رقم 99
المادة ..السادسة ..
منذ ولادتى وأنا أحب الرياضيات ...
ذلك الوله بالارقام جعل حياتى كلها ارقام وحسابات ...كنت أخضع كل شىء فى حياتى لحساب الأرقام والمنطق ... حياتى عبارة عن نظرية رياضية كبيرة س + ص = ع
علاقتى مع الناس 1+1 = 2 ...أزور من يزورنى ...وأهجر من هجرنى ...من يعطينى قرشا فى مجاملة أعطيه قرشا فى مجاملته التالية ...من يجلس معى ساعة أجلس معه ساعة ...من يجاملنى بكلمة طيبة أجامله بكلمة طيبة ..
القيراط بالقيراط ...واكره معادلة القيراط بال24 قيراط لأنه خطا حسابيا ..
علاقتى بالأولاد كانت عادية ولكن من دون الدخول فى لهو وفوضى وغرام كما كانت تفعل رفيقاتى ..
لذلك كانت ليست لى تجربة غرامية وعلاقتى بالرجال كانت عملية جدا أن يساعدنى أحدهم فى حل مسالة رياضية أو يوصلنى للجامعة .. وطابور طويل من المعجبين والخطاب يحيط بى اينما ذهبت ...كنت مشهورة بجمالى ...تلك الشهرة التى تجعل بعضهم يكتب أسمى على ظهر سيارته ...بإختصار مضرب مثل
هكذا كانت حياتى ... عبارة عن مسألة حسابية تحل بنظرية رياضية ودائما ماتكون النتيجة نجاح ..
واستمرت حياتى من نجاح إلى نجاح ...تركيبتى لا تقبل الفشل ...وحياتى مرتبة ....
مرسومة بدقة مثل قطر على قضبان مستقيمة ...حتى نومى فى فترات معلومة ومظبوطة مواعيدى مثل السيف الباتر لا أخلف موعدا ولكن إذا أخلف موعدى وتأخر الأخرون أنصرف بسرعة لأن وقتى ثمينا ...
تتدرجت فى المدارس الإبتدائية ثم الثانوى ثم الجامعة بتقديرات ممتازة جدا ثم التحقت بوظيفة مرموقة وحياتى مستقرة ودخلى ميسور جدا والحمد لله ..
ماذا ينقصنى ...شابة وجميلة وزكية ومتعلمة ودخلها ممتاز ...نجمة مجتمع مشهورة
سنة الحياة تقول ينقصنى الزواج ؟؟؟
كان لا بد أن اتزوج ...ولكن كيف أتزوج ...كيف أختار شريك حياتى ..ماهى الشروط للفارس القادم
الإجابة المنطقية حددتها فى شروط
1/ التدين والإستقامة –2/ الشباب والمظهر –3/ الحسب والنسب –4/ المال والمجد .. وكان التقسيم كالأتى بالنسبة المئوية 25 % للمال والمجد– 25 %للشباب والمظهر – 25 %للحسب والنسب – 25 % للتدين والإستقامة ...
ونظرت لطابور المعجبين والخطاب ...رقم واحد حصل على كذا فى المائة من المال وحصل على كذا فى المائة من الشباب وعلى كذا من الحسب والنسب وعلى كذا فى المائة من تدينه
وبداءت أجمع الدرجات فى شغف جنونى كأننى معلمة ترتب فى درجات تلاميذها ..وحصلت على ترتيب معتبر لذلك الطابور ...
طبعا لم يكن هناك من حصل على الدرجة الأولى أو الأمتياز ولكن الدرجات تفاوتت بين الجيد والحسن وعلى ذلك المنوال أخترته لانه أكبرهم نسبة ...
رفضه أهلى برقم نسبته الكبيرة
ولكن لأننى عنيدة
تزوجته ..
ومرت الأيام ...
لم ينجح زواجى ..لأن الخلاف دب بيننا من الاسبوع الأول ..
وبعد ثلاثة شهور طلقته ..
لأول مرة أحس بالفوضى تدخل حياتى المرتبة ...ولكن عنادى لا يقبل الفشل
بعد تفكير عميق تبين لى أن هناك خطاء فى النسبة والتناسب وكان لابد من إعادة التجربة من جديد ...
وأدخلت فى المقرر مادة جديدة هى رأى الأهل بالرقم 5 وفرزت الدرجات وصارت النسبة لكل واحد هى 20 % وتزوجت أولهم وأكبرهم نسبة ..
ولكن بعد فترة دب الملل فى حياتى وطلقته ...
قالت لى صديقتى
أدخلى المادة السادسة ...ووزعى النسبة من جديد وكان رأيها أن تكون المادة السادسة عواطف وأحاسيس ...
وأدخلتها ..وأجريت الإمتحان وفاز أحدهم ...
ومن يومها أستقرت حياتى ...
بعد ثلاثة محاولات زواج ...أخيرا وجدت نفسى
ولا أخجل أن أقول أن ذلك تم بفضل المادة السادسة ...
هندى عثمان - الخبر