رقم 87..
حكاية كل صورة....
سلوى حسين جميلة الحى الهادى تخرجت من الجامعة منذ سنوات تعمل فى وظيفة ميرى تدر عليها دخلا متواضعا تصرف منه على والدها المريض وأخوتها الصغار فى المدارس ...
المنزل متواضع إلى حد الفقر ...وحياتها الخاصة مأجلة إلى أجل غير مسمى لأنها مرتبطة عاطفيا بمهند ود الجيران ود دفعتها الخريج العاطل منذ تخرجه ...
حياتها الخاصة ليس فيها سوى مهند ..بينهما قصة حب عفيفة ملتهبة لدرجة الهيام ولكنه حب بعين بصيرة ويد قصيرة...تشارك ناس الحى فى الأفراح والأتراح مشهود لها بالطيبة والإستقامة والمظهر الحسن ...
هكذا كانت تسير بها الحياة ..
وهناك ..
فى بلد خليجى ..
فى ليلة خميس كان عزابة الحى المغتربون يتسامرون حول شريط فيديو ورد حديثا من البلد يحوى وقائع أخر مناسبة فى الحى الهادى ...حمد الزين المغترب الكهل الذى لم يذهب للسودان من حوالى العشرة سنين كان جالسا فى الصف الأول ويسأل هذا مين وتلك مين ...وعندما وقع بصره على سلوى حسين شبكت الحكاية فى رأسه ...بالرقم من أنه لا يتذكر ملامحها حيث تركها فى نهاية سنين الطفولة واليوم أصبحت امراة كاملة الدسم ..
ولكن
بعد مشاورات وكم إتصال هاتفى تمت الحكاية ..
تزوج حمد الزين من سلوى حسين ...
مهند أستسلم للامر الواقع بصبر يحسد عليه ...بل ساعدها فى إتمام مراسيم الزواج وإستخراج التاشيرة
وفى حفلة العرس جلس على كرسى العريس الفارغ وسرح مع الزمن وتمنى أن تكون الليلة ليلته
ولكنها
لم تكن ليلته ...بل هى
ليلة حمد الزين
وحمد هناك يتابع كل شىء بالتلفون
وذهب ليستلمها من المطار كما يستلم طرد أثاث منزلي ..
و ..
كانت شيئا مثل البطيخة المقفولة ...
ولكن البطيخة كانت تتراءى لعينه أحيانا حمراء ...وأحيا بيضاء ...وأحيانا لا طعم ولا لون لها ,,
كانت مثل القطة المتوحشة ..
وبداء ترويط القطة ..
تراخت قليلا ...ثم
تمردت من جديد
وبداء الهناء يتناغص
كانت كثيرة السرحان وسريعة الغضب
حاول إيجاد صيغة للتفاهم لتسير بهم الحياة ولكن ...كانت كأنها فى وادى وهو فى وادى اخر ..
كان يتمنى بعد الأبن الأول أن يتبدل الحال
بعد عام ولدت له ولد وأختارت له اسم مهند ...
فى ليلة شتوية باردة ورده تلفون نصف الليل يبين له سر أسم المولود الجديد ..
و
حدث الطلاق
وعادت سلوى إلى ارض الوطن ..
ذهبت للغربة وفى حياتها مهند واحد
وعادت منها وفى حياتها مهندان
هندى عثمان - الخبر