أريد حلا ...

رقم 92..
أريد حلا ....
رجل قليل الضحك ..عبوس ..نادر البسمة
قلت له بعفوية ..
عمى خالد لماذا لم تتزوج حتى الأن ...و
ثم صمت طويلا ...
وتنهد ..... ثم قال فى اسى ..
قال لى
منذ تخرجى فى المرحلة الثانوية ...ولظروف الاسرة الفقيرة ..تدبرت أمر شيك وسافرت( للعمرة ) ..تم تهريبى بطريقة ما .. وأتيت هنا للعمل ...قناعتى الخاصة أننى شاطر جدا فى الدراسة ولكن نسبة لظروف المنزل تلك لم افكر فى دخول الجامعة ودخلت الحياة العملية مبكرا ... سبع صنائع والبخت ضائع ..
يومية مبانى ..وأحيانا مزارع ...وأحيانا كمسارى فى لورى يقطع الفيافى والدى كان قاسيا ..كان لا يؤمن بالتعليم ولا بالشهادات وإنما بالكسب المادى اليومى لذلك عندما أتيت هنا كنت مثل الذى خرج من النار ...ودخل الجنة ..
هنا ..
بداءت حياتى العملية أيضا فى أعمال هامشية ...فى المبانى وفى الورش وبعض الأعمال الخاصة ...ثم استقريت عامل صغير فى شركة مقاولات كان مديرها معجب بى شد الإعجاب ..لذلك تجاوز موضوع الإقامة ووظفنى على مسئوليته ..
من الراتب البسيط استطعت أن اساعد والدى واخواتى البنات فى دراستهن ..حتى تخرجن وتزوج بعضهن ..
ولأننى لاأحمل إقامة نظامية كان معنى حضورى للبلد هو إنهاء لأقامتى وسوف يكون سفر بدون عودة ...والسنوات تمضى ..والعمر يتلاشى ..عشرة ..خمسة عشرة عاما
حياتى الخاصة كانت مؤجلة إلى حين اشعار اخر ...تجاربى الخاصة حب باهت متوارى فى الأعماق لبنت ما ..عبرت حياتى فى المرحلة الثانوية ثم أختفت فى زحام الحياة ...
لذلك ونسبة لغيابى الطويل عن البلد كانت لدى مشكلة إختيار (عويصة) وتركت ذلك الامر لاخواتى البنات بالإتفاق مع والدى ...
وحضرت للبلد وراسى فارغة ...
جمعت حصاد السنين المادى وشوق السنين الحسى وانا أمنى نفسى بزوجة تسعد باقى ايامى الشقية ..
وتم إختيار الزوجة ..وبطيب نفس وافقت عليها ..إحدى قريباتى من القرية...وكانت نعم الزوجة الحنونة ..لمست ذلك بنفسى ..أو ربما لحرمانى الطويل ..عشت اياما من الهناء..أوهكذا سارت بنا مركب الحياة فى عرض البحر ...
ولكن
هبت ريح ...وظهرت فى افاقى قيوم ...دبت الخلافات بين الاسرتين ...خلافات لا دخل لى فيها ..أنما هى خلافات بين أخواتى وبين أسرة زوجتى ..وحتى زوجتى لا دخل لها فى الخلاف ...وللاسف أنحاز والدى لجانب أخواتى حتى تعمقت المشكلة ...
أجبرنى والدى على (أبغض الحلال) ...وهددنى بعدم العفو ..فطلقت زوجتى التى بت أحبها بعنف ..طلقتها ودموعى تسيل على خدى .. والألمم يعصر كبدى ....وكبدها ..
ثم توفى والدى واخر وصية له كانت هى (لو رجعت لزوجتك أنا ماعافى منك)
فقدت الثقة فى نفسى ...
وفقدت الرغبة فى العمل وفقدت الرغبة وفى الحياة ...ضاعت مدخرات حياتى فى زواج فاشل ..وضاعت سنين عمرى فى الوهم .. وهم التضحية ..ووهم بر الوالدين
ثم ..
أتصلت بمديرى فى العمل ودبر لى مشكورا (فيزا) وحضرت مرة أخرى فى عودة جديدة ..
وبعد ياصديقى ..
مازلت أحب زوجتى ..
وهى حتى الأن لم تتزوج ..
وطبعا أنا لم ولن أتزوج ...إلا هى ..
ووالدى قبل وفاته كتب شهادة وفاة لحياتى
و
أفنينى فى أمرى
بعفوية ودون أن أنتبه قلت له (المعزب الحائر .. خالد)
ولدهشتى وجدته ينفجر فى الضحك حتى سالت دمعته ..


هندى عثمان - الخبر

أولاً فــى البـدايـــة كــلــمـــة حـــلا حـســـبــتـهــا مـــن الحـــلا - الحـــلــو الحـــلــويـات أو اِســـــم لـبــنـــــت ولــكـــــنــى وجــــدتــهــا حـــلّاً لمــشـــكــلـــة مــحـــيــرة شـــويــة بــيـن رضــــا الوالـــد عــلــى الأعـــــــــــوج و الاِســــــتـقـرار فــى بـــيـــت الزوجــــيـــة - والطـــلاق مــعــروف مـــن أعــظــم عــمـــل اِبــلــيـــس ومـــن الأرجــــح أن يــســـتـغـــفــــر لـوالـــده ويــســتــرحـــم عــلــيــه ويـــرجــــع الــى زوجـــــتـــه ويــعــمـــل عــلــى تـنــقــيـــة الأجــــواء حـــتــى تـســــــود الألـــفــــه والمـــحـــبـــه كـــافــــة الأســــــــرتــيــن :