رقم 80..
خراب مالطا
كانت حفيدة للأمبراطور..وكان جدها لامها ..الجد الكبير ملك العائلة ..رجل أعمال مشهور له أملاك وأموال طائلة فاحش الثراء ...وكانت هى فاحشة الجمال ..عيونها ذكيية واسعة ولها شعر مثل ذيل الحصان ..وفى جموحها وتمردها كانت مثل المهرة غير المروضة ..
وكان الجد يكن لها حبا متفردا ..لأنها كانت يتيمة الاب
الجد الكبير كان متحكما ديكتاتوريا قاسى القلب يدير العائلة بلغة السوق ..والويل كل الويل لمن يخرج عن طوعه ..كان يتحكم فى العائلة بلغة من لايملك قوته لايملك قراره ..أفراد العائلة شيبا وشبابا موظفين عنده بمنحة شهرية توزع بالمزاج لذلك كان لا احد يرد له كلمة ولا حد يناقشه مجرد النقاش ..
فى مسائل الزواج كان يوزع أحفاده مثل كيمان اللحم أو (المرارة) فلان يتزوج فلانة ...وفلانة تتزوج فلان وكله داخل العائلة ..ويتم الامر كما أراد دون إبداء أى رأى من فلانة أو فلان ..كانت تلك طريقته قد تنجح أحيانا وقد تفشل فى احيانا أخرى
عندما قيل لها تزوجى فلان قالت لا ...انا عندى خيار أخر ياجدى ولكنه أيضا داخل العائلة ..قال لها الجد يجب عليك زواج من أخترته أنا ..قالت لا ياجدى سوف أتزوج من أخترته أنا ..ألا يكفيك أنه أيضا من أحفادك ..
غضب الامبراطور وبداء الحرب معها ومع أمها حيث فرض عليها حصارا إقتصاديا وإجتماعيا طيلة حياته ..منع الجميع من التعامل معها وقطع عنها الزيارات والمنحة الشهرية ..داس على قلبه ليكسب هيبته وتحكمه ..
كانت عنيدة ..بادلته حربا بحرب ..كافحت وتعلمت وتوظفت واعالت أمها ..وسارت بها الحياة بعيدا عن تيار العائلة ..خيارها الذى أختارته ذهب مع الريح وتزوج بمشيئة الجد الكبير لأنه لايمك قراره ..لملمت أحزانها وتشبست بقرارها وسارت بها الحياة
توفى الجد غاضبا عنها وعن أمها وقبل وفاته حرمها من الميراث وكتب جميع أملاكه ومحلات السوق والدكاكين بأسم ابنائه الذكور وتركها هى ووالدتها بدون الحق الشرعى فى الميراث..
أستمرت حربها فى ساحات المحاكم لإسترجاع حقها المادى ولكنها وجدت كل الابواب مغلقة لأن الأوراق كانت سليمة فى وجه قانون بليد لايعترف إلا بأوراق تركها الجد الكبير بيع وشراء لأولاده وأحفاده ..
ومرت السنوات ...
وبعد طول إنتظار جاءها خيارها الأول عارضا عليها الزواج مشفوعا بإسترجاع حقها فى الميراث ولكنها رفضته ..رفضته لأنه كان فى الذمن الخطاء من الرجل الخطاء
ورفضته لأنه سوف يكون على حساب زوجته الأخرى ..وعلى حساب اولاده وعلى حساب كرامتها المهدرة على ابواب المحاكم ..
رفضته برقم حبها الكبير لأنه سوف يتسبب فى لخبطة كيمان اللحم والمرارة ويتسبب فى خراب مالطا ..
هندى عثمان - الخبر