رقم 102
العوض
أسمى صفية ...
ووالدى تاجر كبير فى سوق امدرمان
وهو العوض
صبى ريفى تربى معنا فى الحوش الكبير ...أرسله والده من القرية ليعمل مع والدى ..كان والده أحد أقرباء والدى وصديق قديم بينهما مودة مشتركة تعود جزورها لحياة اخرى لا ندرى عنها ..
المهم فى الأمر أنه منذ نعومة اظافرنا وتفتح وعينا وجدنا العوض واحدا منا ..يذهب صباحا لدكان والدى يجلس معه يساعده فى المشاوير القصيرة ..فى الفطور والبارد والقهوة لأصدقائه ..ويساعد فى مناوله البضاعة على خفيف ..
وفى المساء يعود للبيت مع والدى ويجلس معنا أنا وأخوانى وليد وإسامة...نحن نذاكر دروسنا وهو يجلس معنا صامتا ينظر بعيونه فقط ...
كان زاهدا فى التعليم ..ولكنه كان زكيا (مدردح) فى امور الحياة العادية يجيد مبادى القراء والكتابة وبعض العمليات الحسابية .. وسيما بالفطرة
فى مجمله كان طيبا وبسيطا (حد الوداعة ) ولكنه لم يكن غبيا ..شخصيته حلوة معتد بكرامته دون تعقيد ...كان مدركا لكل شىء يدور حوله .. فى صغرنا لم نكن نتبين الفرق بيننا وبينه ..لأن والدى كان يحبه مثلما يحبنا ..ويشترى له الملابس مثلما يشترى لنا ...لذلك عاش واحدا بيننا ..كانت بيننا عاطفة مجهوله ...كنت أحبه لا ادرى هل كنت أحبه مثل اخى أم مثل الحب الاخر الذى يؤدى للجنون .. ولكننى مدركة تماما أننى كنت أحب عالمه النظيف ...عالم الدوبيت والمسادير والحكاوى الشعبية
ولكن ...
عندما تقدم بنا العمر وهبت علينا رياح الحياة بداء ت الفروقات توضح ... وهى أنه ريفى فقير غير متعلم ...وأنا غنية ومدنية ومتعلمة ..
قبل وفاة والدى أوصانا به خيرا ..
عمل بالتجارة وشارك وليد اخى فى المحل الكبير وبداء وضعه يتحسن ...
فى ذلك العمر المبكر فاتح وليد اخى فى زواجه منى ..
ولكن وليد أخى رفض
وكانت حجته .. انه اقل من مستوانا ...وهو فى الأساس خادم لنا ... وأنا أتمنى لك زوجا من مستوى أخر ..
ولم أجد زوجا فى كل المستويات
حزنت عليه ولكننى تماسكت ودفنت نفسى فى الدراسة
هو لم يتاثر كثيرا ...إنما ذهب للقرية وتزوج فى وقت قياسى من بنت بيضاء طويلة أجمل منى بمراحل ...
ومرت الأيام ...واستمرت شراكته معنا فى الدكانة
ورزق بالبنون والبنات ..
وبعد مرور مايقارب على ال25
عاما على تلك الأحداث
وقع الحدث الأهم وهو زواج أسامة أخى ,,
من صفية ...بت العوض
كنا نقيم أنا وإسامة اخى فى البيت الكبير بعد وفاة والدتى
وإستقلال وليد بمنزل لوحده
...عندها دخلت علينا صفيية
بيضاء جميلة ممتلئة صحة وشباب ...عروس ..
ولأنها كانت عروس كنت اخدمها ...
أخدم العروس القادمة من الدرجة الثانية بدون إحساس بالدونية وإنما أحس بها من الناحية الإنسانية ....على الاقل هى نجحت فيما فشلت فيه انا
دارت كل هذه الافكار فى راسى ..
وتبعها السؤال التالى ...كيف نجحت صفية 2 فيما فشلت فيه صفية 1
لمن النجاح فى حالة صفية
هل الحضارة ذكر ...أم الحضارة انثى
هندى عثمان - الخبر