بالعكاز
رقم 3
قال لى سيبك أيها المجنون من هذه المغالطات السخيفة وحكاية الحب الأول والحب قبل الزواج وشرف الإرتباط ..الحب من حبة أى بذرة ..أين تجد التربة الصالحة تزهر وتثمر ولكنها تحتاج الفرصة ..
قلت له هل الحياة فرصة
قال نعم الحياة فرصة
ثم قال ...تعال لأحكى لك هذه القصة ..
كانت بنت عمه ..دلوعة وعاشقة ...ووارثة.... ولكنها كانت جميلة جدا ..
هو كان عنيدا وفارس شهم ..ولكنه معدم يعيش على الكفاف ورزق اليوم باليوم فى سوق الله وأكبر ..
من كانت تحبه هى يملك كل شىء بمقايس العصر الوسامة والجاه والمال والكلام المعسول . والعز ....والروشنة
المقارنة كانت قاسية بين فارس العصور الوسطى وفارس العصر الحديث ..
ولكنه كان يردد فى عناد هى بنت عمى ويتيمة وليس لها غيرنا ..
أخته قالت له فى إشفاق (أتركها فهى لا تنفع لك لأن قلبها مع الأخر ) ..
كان يردد فى عناد قلبها مع أخر وحياتها معى ..
أمه قالت له خوفا على مستقبل حياته يا أبنى أبعد من الشر وغنى له
قال لها الشر يطفأ بالشر ..
هى قالت له فى جزع ..أرجوك أتركنى فأنا أتمنى الآخر ..
إزداد عنادا وقال لها أنتى أم عيالى وبنت عمى ..
تقدم لخطبتها من أخيها الكبير فوافق بسرعة
وتم كل شىء بسرعة الشيلة والعرضة والسيرة بالعديل والزين ... والسوط ايضا كان حاضرا ونثر دماءه على الساحة
سافر معها للمدينة لقضاء أيام العسل .. مشيعا بنظرات الإشفاق والرثاء
فى فندق المدينة وفى ليلة شتوية باردة تركها وخرج ..
عندما حضر كان يحمل معه عكازا (مضبب) جديد يلمع مع لمبات النيون ..وضعه تحت المرتبة ..طلب عشاءا دسما ولم تأكل معه ..
تعشأ وتجشأ ..ودنا منها ليأخذ مايأخذه الرجل من عروسه ليلة الدخلة ..أحتمت بركن الغرفة القصى ..عندها جفلت وتتطاير الشر من عيونها ..أنا قلت ليك ...
(أخرج العكاز من تحت المرتبة ) ( وهى ضربة واحدة فى الركبة ) ..و
عندما أشرقت شمس اليوم الثانى كانت الدموع قد جفت ..والكراع قد خفت
مرت الايام ..
وخرج العكاز من غرفة النوم لعدم الحوجة إليه .. ودخلت البسمة بعد خروج العكاز ..قال لى بشماتة
ماذا تقول أيها الفارس بعدما تراهم اليوم و بعد خمسة سنين خمسة عيال صبيان يسدوا عين الشمس ماذا تقول فى سرك ..
قلت متمتما بصوت خفيض ذلك صراع بين فارس وفارس وأنا مجنون تارس ..وولى زمن الفرسان
قال لى ماذا قلت ..
قلت بحرقة لاشىء ..لاشىء ..ولكنها المصيبة أن يكون الحل بالعكاز...
هندى عثمان – الخبر