اليوقا.. مصلاية الروح والجسد
لا تفترض مسبقاً أنك أمام تمثال لمايكل أنجلو، إذا وجدت شخصاً وحيداً متسمراً في مكانه ومحدقاً في الفضاء المتسع دون حراك كأن ملامح وجهه طليت بالشمع.. إذاً أنت تشاهد لأول مرة في حياتك كيف يمارس ذلك الشخص رياضة (اليوقا) وهى رياضة محببة للجنسين كانت سائدة إلي وقت قريب في بعض دول أوربا ولكنها الآن أصبحت منتشرة في كل دول العالم.
ويحاول كثير من الممارسين لهذه الرياضة تفريغ شحنات الخوف والقلق والاضطراب عن طريق الاسترخاء واستطالة النظر في البراحات الممتدة.. وهى محاولة لإعادة تركيب مكونات اللوحة لتنسجم مع تفاصيل المناخ الباطني، ولتتنز الروح بطلاقة جديدة!!.
عملياً كل هذه الافتراضات لا أساس لها من الصحة، لأن هذه الممارسة التي دخلت حيز التجريب منذ قرون بعيدة، ويحاول الشباب الآن الإمساك بخيوط مكوناتها الصحيحة، تعتبر مجرد وهم كبير يثير الشعور بالسخرية.. وتضاف لقائمة الأشياء التي تسببت في دمغ هذا الجيل بالسذاجة، وكان من الأجدى استثمار تلك اللحظات المهدرة في ما يفيد!
ولكن الشئ الملفت للنظر حقاً هو غرابة المعلومات التي أوردها الكاتب ـ الليبي ـ المثير للجدل الصادق النيهوم في سفره الضخم (إسلام ضد الاسلام) والنيهوم كاتب تقوم أفكاره على هدم كثير من الأشياء التي كنا نحسبها في حكم (الثوابت) يورد الصادق من (الحكمة الخفية) في باب عبور البوابة، أن التمرين الخاص لإدراك العلم الحسي كما تسميه (القباله) يهدف الى تطوير قدرة المريد على التمييز بين (الاحساس بالواقع) وبين إدراك الحقيقة .. ويمضي النيهوم في بسط مراحل التدريب حيث يقول: (أجلس في وضع مريح.. أغمض عينيك وتنفس بهدو، إشبك يديك الآن بأي طريقة تختارها وحاول أن تكشف نقاط التماس واحدة بعد الأخرى. .) لا تشغل بالك بأى شئ حاول فقط أن تعيش تجربة التلامس بين يديك..!! ثم استعد للمرحلة الثانية، وافتح عينيك لكي تدخل تجربة النظر.. تأمل أي مشهد يقابلك، لا تهتم بما تراه عيناك.. بل بقدرتهما على الرؤية..! أنظر كيف تنظر ثم تكلم بصوت مسموع من دون أن تهتم بمعنى الكلمات نفسها.. وتذكر أنك لست موضع تجربة، ولست مجرد متفرج أو مستمع.. تذكر أنك أنت المصدر!!
إلى هنا تنتهي تجربة الدخول عبر البوابة، ولكن أول شئ لاح لي وأنا أمارس هذه اللعبة المذهلة هو عرابة مستشفى التجاني الماحي التي سوف تحملني مع حفنة من (المجانين) إلى هناك