رقم 81..
عصفور فى اليد ....
كنت جميلة فى اسرة فقيرة ...كان هذا فى الماضى ...وصدقت المقولة التى تقول الجمال راس مال ...هل كان لابد من إستثماره .. لست أدرى ..ولكن ...هل ياترى هو مثل ضل الضحى ...لست أدرى..فأنا الأن لا أدرى شيئا
تلك أيام الشباب ..
ذلك الجمال كان مضربا للمثل .. مثل أن يقول شخصا مثل جمال فلانة ..وكان بيتنا برقم تواضعه وفقره إلا أنه كان دائما يعج بالزوار ..زوار بمواضيع وعديمى المواضيع ..وكنت الاحظ كل ذلك ..ولكن الذكاء الفطرى كان يحتم على الإستفادة من هذا الجمال فى تحسين مستوى الاسرة ..تحسين مستوى دخل الاسرة المادى مع المحافظة على المسافة الممدودة بين الكرامة والحق المشروع ...وكان طموحى أكبر من قضاء الحوائج والهدايا الرمزية ..كان طموحى زوجا ميسور يساعد والدى الذى أعيته السنين وأمى التى كانت تحلم بالثراء والوجاهة والعيش النظيف ..
ولكن برقم ذلك كان قلبى معلقا بجارى فى الحواشة ..شاب متواضع خريج حديثا لم يجد وظيفة فأستثمر طاقته فى الزراعة ...كنا نذهب معا ونأتى معا ..هو يعمل فى حواشته وأنا أعمل مع والدى ومابين فاصل وفاصل كنا نلتقى فى الجدول الفاصل بيننا نتسامر قليلا ونشرب شيئا من العكارة ..وكان كل مابيننا تلك النظرة الحنونة و البسمة الطيبة التى تريح الاعصاب وتساعد على رهق الحواشات ومسكة الكدنكة..
ذات يوم ....
كنت عائدة من الحواشة لوحدى ...فى الطريق صادفنى احد الاثريا الجدد الشاب الوجيه ..سيارته جميلة ومكيفة أقلنى معه حتى بيتنا وكان كل الذى دار بيننا لايتعدى السلام وكيف الحال ..
ولكن تلك لن تمر هكذا ..فأنتشرت الإشاعة بأن فلان الثرى الوجيه يريد الزواج منى ...وبعدها شاهده ناس القرية يكثر من زياراته لبيتنا ..وداومت أمى على إكرامه بشراب الجبنة بعد الفطور .. وجلست الجبنة بعد الفطور جلست مزاج تقال فيها كل الاشياء .. فقويت الإشاعة وأصبحت من المسلمات فى القرية
والدى برقم فقره كان يتمنى أن اتزوج من ابن أخيه ..ورايه البنت لأبن عمها ...ولكن ابن أخيه عاطل عن كل شىء لا مال ولا جمال ولا عمل ..عمله الوحيد السرحة بغنم والده .
والايام تمضى ...والزمن عدو لدود للمراة ..
كان حالنا عندها ملخصا فى أنه (أبوى بريد البستر الحال ...وامى تريد البجيب المال ...وأنا اريد الصبى القدال )
أبوى بريد البستر الحال ..وأبن عمى لم يبارح محطة السرحة والغنم وله رائحة مثل الزبالة ..وأيضا تلك الإشاعة جعلت جارى فى الحواشة يبتعد عنى ..كان عندما نكون معا فى الحواشات إذا كنت أعمل فى إنقاية ابوعشرين كان هو يعمل فى إنقاية التقنت ....أستمر هكذا ثم أختفى من القرية ...
وقل الزوار عن الدار ....
بعدها بسنوات
تزوج الوجيه من الاسرة المالكة ...تزوج ولم يفتح فمه بكلمة ..مثل مابداء زياراته فجاءة أنقطعت فجاءة دون أن يسأل أحد ودون أن يسأله أحد ...
وهكذا ياسادتى ..
أنكشف الحال ....وضاع المال ...وأختفى الصبى القدال
هندى عثمان - الخبر