الشقائق تودع الرجل النقي التقي مبارك حمودة يرحمه الله تعالى

بقلوب راضية بقضاء الله وتعالى تودع طيبة الشقائق المغفور له باذن الله تعالى الوالد مبارك حمودة واذ ننعيه لكل الاهل ننعي

الرجل النقي التقي صاحب القلب المتعلق بحب المساجد وتجده دائما راكعا ساجدا لا يفارق المسجد

والعزاء موصول الى كل الاهل في القصيرة والدليبة والمسلمية

رحم الله الفقيد رحمة واسعة والهم كل الاهل بالشقائق الصبر ولابنائه موسى واحمد ومختار واخواتهم

في هذا اليوم يوم الجمعة الطاهر نودعك بكل الم وحزن نسال الله لك المغفرة وان يجمعنا الله بك في جنات النعيم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وسلم

انا لله وانا اليه راجعون
اللهم انزل عليه شابيب الرحمة والغفران
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة
اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد
اللهم تغمضه برحمتك يا ارحم الراحمين
ولا حول ولا قوة الا بالله

ان لله وان اليه راجعون
اللهم نسألك له الرحمة والمغفرة والثبات اللهم امين يارب العالمين

مرت جنازة على مجلس الرسول (ص) فقال الحضور ..مات الرجل الطيب العابد
قال (ص) لقد وجبت
ثم مرت جنازة أخرى على مجلسه (ص) فقال الحضور ..مات الرجل سىء الفعال والخصال
قال (ص) لقد وجبت ..

أسمه مبارك ...مبارك الأسم والسيرة والعمل ..عمره الستينات ..عمر النبوة والبركة قضى منها أكثر من عشرين عاما بالمملكة العربية السعودية بمدينة الخبر بالشرقية عمل فى تلك السنوات بإخلاص وإلتزام قل نظيره فى هذا الزمان متفانيا فى مواعيد العمل وتقديس شرف المهنة ..عمل بإخلاص لإعالة أسرته حتى أكمل تعليمهم الجامعى فنالو ارقى الدرجات العلمية ..نموزج جميل للسودانى المهزب الذى يعكس أصالة بلادى طيبة ووداعة وأستقامة وكان خير واشرف من يمثل بلده فى الغربة ..
ملتزم أخلاقيا ..مداوم على صلواته خصوصا صلاة الصبح فى عز برد الشتاء مع جسمه النجيل.. يودى صلواته بإتقان وحرص وعناية مطبقا فيها النصوص الشرعية بإحكام ودقة ...حتى أنه كان يعيد صلاته مرة أخرى إذا شك أن الأمام تجاوز أو أخطا فى صلاته ..مبتسم دائما .. رقم وحشة الغربة كان لايخلو من النكتة الذكية .. بارا بأهله حافظا جمايل جيله وعشيرته ..لا يعرف الكلمة القبيحة مطلقا ..إذا رأى الأخرين يسيرون فى عوارت الأخرين كان يلتزم الصمت ولم يشارك ابدا فى خصوصيات الأخرين ..ملتزم حتى الرتابة ..عفيف اللسان واليد ..

تشابه أسمه مع أسم شخص أخر مطلوب للعدالة ...أتهمته الجهات الأمنية والأنتربول بجرم شخص أخر ...كنا نضحك من غرابة الإتهام لأننا كنا نشك فى أنفسنا ولا نشك فى مبارك ...إذا قيل لى أنك مطلوب فى قضية أمنية يمكن أن أصدق ..ولكننى لن أصدق فى مبارك ...كنا نعرف ذلك ...
وبرأه الله منها كما برأ أنبياءه ورسله ...
حياته عبارة عن حكم متواصلة ...
كل حدث فى حياته حكمة منفصلة ...
حتى وفاته ربما تأخرت حتى تأتى براءته فى الدنيا الفانية ...
ولكن ذلك الحدث البسيط كان له الأثر المباشر على روحه العفيفة ونفسه الطاهرة ..تصادف ذلك مع مواعيد سفره فى إجازة للسودان ...ومعلوم جدا أن عزاب النفس والروح يؤدى لسقم الجسد ...فحدثت الصدمة فدخل فى غيبوبة طويلة أمتدت لسبعة أشهر ....
رفع الجميع أكف الدعاء والتضرع لشفاء الشيخ العابد الزاهد ...رجل المساجد ...كنا ندعوا له ونحن أعلم الناس بأن صلاته وعبادته حتما ستشفع له فى مرضه ومحنته وعزابه المتواصل ...
كنا ندعوا له ونحن نعلم بأننا نحن من نحتاج دعائة لنا
وكان السؤال الذى يحيرنا صعوبة الإمتحان الذى يواجهه هذا الشيخ ومدى العزاب الذى يمر به مع علمنا المسبق بسيرته النظيفة وتدينه العميق ...لا إعتراض على حكم الله ...نحن كلنا عبيد الله ونخضع لمشيئة الله ...ولكن اين الحكمة ..
أين الحكمة فى هذا العزاب الطويل ...هذا الإمتحان القاسى
أهل العلم والقرءان قالو لنا أن هذا الشيخ عابد ولا بد أن المولى عز وجل يريد أن يلحقه درجة عليا فى الجنة
والجنة درجات ومراتب ..وتلك دلالة على حب الله له
وإذا أحب الله عبدا أبتلاه ..
...وهذه الدرجة العليا تحتاج شوية إمتحان وشوية صبر لينال الدرجات العلياء ..
لذلك كنا عندما نزوره فى المستشفى كان يتحمل ذلك الإبتلاء بصبر وجلد ويقين وإبتسامة يحييك بها إذا فاق من غيبوبته ..
حتى أتى أمر الله ..
وفاضت روحة الطاهر ...
وذهبنا به للمقابر
دفناه بعد صلاة العصر فى حشد كبير ...فيهم من نعرفه وفيهم من لم نعرفه ...
أحد الحاضرين من الضيوف قال لنا صايحا (ياجماعة أدعوا له بالثبات عند السؤال)
قلت له فى سرى
هون عليك يا أخ فإن شيخنا (مذاكر جدا) وبإذن واحد أحد سوف يجتاز الإمتحان ..
اللهم لا إعتراض على حكمك ...
ولا نسألك رد القضاء
ولكن نسألك اللطف فيه ..
(وإنا لله وإنا إليه راجعون)

اللهم ارحمه رحمة واسعة واسكنه فسيح جناتك يارب العالمين واحشره مع الشهداء والصديقين.

له الرحمه والمغفره والعزاء موصول لكل من يعرفه

له الرحمه والمغفره والعزاء موصول لكل من يعرفه