سيد الرايحة .. وخشم البقرة

سيد الرايحة .. وخشم البقرة

زوجة الطيب الزين قروية قيح ولاتخجل من ذلك بل وتفاخر بذلك فكل الذين يدعون انهم أبناء مدن هم فى الأصل أبناء قرى بعضهم يعترف بها وبعضهم تنكر لها وأدعى مدنية زائفة بل بعضهم تجاوز المدنية وذهب أبعد من ذلك وتشبه بالخواجات فى الشكل والطباع .. ولكنها كانت تفاخر بذلك وسط قوم العولمة والنت وكدا.. مايهم فى الموضوع أن الطيب الزين كان سعيدا بها ..

جمعتنا ظروف إغتراب خاصة.. وكنا مجموعة من المهندسين فى شركة عالمية مشهورة ننفذ أحد مشاريع الشركة فى بلد ما .. ظروف العمل أجبرتنا على علاقات إجتماعية معينة تداخلت العائلات وتصادق الأطفال وأحيانا تكون صداقة الاطفال سببا فى صداقة الكبار ..

بالرقم من الإلفة والأخوة البادية على الجميع إلا أن مجتمع النسوان أحيانا لايخلو من الهمز واللمز وأحيانا شيئا من الهيافة .. فى احيانا كثيرة كانت نسائنا يقمن بترتيب برنامج أخر الاسبوع ونحن الرجال أخر من يعلم ...أحيانا نستجيب وأحيانا أخرى نتهرب بإعزار واهية لنلعب الكنكان ..

تلك البرامج كانت فى معظمها ألعاب وتسلية لهن

أذكر ذات مرة إقترحت أحداهن ان تحكى كل واحدة منهن كيف ألتقت وتعرفت على بعلها ..الموضع كان شيق وطريف ولايمس الأسرار الخاصة ولكن كانت كل واحدة تحكى كيف تعرفت عليه ..منهن من قالت هو أبن الجيران وحكاية الحب الأول والهيام العابر فوق الأسوار ومنهن من قالت فى مدرجات الجامعة ومنهن من قالت مصادفة فى إحدى المرافق أو مناسبة عامة ..المهم كل واحدة حكت لنا قصة شكل مختلف ..فى عمومه الموضوع لايخلو من طرافة

عندما جاء الدور على زوجة الطيب الزين قالت لم أراه إلا يوم الدخلة ..وبداءت تحكى حكايتها ..

والدى شيخ عرب مشهور وله كلمة مسموعة فى تلك البادية ..كانت كلمته تسير على الكل حتى نساء الفريق ..كانت من تشق عصا الطاعة يحلق لها والدى صلعة ومن يعلو صوتها تضرب بالسوط ..كان جبارا .. وكانت لنا خلوة عامرة بالضيوف من كل شكل ولون ..

عمى الزين (والد أبو عيالى)كان ضخم وعريض المنكبين من منطقة تبعد كثيرا عنا ..كان صديق والدى أتى فى تلك الايام يبحث عن بقرته الرايحة وأقام فى تلك الخلوة ..كنت أنا فى تلك الأيام شافعة نجيضة ..تعلمت الفرك والعواسة مبكرا وكنت دائما ماأتكفل بطعام ضيوف الخلوة .. عمى الزين قطع يدى بالفرك والعواسة ..كان أكولا ونهما يحتاج لقدح خاص لوحده ..يحب الفطار المبكر ليخرج للبحث عن بقرته الرايحة فى القرى المجاورة ..كان عندما يخرج أقول ياسيد الصباح والمساء عمى الزين تجمع ليهو بالبقرة ..الراجل يا أخواتى قطع يدى بالفرك والعواسة .. ولكن ياأخواتى بقرة عمى الزين لاحس ولاخبر ..ثلاثة أيام وانا على تلك الحالة .. فى اليوم الرابع والدنيا صبحا بدرى دخلت عليهم هو والوالد بقدح الفطور بوخو يلوى والدنيا شتاء برد شديد ..عندما رانى عمى الزين توقف عن الكلام ..وهمس بشيئا فى أزن والدى ..وضعت القدح وخرجت ..

بعدها بساعة رايت والدى يودع عمى الزين فى طرف الحوش ..حمدت الله فى سرى ولكن بعدها بقليل نادانى الوالد وقال لى إجلسى .. جلست وانا محتارة ولكن لم تكتمل حيرتى حتى عاجلنى الوالد قائلا .. عمك الزين سافر وهدى ليك البقرة الرايحة وخطبك للطيب ولدو والعرس بعد جمعتين ..

قال الوالد كل ماعنده دفعة واحدة( فرت سجة) وحمل قرجته وخرج .. من يومها وأنا أعمل فى العصيدة ..وأفرك فى الملاح

عندما أنتهت زوجة الطيب الزين من حكايتها همهمت زوجاتنا وأنفجر اخرين بالضحك وأخرين بالهمز واللمز ..

القصة كانت بسيطة وأسلوبها كان فى الإلقاء كان جميلا وواقعيا ومعبرا ومن يومها عرفت إجابة لسؤال حيرنى كثيرا وهو لماذا الطيب الزين سعيد كل هذه السعادة ..

سيد الرائحة زى الشراء فى القندول

بـســـــــــــــم الله الرحـــــمن الرحـــــيم

أنـــا خــــالـــى أم حـــــد نـــور راحــــن مـــنــو تـــلاتــــه بـــقـــرات ومـــا شـــي أفـــتــش عـــلــيــهــــن ورونـــى فــى أي اِتــجـــاه مــشــــن