أحمد ...ياحبيبى

رقم 77
أحمد ...ياحبيبى
الخيال يزدحم دوما بصداقات قديمة ...زمالة وصدقات البدايات الأولى فى المرحلة الإبتدائية والمتوسطة دائما تكون أقوى من صداقة الجامعة ومابعدها ..والسبب فى ذلك يعود إلا أن الخيال مازال بكرا ...والنفوس طيبة ..والهموم بسيطة والناس فى الخاطر كلهم أخيار ...
مثلى مثل غيرى من الناس شريط ذاكرتى يحتفظ بمحطات فيها تلك النمازج من البشر النظيفة فى معدنها ...ومع مشاغل الحياة أجاهد جهادا أن أصطصحب تلك النمازج من الماضى إلى الحاضر ...حتى لو كان ذلك فى فترات متباعدة ..
وكان هو واحد منهم أسمه عبدو ...وسيما قوى الإيمان والبنية ...سمح الطلة والمعشر..بسمته صافية وقلبه مثل قلب الطفل الرضيع ..بسيطا وقنوعا..قلبه معلق بالمساجد لدرجة الوله والدروشة
ولكن لم تكن تلك هى الميزات الاساسية التى كنت أحبها فيها ..ولكن الشىء الذى كنت أحبه فيه أن فيه شيئا من الصلاح والورع الفطرى ..عندما اقول للناس أن هذا الرجل رجل صالح كانو ينظرون إلى بدهشة لأنه ليس من السهل أن تقول أن فلان رجل صالح ..أو فيه شيئا لله
..عمل بالتجارة فى الخرطوم فترة من الذمن ثم تركها ..ورجع ليعمل فى حواشة والده ..برقم نجاحة فى التجارة إلا أنه عاد للحواشة لأن التاجر يولد تاجر ويموت تاجر
أخر مرة جلست معه كانت بعد عودتى وبعد وفاة والده ...سالته عن حاله وأحواله وعن البنين والبنات ..والاسرة .. فحكى لى قصة غريبة ..
قال لى ..
أثنا حمل زوجتى بطفلى الاول كانت تواجهنى مشكلة الأسم ..هل اسمى ابنى على والدى المتوفى حديثا أم على سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ..صراع عنيف عشته بين الأسمين ..صراع عشته بين حبى للمصطفى (ص) وبين حبى لوالدى أستمر طيلة أيام حمل الزوجة ..والدى كان يزورنى فى الحلم ...تمنيت منه امارة أو إشارة ولكنه لم يعطينى حتى الإشارة ..
الغريب فى الأمر أننى كنت واثقا من أنه ولد بالرقم من أننى لم أراه فى كشف دكتور ولا موجات صوتية
وأستمرت حيرتى كل فترة الحمل وحتى يوم ولادته...وحتى يوم الولادة كان الصراع قائما ..هل أسميه على أسم والدى أم اسميه محمد ...و
ولكن لدهشتى الشديدة وغبائى الشديد تبين لى أن اليوم (أى يوم الولادة) كان يوافق عيد المولد ...عيد مولد نبينا أفضل البشر أجمعين ..
وعندها أنتهت حيرتى فقد أختار أبنى اسمه بنفسه يوم أختار أن يولد فى عيد المولد
(إهداء إلى أبو محمد ...فى يوم المولد )

هندى عثمان - الخبر

أحمد ياحبيبى ....عليك سلام يامسكى وطيبى