رقم 106
جلس رامى أبن شقيقتى فى حجرى وبداء هذا الشقى يعبث فى جيوبى حتى أخرج هاتفى النقال وبداء يعبث فيه ...قلت له هات التلفون يا ولد
لم يلتفت إلى ولكنه أخرج هاتفه ووضعه بجانب هاتفى
قال ضاحكا ...خالو داير( ألسل ليك لسالة ) (يعنى داير أرسل ليك رسالة )
ولأننى كنت أحبه تركت له الموبايل ..
الخال شريك الوالد نوع غريب من المودة والتواصل
فما بالك بلطف وشقاوة الأطفال
وبداءت أتمعن الكلمة ...رسالة (لسالة)
و
تذكرت رسالة وقعت فى يدى ذات يوم
كنت أشك بأن أختى الصغرى لديها علاقة غرامية مع أحد أولاد الحى الذى استقرينا فيه أخيرا بعد تجوال مع والدى ضابط الشرطة المعروف ...تنقلنا كثيرا مع والدى فى المدن البعيدة كنا نمنى نفسنا بحياة مستقرة وعندما ينزل والدى المعاش استقرينا فى تلك المدينة التى تشبه القرية أو القرية التى تشبه المدينة ...والدى أشتهر بالصرامة والإستقامة ولأنه ضابط شرطة عاش مهابا بين الناس ..
كان هو شابا جميل المظهر والسيرة ...مستقيم عاطل خريج كلية هندسية خريج حديثا ..علاقته بنا محترمة لا تتعدى حدود السلام والمجاملة وحسن الجيرة ..
ذات يوم
وأنا أبحث عن كتاب مكتبة فى درج أختى عثرت على خطاب غرامى ملتهب ..كان واضحا من الأسلوب والخط أنه من ذلك الشاب ..
أمسكت الخطاب فى يدى ..وأحترت ...
ماذا أفعل الأن ...هل أنادى عليها وألعن سلسفيل أهلها ...أم أخبر ابى لينكل بذلك الفتى ..ماذا افعل ..
قررت أن أذهب لقسم الشرطة بجوارنا وأخذ بعض العساكر زملاء والدى ونذهب ونجلد ذلك الشاب
ثم خطر بذهنى خاطر أخر ...سؤال ملح ومستعجل ...أليس من حق أختى أن تحب وتتزوج ...أليس من حقها أن تعيش مشاعرها ودنيتها ....
إذن ماذا أفعل ...
وأنا فى تلك الحيرة فتحت الخطاب وبداءت أتصفح وأقراء ...
حاجة فيك تقطع نفس خيل القصائد وتسكت أجراس الكنائس ...خلتنى أرجع للقلم وأتحدى بالحرف الألم ...وو
تلبسنى شعور محايد ....
الشعور المحائد يحرر افكارنا من القيود
قراءت الخطاب مرة اخرى
..الكلام كان جميل ومهذب وراقى ...وكان واضحا أنه الخطاب الأول ...وأن شقيقتى بريئة من تهمة تبادل الخطابات ...و
ودارت الأفكار فى رأسى من جديد
خطر لى عدت خيارات ..أحترت فى مابينها ..فأخترت أن أواجه ذلك الشاب إن كان جادا فى علاقته سوف أقف معه وأشجعه حتى النهاية ...
وذهبت له وأنا أكظم الغيظ وادعى أننى لا أعرف شيئا وسالته السؤال المباشر ...هل لك علاقة من أى نوع مع أختى ؟؟؟
صمت طويلا ...ثم قال بثبات حيرنى لم تكن لى علاقة بأختك ...ولكننى أتمنى أن تكون لى علاقة بأختك وبكم جميعا ...
كان واضحا وصريحا وذكر موضوع الخطاب وقال أنه أسف ولكنه لم يجد طريقا اخر ليوصل إحساسه ...مدح أختى وأسرتى وشرح ظروفه المادية وأبدى الرغبة فى الإرتباط الرسمى والزواج ...
هذا الرجل بأسلوبه غير طريقة تفكيرى .
صبرت عليه وعلى أختى حتى تم الزواج ...
ورزقا برامى الحبيب ...
جفلت من مقعدى وأنا أسمع هاتفى تصدر منه نغمة غريبة ( هازول جاتك رسالة ...ها زول عليك أمان الله جاتك رسالة ) (ها زول ماتفتح الرسالة )
تبسمت ورامى الحبيب يمسك برقبتى وهو يضحك ....
همس فى أذنى بمرح وقال (لسلت ليك لسالة)
هندى عثمان - الخبر