رقم 76
فى ليلة راس السنة
حياته مرسومة بالنوتة .. وكلمته وعدا ...حاد الطباع لايكذب ولايتلون
كان يحمل دفترا صغيرا فى جيبه يدون عليه كل الاشياء
فقد كان مغرما بالتاريخ ...مرتبا بالفطرة
كان يكتب فى النوتة يوم لقاءه الأول كان يوم كذا
ويوم إعلانه لحبه لها كان يوم كذا
ويوم كذا خرج معها لأول مرة ...
ويوم كذا أحتفل معها بعيد ميلادها فى السنة الأولى
....
الشىء الذى كان يميز العلاقة فى الأيام التالية هى سلسلة من التشاكس والتنافر الذى لاينتهى ...
كان عندما يخرجان معا فى اليالى الصيفية ويقول لها ما أجمل القمر ..كانت تقول له ماالجميل فيه أنه ليس إلا أرض جبلية وهضاب وتلال ..
كان يقول لها ما أجمل البحر صفاءا
كانت تقول له ..أنا أخاف البحر لأنه داخله الحيتان والضفادع
كان يقول لها عندما يخرجان فى الطبيعة ما أجمل الخضرة والشجر
قالت له الغابة موحشة ملئية بالثعابين والحشرات السامة
قال لها تعالى لنتزوج فى عيد الثورة ...
قالت له ..مازال الوقت باكرا .. وانا لم أنتهى بعد من التجهيزات..
إذن تعالى لنتزوج فى عيد رمضان ..
قالت له الوقت لا يمهلنا
قال إذن فى الاضحى ..
صمت صمتا طويلا ...
قال إذن فى راس السنة سأتزوج وليس لك عزرا ...
وتزوج فى ليلة راس السنة ..
بعدها بأيام أتته باكية وقالت له ياكذاب ياغشاش ..
قال لها بكل برود ...
صدقينى لم أكذب عليك يوما فى حياتى ....
هندى عثمان - الخبر