رقم 5
صاحبة النظرية
كنا ندرس معا ..كانت صديقتنا
سمراء مربوعة القوام .. قصيرة نوعا .. ذات جسد جميل ملفوف ولكن روحها أجمل ..قلباوية تميل إلى المشاكسة والنقاش والمرح ..
هذه سماتها العامة ولكن من يدقق فى عينيها يلحظ فى البعيد حزن ما ..حزن مكتوم تجاهد كى تخفيه ..
كانت تقول لى أنا أجيد الجلوس فى كرسى الحكم وكرسى المعارضة فى أن واحد ..أستطيع أن أصنع الحجة ونقيضها ..
وكانت تصنع من كل شىء نظرية ..كانت لها نظريات فى الناس وفى السياسة وفى الحب وفى كل شىء ..
ولكن ..كانت
تخترع اليوم نظرية وغدا تأتى بدليل سقوطها ..لتخترع نظرية جديدة ..وهكذا كانت تسير بها الحياة ..
ومرت السنوات ..وأفترقنا وفى الخاطر شيئا من نظرياتها التى لا تنتهى ..
وفى ذات يوم ..
إلتقيتها صدفة فى مناسبة عامة وبعد السلام والترحاب لاحظت أنها زهرة زابلة ليس إلا ...
قلت أين كنتى إيتها الشقية ..قالت لى سمعت أخر نظرية ..قلت لا ..قالت ..
أخر نظرية كانت ..كانت هى اننى
كنت كثيرا ما أنسى ..أنسى القلم ..أنسى الكراس ..أنسى الشوارع ..أنسى اسماء البشر ..
سألت نفسى كثيرا لماذا ننسى أسماء بعض البشر ..أناس نعرفهم ونعيش معهم لماذا ننساهم ..
أحضرت ورقة وقلم وبدأت أكتب أسماء البشر الذين نسيت أسماءهم خلال الثلاثة شهور الأخيرة .. تكونت لدى لستة أو قائمة لا باس بها وأجريت دراسة على تلك اللستة وطلعت منها بملاحظة عجيبة للكثير منهم أو جلهم ..
وهى أننى لا أحبهم أو على إختلاف معهم أو حصل سوء تفاهم أو أى شىء من هذا القبيل ..
ضحكت ثم قالت الشىء المضحك المبكى أن خطيبى كان فى تلك القائمة ..
قلت لها وكالعادة سقطت النظرية ..
قالت وطيف لدمعة بعيدة يظهر جليا فى العيون .. لا بل فسخت الخطوبة ..
ومن يومها لم نلتقى ..ترى أين هى الأن ؟؟؟...والله لا أدرى يازمن ..
هندى عثمان ..