hindhindii تقني
عدد الرسائل : 432 نقاط : 58985 تاريخ التسجيل : 12/01/2009
| موضوع: انا وأبن عمى ..... الثلاثاء سبتمبر 15, 2009 11:48 am | |
| أنا وابن عمى ...رقم 66أسمى مريم عثمان أسكن مدنى والدى كان يعمل فى وزارة الرى ...توفى منذ سنوات بمرض غامض ونعيش أنا وأخواتى على معاش متواضع لايكفى لو المعونة الشهرية التى تاتينا من أولاد عمى الشيخ الذى يسكن إحدى قرى البطانة ويتميزون بشهامة وطيبة أهل الريف ...وجزور والدنا تمتد إلى هناك فى تلك الارض البراح التى كنا ندوام على زيارتها أيام الخريف مع والدى ونمرح مع الطبيعة ... عندما طلبنى للزواج سعيد ابن عمى الشيخ رفضت بشدة لسببين الاول لأن الطريقة التى تم بها ذلك لم تكن حضارية والثقة الزائدة التى كان يتحدث بها عمى الشيخ..عندما قال لوالدى نريد بنتك مريم لولدى سعيد عشان اللحمة البيناتنا ماتنقطع فى هذا الزمن العجيب ..أستفزنى كلامه لأنه أتى بصورة (قدحى وقدحك) ...ولم يبدوا بمشورتى أنما بداو وبدون مقدمات فى تفاصيل وميعاد الزواج ...عندها وقفت أمامهم وبغضب قلت لهم أنتو عايزين تشتروا نعجة (حتى أنكم لم تستشيرونى ...هذا تخلف انا أرفض هذا الزواج) وخرجت غاضبة ...بعدها لست أدرى مالذى حدث من كلام ولكن الذى حدث فعليا فى الأيام التالية هو قطيعة بين الأسرتين ...وتدهور فى صحة والدى حتى فارق الحياة ...السبب الثانى وهو السبب الرئيسى أنه كانت لى صفحة مفتوحة مع أبن الجيران لم تقفل بعد ..وكان ودالجيران هو عنوانى الرئيسى فى صفحة حياة مليئة بالخيال والرومانسية والهوى العزرى...كان ذلك حب الطفولة مع أبن الجيران ولكن أبن الجيران ودونجوان الحى كنت أنا بالنسبة له كلمة صغيرة فى صفحة حياته ..لأنه كانت له قائمة طويلة من المعجبات يتعاركن حوله وهو مثل التمثال الأخرس..لذلك كنت معلقة بين السماء والارض ...سعيد أبن عمى القروى القيح لايخلو من وسامة لكنه مهذب حتى الخجل .. كان فى ذلك الزمان يدرس فى مدرسة مدنى الثانوية ...وكان يسكن معنا فى البيت كان مهذبا وطيب القلب نظراته الخجولة كانت تفضحه ...كنت أعلم أنه متيم بحبى ..ولكننى كنت قاسية فى التعامل معه وكنت أتعمد تجاهله وهو ريفى بسيط يعمل فى الصباح بالتجارة وفى المساء يدرس فى الثانوى وربما لأنه طوال الوقت خارج المنزل لم أتعرف عليه جيدا فى ذلك الوقت ..حتى الوقت الذى كان يتواجد فيه فى المنزل كان صامتا ....كان فى حالة صمت مستمر ...وكنت أحس أنه حريص على راحتى وحريص على إجابة كل طلباتى ويهتم بكل ما أهتم به ..بعد تلك الحادثة ترك المدرسة وترك المنزل وأختفى زمانا ...وعلمت أنه تزوج من بنت خالته فى القرية وأشتغل بالتجارة وأنقطعت اخباره ...رايته مرة واحدة أيام وفاة الوالد حيث كان عمى وأولاده يأخزون العزاء فى والدى ...والزمن يمر والتمثال الأخرس لا يتحرك ...حفظا لكرامتى أنسحبت من قائمة ابن الجيران ...انسحبت من معركة مهزلة وتركته لأخريات وكانت خسائر المعركة قلب كبير محطم ووجدان (خرب) ...وضعت نقطة فى نهاية السطر وفتحت صفحة جديدة بدون عنوان هذه المرة...وساءت الأحوال المادية بعد وفاة الوالد ...والمعاش لايكفى والمعونة الشهرية تبين لنا انها تاتينا من سعيد الحبيب المختفى إذ تبين أنه يعمل فى سوق مدنى أوزدهرت تجارته وأصبح تاجر معروف ...الاموال التى كان يرسلها لنا مع أحد أقاربه كانت تكفينا وزيادة ...كانت تفرح البطون الجائعة ولكنها كانت تنزل على بطنى مثل السم الزعاف ...كان عزاب الضمير يطير النوم من عيونى والخزى والهزيمة النفسية التى كنت أحس بها كانت تزبحنى من الوريد للوريد ...والشهامة التى كانت تغمرنا تجعلنا صغار أما أنفسنا ...عندما أشتد عزاب الضمير ذهبت إليه فى السوق ووقفت أمامه على كاونتر الدكان ..والخجل يكسونى لم يندهش لرؤيتى وقال لى بوجه خالى من التعابير مرحب بك يابنت العم ...مالذى أتى بك الأن ..قلت له أتيك اليوم وفى بالى صلة الرحم لاغيرها ...قال لى أذهبى يابنت العم إلى دارك ...فأنت الجرح والسكين واللحم ... هندى عثمان – الخبر | |
|