى اللبنانية موطن اللحن ..
ولكن فى كلتا الحالتين هو تصوير لحياة البساطة والفقر ..
هناك مقطع يقول ( والعناقيد تدلى كالثريات الذهب )..بلاشك منظر يستحق الاشادة .
لكن دون شك اوجدال التغنى برومانسية بحياة الفلاح ووصفها بالمتعة شىء يجافى الحقيقة والمنطق
ياألهى اين المتعة ..؟
اين الترف الرومانسى الذى نسمع به فى خيال الادب الريفى ..اين السعادة التى يتكلمون عنها ..هل السعادة
هى هذه الارض الخشنة ام الشمس الحارة ام الامراض التى تفتك بالجميع ..
مسافة بعيدة جدا تلك المسافة مابين الخيال والواقع ..مثل هذه الحياة قد تراها على شاشة تلفزيون وترى الفلاح يشرب من ماء الجدول ويقتات الخبز الجاف ويقاتل الطبيعة فتقول فى نفسك يالها من حياة بديعة …
وقد تقول احداهن وهى ترتدى الروب وتجلس على كرسى جلوس فاخر وتمسك فى يدها كوب عصير وباليد الاخرى الريموت كنترول … ياه انا احب الريف ..
انهم لايدرون ان هذا الريف الجميل على الشاشة يأكل ابناءه بالفقر والجوع والمرض …
كان طاهر سابحا مع تلك الافكار ..اخرجه منها صوت ضحكات ..ألتفت فوجد مجموعة من الفتيات يقمن بجمع عيدان القطن للاستهلاك فى الوقود المنزلى (العواسة) ..معنى الضحكة يقول نحن هنا ..
وقف قليلا ووضع زنده على القلاعة … وبداء يتمعن فيهن مجموعة من فتيات حلة الجعلى
78

يجمعن فى عيدان الحطب اليابسة ..الاعمار متراوحة مابين العاشرة والعشرين ..الجمال فيهن نسبى ..تجد احداهن تتمتع بجسد متناسق ولكن تجد الوجه مش ولابد ..واخيرات العكس ملاحة فى الوجه لكن الجسم نحيل فقير غير متناسق ..
حاول طاهر ان يبحث عن الجمال فيهن واتعب ذهنه فى ذلك ولكنه لم يجد شيئا ..لم يجد الا وجوها كالحة اكلت البلهارسيا نضارتها ..والبقية قضى عليها الفقر والانكلستوما ..الجمال هذه النعمة الالهية التى تطلى جدار الحياة برونق المتعة خاصم هذه الطبيعة الفاضلة فما بالك بجمال المراة ..المراة ملح الحياة كاتب مشهور يقول( لولا البحر والمراة لبقينا يتامى )..
هى تلك مكانة المراة من حيث العموم ..
فمابالك عندما تكون هنا فى هذه الفيافى والخلاء والهواء الطلق ..
عندما تكون فى الهواء الطلق او فى الحقول المشبعة برائحة حبوب اللقاح تكون الحوجة للمراة مضاعفة فتظل تبحث عنها اذا رايت امراة على بعد كيلومتر تدقق النظر فيها وينسج خيالك حولها الاساطير والقصص الخرافية حتى لوكانت عجوزا شمطا ..المهم ان ترى الثوب فقط ثوب المراة يثير الخيال ..
تبان هذه الحوجة واضحة بالنسبة للجندى فى معسكرات التدريب وفى جبهات القتال ..نفس الحوجة كلاهما محروم ..الاثنان يحسان بحوجة مضاعفة نحو المراة ..
سمع احداهن تهمس سجم خشمى ..طاهر جن .. الوليدمجنون ..
تنبه لذلك فوجد نفسه يبحلق فيهن وزنده على القلاعة ..
واصل العمل ..ابتسم فى سره لقد فسرت احداهن نظرته الشاردة بالجنون وهى لاتدرى انه كان يبحث عن شىء جميل فيها ..ولكنه لم يجد ..
شعر بتأنيب الضمير فكيف لايحس ببنات القرية ..هل هو تكبر ام لعيب فيهن ..ام تخلف وجدانى ..هل المراة فى الحب تختلف باختلاف المناطق الجغرافية ..او بمعنى اوضح ايهما اقوى حب المدنية المتحضرة ام حب القروية امثال هؤلاء ..ايهما اذكى عاطفيا ..انا اعتقد بان الوجدان واحد بالنسبة لكاترين وست النفر ومابين كاترين
وست النفر مسافة تحكمها التقاليد والعرف والدين والحضارة ..ولكن فى النهاية الأنثى هى الانثى ..والانثى طبيعة ..ويتشكل الوجدان بتشكل الطبيعة ومؤثراتها ...أحيانا تساهم الثقافة والوعى فى ترقية الأنثى وتمنحها درجات إضافية ..هذا ليس بتعميم لأنه أحيانا يتمسك بعضهن بقشور
79


الحضارة فينتج مسخا مشوها ..يثير الإشمئزاز ..بينما تجد القروية التى تتصرف على طبيعتها
وفطرتها أجمل روحا من الأولى (إذن هى الروح مرة أخرى)
اذا كان ذلك هو الحال فلماذا لم تكن له واحدة منهن ..هل لان سلمى احتلت قلبه ام انه لم يلتفت اليهن اصلا ..ردد فى سره انا اؤمن بالروح ايمانا مطلقا ويبدوا اننى لم ابحث عن الروح فيهن فاتى حكمى مشوشا ..
ارتاح طاهر لهذا التفسير ووجده المخرج الوحيد الذى يعيد انتمائه لهذه الارض الطيبة ..والناس البسطاء الطيبين ..قبل الغروب وبينما عربة المفتش فى مرورها سمع احداهن تهمس قائلة ذاك ابوسلمى .أبو سلمى جا ..أبو سلمى جا..احس بالعبارة موجهة اليه ..اذن هن يعرفن السبب … هذا اجمل كى يقطعن الامل ..
جلس قليلا على التقنت بعد انصراف مجموعة البنات… ثم قام متوجها نحو القرية
الشمس كرة نارية ملتهبة مستديرة نصفها يبدو داخل الارض والاخر خارج الارض مثل اشارة المرور الصفراء التى بعدها اللون الاخضر ايذانا بفتح الطريق امام هجير الصيف الحار ..ليذهب خلف الافق فى اجازة نصف يوم ليترك المجال لبرودة الليل للاجساد المنهكة لتنعم بالراحة ..
هواء الغروب المشبع ببعض الرطوبة ..ياتى فى دفعات ..نسمات باردة ..لها طعم خاص نحن الان فى شهر ايار فى بلاد ماوراء البحار تسمى اشهر الربيع ..عندنا هنا فى ابريل ومايو ..ونصيبنا منها نسمة باردة تاتى مع المغيب ..
والربيع ليس تقويم سنوى فقط ..
ولكن الربيع دورة حياة تحسه حتى ولو لم يكن هناك هواءا عليلا
بالفعل هى اشهر ربيع لان الخيال العاطفى يكون فيها مرتفعا ..برقم ارتفاع درجة الحرارة الاانها اشهر ربيع ..وتتفتح فيها الزهور ..وحبوب اللقاح تتناثر فى الهواء ..وتكثر فيها ثمار النبق ..
حتى فى الحيوانات يظهر ذلك فى الحمير التى تطارد بعضها فى اراضى القمح بعد حصاده ..
هذا هو نصيبنا من الربيع ..نبق ..وخيال جنسى شهوانى ..وحمير تطارد بعضها فى اراضى القمح
مجموعة من الابقار تثير الغبار كانت تسير خلفه افسدت عليه متعة التأمل فى الغروب ولوثت النسمة الباردة فأصبحت خانقة .انها ابقار حاج الجعلى ..
ابتسم فى سره وقال حتى هنا انت خلفى ..هكذا تفسدون الاشياء……………….
80


عدل سابقا من قبل hindhindii في الأربعاء يونيو 23, 2010 3:38 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 56895
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل الثانى عشر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثانى عشر   الفصل الثانى عشر I_icon_minitimeالأحد يناير 31, 2010 5:49 am

القطار الأخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 56895
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل الثانى عشر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثانى عشر   الفصل الثانى عشر I_icon_minitimeالأحد أبريل 10, 2011 4:58 am


القطار الأخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصل الثانى عشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الثانى
» الفصل الثانى والعشرون
» الفصل الرابع عشر
» الفصل التاسع
» الفصل العاشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشقائق :: الثقافى :: الخواطر والقصاصات :: الأعمال الكاملة ..هندى عثمان-
انتقل الى: