وجهات نظر ...

رقم 93..
وجهات نظر ....
كان لنا زميل فى شركتنا توفى والده ...
وفى مثل هذه الظروف كان العزاء واجبا ..
ولكن ..
كما علمنا منه أن قريته بعيدة عن المدينة والمشوار طويل ...مشوار سفر
ولكن لابد من واجب العزاء
تم تدبير امر حافلة صغيرة وذهبنا للعزاء ..
مشوار طويل فى داخل مشروع زراعى متشابك الدروب ..تاهت بنا الحافلة حتى حل المساء ..
واصبح السائق يسير بدون هدى ويبدوا أنه ضل الطريق ..
كنا نسير بمحازات ترعة طويلة حتى نهايتها ثم نجد الطريق مقفل ..فنعود مرة أخرى لنقطة البداية فى دائرة مفرغة ...
عندما صاح السائق بياس لقد نفذ الوقود ..و
الجوع والعطش والتعب نال منا
بعد جهد جهيد وجدنا أننا بجوار قنطرة مهجورة فى كبرى نائى بعيد عن العمران ...لاح لنا فى البعيد منزل صغير متوارى خلف الاشجار ..ذهبنا لذلك المنزل فخرج لنا رجل متوسط العمر .. ومن خلفه زوجة شابة تحمل طفلا صغيرا عيونه تبرق فى الظلام
رحب بنا ذلك الرجل ودعانا للجلوس ..
شرح لكمسارى الحافلة أين يجد أقرب نقطة فيها وقود
ثم فرش لنا فرشة كبيرة ودعانا للجلوس ...أحضر جركانة ماء كبيرة ثم
ثم اختفى خلف المنزل ..
كان واضحا البؤس والفقر الذى يعيشه ذلك الرجل ويبدوا أنه خفير هذه القنطرة ..منزل متواضع واثاث قديم ..
حياة بائسة وسط هذا الباعوض والظلام ..
من خلف المنزل رجع الرجل يحمل حملا صغيرا مزبوحا ..وضعه امامنا وتم سلخه فى العراء وتم تجهيز النار وحلة كبيرة بها ماء ..
تعشينا لحما ضانيا طازجا ...
بعد العشاء همس الرجل لزوجته وين الشاى ..
و ..
عندما وضع الرجل الشاى قال لهم معزرة يا أخوان السكر بسيط جدا وهناك كباية شاى واحدة ليس بها سكر ...من تقع فى يده عليه بتحمل قسمته ونصيبه ..
ودارت الكبابى ..
ثم حضر الكمسارى بالوقود وشرح ذلك الرجل الطريق الصحيح لتلك القرية سارت الحافلة ..
وبعد برهة ..
قالت سهير تصورو حظى النحس الكباية المسيخة كانت من نصيبى .....وقال على الصراف
لا الكباية المسيخة كانت من نصيبى أنا ..
ثم قال أخر لا بل من نصيبى أنا ..
ثم ..الكل يؤكد أنها من نصيبه ..
وضجت الحافلة بالضحك ..
ضحكنا ضحكة من أعماقنا ...ضحكة سعيدة من حكاية ذلك الرجل العجيب...وتنهدت وقلت فى سرى ..
الدنيا مازالت بخير ..
وهمست إحداهن شوفى الراجل المكار ....




هندى عثمان - الخبر

أخـــــــــى كـــــــــوش والله صـــــــــراحـــــــــــة حــــــفــــــرك كـــثــيــرة وظـــاهــــــر مــــافــــى نــهــايــــــــة وحــــفـــــــرك فـــيـهــا الدُرر وأتـــمــــنــى دائــمــــاً صـــبــاحـــــاتـــنــا تكــــــــون عــــــنــدك بقــــصــــــة حــــــلــــوة - الرجـــــــــل لـــيـــــس مــــكــّـــار هــــــذه حـــــيـــاة الرجــــــــال الذيـــن تــربــــوا عـــلــى الكــــــرم ثــــم الكـــــرم ثــــم الكــــــرم فـفــرضـــــاً عــلــيــــه أن يــكـــــــون كـــــريـــمــاً ولــــو عـــلــى حـســــــــــــب نــفــســــــــــــــه