هدية زواج

هدية زواج

رقم 44









أسمى ندى جبريل ..تخرجت من كلية علمية مرموقة والان لدى وظيفة معتبرة تدر على راتب شهرى يمكننى من العيش فى بحبوحة ورقد ..ليس لدى مسئوليات كثيرة نعيش انا وبابا وأختان توؤم على أعتاب التخرج ..بابا بعد وفاة الوالدة الله يرحمها رفض الزواج وكرس حياته لتربيتنا ونحمد الله أنه كان نعم الاب فى طيبته وحنانه وإهتمامه بنا..فلم يبخل علينا بشيئا طوال عمرنا أبو البنات (الولدة الكاسرة والتجارة الخاسرة) كما يقولون ...

قررت ان لا أكون ولدة خاسرة ..قررت أن أتخرج وأعمل وأكفى والدى دينه وأعوضه سنين عمره التى أنفقها علينا ..لذا بعد تخرجى رفضت الزواج مطلقا ..وبعد إلحاح أنور ودخالتى قبلت بالخطوبة على أن أحدد أنا موعد الزواج بمزاجى ..لم يرفض أنور ذلك العرض بل قبله بكل ترحاب مثمنا موقفى فى مساعدتى لوالدى وباقى اخواتى ...

ولكن بابا لم يكن موافقا أبدا على تأجيلى للزواج ..رافض بشدة ..وأحيانا كثيرة يقول لى يابنتى مساعدتك الوحيدة لى هى ان أراك مستورة فى بيت زوجك ..أنا والحمد لله راتبى الحكومى يكفينى برقم قلته ولكن عدم زواجك هو الذى يتعبنى ..

والدى جبريل الطيب من الارياف وفد إلى الخرطوم مبكرا ..بداء حياته عصاميا درس وعمل فى أن واحد أستطاع أن ينال شهادته الجامعية أثناء وظيفته وكان نموزجا للشاب الكادح والمجد ..توفت والدتنا وتركنا نحن صغار ولم يكن لنا أقارب فى العاصمة اللهم إلا خالتى سكينة وهى تسكن فى احد الاحياء الطرفية فتحمل الوالد تربيتنا وكان لنا أم واب فى ان واحد ..عشنا أيام من المعاناة وكنا فريقا واحد نطبخ معا ونغسل معا ونزاكر دروسنا معا ..

الذى عشناه جعلنى أقطع عهدا على نفسى أن أعوض والدى كل سنين عمره التى ضاعت بسببنا ...

ذلت يوم ..دخل على الغرفة وقال

- ياندى يابتى لازم تزوجى نحن الحمد لله امورنا كويسة والعمر بعدى وانتى ماناقصك شىء

- يابابا أنا شرحت ليك قبل كدة وقلت ليك انا لازم اساعدك فترة طويلة وأعوضك

- يابتى مساعدتك لى هى زواجك وسترتك

- لن أتزوج يابابا

- قال لى غاضبا إذا لم تتزوجى سوف أتزوج أنا ....

- تزوج يابا وسوف أقف معك حتى النهاية



كنت أظن أنه يهددنى ولكنه أستمر فى غضبه وقال لى صباح اليوم التالى انه خطب إحدى زميلاته فى العمل وبداءت تجهيزات الزواج ..

بداء يشترى فى الشنطة والشيلة وكل المواد المتعلقة بالزواج ..كانت لنا غرفة منعزلة قال لى ذات يوم أنها لى بعد الزواج ولكنى اراه بداء بترميمها وصيانتها من صبغ واثاث جديد وستائر وشبابيك جديدة ..

الذى أدخلنى فى الحيرة أن أنور خطيبى كان يساعده فى كل ذلك بل وكان سعيدا بمساعدته له .. وحتى التومات

أنا الوحيدة التى لم أكن اساعدهم فى شىء ..بل ودخلنى شيئا من الغيرة والحسد وبداءت تنتابنى مشاعر سالبة تجاه والدى ..وكنت استاء جدا عندما أراه يقف أمام المرايا والتومتان تساعدانه فى صبغ الشعيرات البيض على وفوديه ..

وبداء الحقد يعمينى أكثر ..وفى غفلة من الجميع امسكت بعلبة البوهية وخربت بها جدران غرفة العريس

وبالطبع أنكرنا واستنكرنا جميعا تلك الفعلة ..ولكن لم يهتم أحد لذلك ...

مرت الايام سريعا وانا الوحيدة التى أعيش فى أرتباك وحيرة ..أبدو ساهمة ومشتتة وسلبية وكثيرة الهروب من المنزل ..حتى أتى اليوم المشهود

فى يوم العرس قال لى والدى يجب على أن أذهب للكوفير مع أختاى إذا كنت فعلا أتمنى له الخير ..فكان لابد ان أذهب فذهبت وانا أكتم مشاعرى عن الجميع ..و

لم ادرى ماذا أقول

فى مساء ذلك اليوم بينما نحن فى الكوفير حضر أنور ودخالتى فى كامل زينته وهو يقود عربة مزينة فركبنا نحن الثلاثة معه ..وبعد وصولنا المنزل قادنى من يدى وذهب بى إلى كوشة العرسان ...

هنا فقط عرفت كل شيئ ...لم أدرى هل أفرح أم أبكى أم ماذا ..

طرحت ذلك السؤال وانا فى أحضان والدى فقال لى لا عليك ..

بكيت على صدره وأنا فى حيرة ..كيف فعلت ذلك ..وكل هذه المصاريف و

أشار على أن أصمت ...ثم أردف وقال أيضا هناك هدية ..

قلت ماهى ..

قال لى شامتا ...علبة سنر لإزالة البوهية التى سكبت على الجدار ...





هندى عثمان – الخبر

انا متأكد انها حاتزيل البوهيه باظافرها مش بالسنر! .دي فرحة تخلي الزول يجري اصلوا مايقيف!الله يخليك يا ابو عثمان دائما سلتك لا تخلو من الابداع .حفظك الله.