رقم 7
الإتجاه المعاكس
كان يجرى نحوها كما تجرى برادة الحديد نحو المغنطيس ..شيئا خفى يشده شدا نحوها ...مكسرا فى المظهر الجميل والسيرة العطرة والأدب المعروف فهى من اسرة الحسب والنسب ..أسرتها محافظة حتى التزمت وبداء يجرى نحوها ويجرى..... ثم يجرى مسرعا ..
وجد منها الإستجابة .......بادلته الحب فى اروع صوره وابدت قبولا بقبول ووفاء بوفاء ...
ولانه كان مستقيما وجادا فى حياته كان يريدها زوجة وهو يمتثل حديث المصطفى (ص) (اظفر بذات الدين تربت يداك) ولانه يحترم اسرتها لم يشاءأن يستمر الأمر سريا بل كان يحب وضع النقاط فوق الحروف ولكنه كان يود مناقشة تفاصيل مهمة قبل الدخول فى رسميات الخطوبة ..تلك تفاصيل الخطوط العريضة لحياة مابعد الزواج وتفاصيل المعيشة وغيرها ..
كان يريد أن تكون تلك الجلسة بعيدا عن الأسرة وبعيدا عن عيون الاخرين ..وبعد مداولات وشد وجزب اتفق الاثنان على ان تكون المقابلة فى حديقة عامة على شط النيل ..
ذهب إليها وهو يدندن على شط النيل ياجميل ..وفى الساعة واليوم المحدد التقى بها فى كافتريا مشهورة جلس الأثنان متجاورين فى مواجهة البحر ..كان الإرتباك واضحا ربما لقلة خبرتهما فى هذا المجال ..
وهم على تلك الحال وبعد طلب مشروب من الجرسون لمح الأثنان والدها وهو سائرا بمحازاة سور الكافتيرا ..أرتبك الأثنان وأدارا وجههما للناحية الثانية ..وعندما التفتا كان قد اختفى ..
من الباب الخلفى جرت مسرعة واختفة فى زحام الخرطوم ..تركته نهبا للحيرة والإرتباك ..
ذهب لهم فى المساء ..وجد الجوء مكهربا ..سالهما والدها فى توجس وشك هل كانتما اليوم فى شارع النيل ..صمت هو واستلمت هى الحديث وقالت لم نذهب ..بل إقسمت بالله ثلاثة أنها لم تخرج اليوم من مدرستها لاى مكان ..
كانت تقسم وتكذب باعصاب هادئة حد الدهشة ...بدت بصورة مقنعة وهى تجزم وتكذب ..وبداء على والدها الإقتناع .ولكن
واحس بالخوف ..وخرج وهو مزهولا هذه الكذابة الصغيرة كذبت كى تنجينى وتنجى نفسها ولكنها أشعرتنى بعدم الأمان هذه الكذابة المقنعة ..كان قد أقسم فى سره فى ذلك اليوم على ان يتقدم رسميا ويعلن الخطوبة ..ولكن
وخرج مسرعا ..وأسرع اكثر... ثم اسرع اكثر وبداء يجرى ويجرى ولكنه يجرى فى الإتجاه المعاكس ..