صلح الحديبية : الصبر المولم اتى بعده الفتح المفرح والمغانم الكثيرة
ستظل شروط هذا الصلح في ذاكرة المسلمين جيلا بعد جيلا بما فيها من عبر وعظات حيث خرج المسلمون لاداء العمرة بعد شوق وحنين كبيرين الى بيت الله في مكة المكرمة
وهذا من حقهم لاداء العمرة وحرموا من ذلك سنوات عديدة حيث منعتهم قريش من ذلك وهي لعمري انحطاط من الكفار لفرض سياسة الامر الواقع المحزن وحيث منعهم الكفار من ذلك وارسل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
سيدنا عثمان لمفاوضة الكفار وتاخر وجاءت اشاعة موته لتزيد من الاحتقان وطالب عليه السلام من المسلمين مبعايته لقتال الكفار ومن بعدها عاد سيدنا عثمان
سالما معافا وبدات المفاوضات الشاقة بين الطرفين وكان يمثل المشركين سهيل بن عمرو وقد كان جلفا قاسيا وكانت شروط صعبة ومولمة في ان الشخص الذي يدخل
في الاسلام ويرغب في الالتحاق بالمسلمين يتم ارجاعه وليس العكس وان يرجع المسلمون وياتون الى العمرة وسيوفهم في اغمادها وغيرها من الشروط المحبطة
والمولمة حيث حزن الصحابة وراى بعضهم انها شروط مزلة وقاسية وتجلت صلافة المفاوض المشرك حيث طلب في المسودة مسح كلمة رسول الله حيث قال لو كنا
نعتقد انك رسول الله رسول الله لما حاربنا ومنعنا المسلمين من اداء العمرة وطلب سيدنا محمد من المسلمين طاعته مهما كان التنازلات مولمة ان الرسول يعلم بحكمته وتاييد الوحي له
ان الصحابة بشر قد يتالمون من الشروط المجحفة وتاخير النصر لكن نياتهم سليمة واهدافهم نبيلة في سيادة الاسلام وتعاليمه والنصرة وخزلان العدو حتى القران
الكريم يخبرنا بان الرسل وهم معصومين ربما يشتاقون الى النصر الاية (حتى اذا استئس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ان سيدنا عمر رضي الله
عنه تالم اكثر من غيرة من الصحابة (السنا على الحق ) لكن الرسول عليه الصلاة والسلام بحكمته يدرك ان الهدنة (10 سنوات ) من الحرب الباردة والساخنة تمهد الطريق الى
تمدد الدعوة وانتشارها وفي هذه الظروف المفجعة يعلن ابن المفاوض المشرك اسلامه ويطالب بانتقاله الى صفوف المسلمين ولم يجف حبر المسودة بين الطرفين
ويطالب والده والمشركون بارجاعه حسب الاتفاقية ويزاد الالم في نفوس الصحابة وسيدنا عمر من استفزازات المشركين حيث يبالغون في الحرب النفسية
لاخراج المسلمين من ضبط النفس ولكن الرسول يطالب باحترام مسودة الاتفاق وسوف يقوم الكفار فيما بعد بعدة خروقات
ويرجع المسلمون ويبالغون في الحزن حتى ربما لا يكلمون بعضهم البعض لكن من وراء الاحباط واليأس تاتي صورة الفتح بالبشريات الجميلة
(انا فتحنا اك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تاخر ) وقال المسلمون هنيئا لك وماذا لنا نحن وتنزل الايات بسرعة تحمل البشريات
لجميع المومنين ( هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايماناً مع ايمانهم ولله جنود السموات والارض وكان الله عليما حكيما ليدخل المؤمنين
والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها )
يا سلام على روعة القران وعلى رحمة الله العظيمة ومداوة الحزن وجراحات المؤمنين هكذا القران دائما تسلية وبشريات ومداوة (ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون )
كذلك الاية (وعدكم الله مغانم كثيرة تاخذونها ) تاتي غزوة خيبر ويغنم المسلمون ويفتح عليهم باب الخيرات من كل جانب
وقال الله تعالى (واخرى لم تقدروا عليها قد احاط الله بها وكان الله على كل شي قديرا ) يعني الى اليوم الانتصارات تتوالى من هذا الصبر والابتلاء
وتدفع قريش الثمن غاليا ويعود المسلمون (اكثر من عشر الف سيف ) وتعلن قريش الاستسلام ويتم كسر الاصنام
ان الرسول الكريم يعلم (ان العاقبة للمتقين ) وان الله سوف ينجز وعده
واستمر سيدنا عمر الفاروق رضى الله عنه ثالث افضل الامة الاسلامية في الاكثار من الاستغفار والتصدق من موقف هذا الصلح
وهو صاحب التقوى والعلم اللدني (يا سارية الجبل ) سلام عليك يا ثالث الامة المجيدة
وجاء فتح مكة ودخل الناس في دين الله افواجا
ان الله لا يخلف الميعاد
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى اله وسلم