رقم 94..
الضحكة الناقصة ...
أغرب انسان كثير الوجع ..كثير التجارب يهوى الفشل المتكرر ..
ولا يتعظ
...هوايته فى معركة الحب المنطقة الرمادية ..اللا حرب ...واللاسلم ...منطقة (لابدورك ولابحمل براك) ...كان يقول لى تلك المنطقة تحمل أحلى إحساس وجدانى عرفته البشرية ..إحساس بطعم الشطة بالليمون ...أو نكهة الموليتة الخدرة بالفول السودانى ..
يجيد المسك بشعرة معاوية ...يمددها حينا ويشدها فى أحيانا اخرى ..يهوى ذلك التجازب الظريف ..فى أحلك الظروف مهما طال وقصر زمان المعركة ...فى المشاوير الطويلة وفى الحب الطيارى ومحاسن الصدف ...
يجيد سياسة النفس الطويل...
فيه شيئا من السادية ...وهواية تعزيب النفس حد الجنون ..
من أجل ماذا ..
من أجل التجربة ...
فقد كان يكفر بمقولة العاقل من اتعظ بغيره ..
كثرت هزائمه ..
وجسده المتهالك مسخن بالجراح ..
ولكنه كان يقول ( مس الجرح بعد ثلاثة ايام فيه شيئا من النشوى)
والأصبع المفكوك نوعا من الألم اللزيز ...
كان يهوى الجمال بشدة ...كما يهوى التحدى...ومقولته المشهورة الجمال نعمة الدنيا
وكانت بنت عمه ...جميلة وغنية ...يهواها حد الجنون ..كانت جميلة بقدر مستواه المتواضع ..وغنية بقدر فقره المدقع ...ولكنه كان يتميز ...فقط بالروح الجميلة وضحكته الساخرة ...الناقصة ؟؟ وكنوز النفس الخائبة...ها ..ها
صارحته مرارا وتكرا بانها تعشق فارسا أخر من خارج الدائرة ..
ولكنه كان متمسكا بأمل موت الأمير ...وسلامة البعير
قالت له ...
أحسن نكون أخوان ..
قال لها (أنا لاقى تكون عندى أخت حلوة زيك) ...
ثم ضحك ضحكته الناقصة ...ها ...ها ...
ضحكتها الظريفة الندية ترن فى اذنه ..مشبعة بشيئا من الأسف والإنسانية ..أختلطت مع ضحكته الناقصة الصافية شكل المجموع سيمفونية واقعية ..بغير حقد ..وبدون نية فى الإنتقام
ولأن نفسه طيبة ...
يوم زفافها لبس أجمل ثيابه ووقف فى قلب الصيوان الكبير مستقبلا الضيوف وكأنه هو صاحب الفرح ...
حتى أتى ميعاد وصول السيرة ..
ولظروف لا يعلمها هو ...لم يأتى العريس المرتقب ...والدقائق تمر بطيئة وقاتلة ..
وكثر الهمس ..والغمز واللمز ...
...حتى منتصف الليل لم ياتى ذلك الفارس ...
و ...
وتبين أن أنه هرب ...
فى مثل هذه الأحوال ...ردا لكرامة العائلة ...ودراءا للشبهات تتم معالجة الامر بأحد ابناء العمومة ...
ولأنها كانت غاضبة وافقت عليه ...
وتم العقد وهو بين مصدق ومكذب ...
وهو جالسا معها
فى كوشة العرسان وسط زغاريت بنات العم ...همست باذنه ..
هل أنت جاد ...
ضحك وقال لى
نعم كل الجدية ..
قلت له وانت تعلم أنها ليست لك ...
قال مبتسما ...
أنت تعلم أنه تحدى ...وأنا أموت فى التحدى ...ثم ايضا تعلم أننى أحب شقيقاتى للدرجة اننى استطيع أن أعيش حياتى كلها بينهن ولهن ...فكيف يكون الأمر ...عندما تكون لى أخت حلوة زيها ...ثم ضحك ضحكته الناقصة ..ها ..ها ...
هندى عثمان - الخبر