حكاية القطة بوسى

القطة بوسى

رقم 52

أسمى نوسة احد أعضاء المقامرين الخمسة ..ووالدى مهندس رى ..وهو كفاءة أفتخر بها دوما فى مجال الخدمة العامة ..لذا كانت حياتى دوما بين الماء والخضرة ..وفى القناطر المنتشرة فى مشروع الجزيرة كانت اجمل ايام عمرى ..بلا شك كانت القناطر وبيوت الرى من اجمل المبانى داخل المشروع ..كان ذلك هو ارث المستعمر الذى بناه لراحة نفسه بعيدا عن القرى حيث نجد فى تلك المجمعات أرث لا نظير له فى الفخامة فى المبانى والنوادى والاشجار العتيقة واسطبلات الخيول والحدائق التى تحوى اندر انواع الأزهار ...والفواكه ..وكانت لنا أبقار ودواجن ..وكانت لنا مكانة إجتماعية مثل ملوك الإقطاع

مهندسى الرى كانو يعيشون فى تلك القناطر مثل الملوك ..حيث كان لنا بيت (حدادى مدادى) الصالة لوحدها يمكن تصلح ملعب كرة وبه خدامة وسواق وراعى وحديقة بها جناينى.. لن أنساه ابدا أسمه (عمى أدم) ..بين تلك الأشجار الجميلة والهواء العليل والازهار كانت الحياة تسير ابدع مايكون حيث كنا نحن ابناء الموظفين فى قمة شقاوة الصباء نسمى أنفسنا المقامرون الخمسة وأحيانا فرقة الكشافة..وكانت لى قطة بيضاء جميلة اسمها بوسى ..

بوسى كانت تنام معى على فراشى ..وكنت أحبها حبا فيه شيئا من المبالغة .. وأذكر كيف كنت أهتم بها ..بأكلها ونظافتها ..حتى لبسها فى ليالى الشتاء الباردة .. كان بيننا تواصل وكنت أحس بها تتفهمنى وتشاركنى لحظاتى الصغيرة ..

أكتملت فرحتى عندما ولدت بوسى مجموعة من الأشبال الجميلة ..ثلاثة أشبال بيضاء موفورة الصحة ..حيث أننى كنت أهتم بها وأجلب لها اللبن من الراعى حتى كبرت وكان لكل واحد منها أسم ينادى به وأسميتهم توتو لولو وسوس..كانت مثل عائلتى الصغيرة ..

ولكن ..

فى صباح أحد الايام كانت بوسى على غير عادتها يبدو عليها القلق والإنزعاج ..فيما بعد عرفت أن أحد الاشبال الصغيرة قد أختفى ..بحثنا عنه كثيرا فلم نجده .. بحثت عنه داخل البيت وفى الحديقة وفى المزارع المجاورة ..ولكنه أختفى فى ظروف محيرة ..وغامضة

ومرت الأيام ..ولكن بين كل يومين أو ثلاثة يختفى أحد الاشبال حتى أختفت كلها ..وفى النهاية حتى بوسى أختفت هى الأخرى ..

لن تتخيلو مقدار الحزن والأسى الذى لازمنى تلك الايام ...حزن وصل لدرجة البكاء والإمتناع عن الأكل ..وفى ظلمات الليل كنت اتذكر وجه بوسى فى الايام الأخيرة ومقدار حزنها ..ونظرة العتاب التى تطل من عيونها المستديرة التى تشبه البلى الأخضر ..الذى يلمع فى ظلام اليالى الحزينة ..

ومرت الأيام ..

ذات يوم ..

ارسلتنى امى لكى أنادى لها زهرة زوجة عمى ادم لكى تساعدها فى بعض الأعمال المنزلية وبيت عمى ادم يوجد فى طرف المزرعة بجانب الحديقة ..بيت صغير يتكون من غرفة من الطوب الأحمر وغرفة من القش فى شكل قطية ملحقة مع المنزل وكانت تلك القطية دائما مغلقة ..كانت مثل غرفة الاسرار ..عمى ادم برغم طيبته إلا انه كان لا يسمح للأطفال بدخول تلك الغرفة..بحثت عن زهرة فى الغرفة الرئيسية فلم اجدها ..

فى ذلك اليوم ولاول مرة وجدت تلك (القطية ) مفتوحة أو بابها موارب ..حدثتنى نفسى بأن ادخل داخل تلك القطية ..لأرى ما بداخل تلك الغرفة العجيبة ..التى كانت تثير الأسئلة لدى المقامرون الخمسة

دخلت بخوف وحزر داخل القطية ..

رائحة عتيقة وخليط من روائح البهارات والشطة ودوايات المحاية وشرموط معلق وحراب وسيوف قديمة وجلود معلقة..

عندما تفرست فى منظر الجلود المعلقة اصابنى الخوف ..منظر جلد الورل المعلق وشكل الورل المخيف مثل تمساح صغيروبجانبه بعض الجلود الاخرى المعلقة ...ياللهول ..أصابنى الفزع وبداء العرق يتصبب

كانت الجلود الأخرى عبارة عن جلد قطة كبيرة وبجانبها ثلاثة جلود اخرى بجانبها .. لقد كانت بوسى داخل القطية ومعها اولادها الثلاثة ..ولكن عبارة عن جلود معلقة .وعيون مقددة مخيفة ..

إذن لقد أكل عمى أدم بوسى واولادها ...أكلها وعلق جلدها وجلد سوسو وتو ولولوعلى جدار القطية ...كأنها مصلوبة

وجريت مسرعة للدار ...جريت وتملكنى خوف شديد ..وزهول حتى أننى أصبت بحمى وجسدى يرتعش ..واحلام وكوابيس ...

أستمرت تلك الحالة لمدة ثلاثة ايام ..وبعدها بداءت أتعافى رويدا رويدا ..وعندما عاودتنى عافيتى وخرجت من الدار عرفت أن عمى أدم أختفى هو وزوجته ..أختفى دون اى كلام ودون أن يخبر أحد ...فقط أختفى فى هذه الدنياء العجيبة ...لم اراه بعدها ولكننى لن أنساه ...

هندى عثمان – الخبر

اخى هندى لك التحية نرجو منك ان تترك بوسى جانبا فى حال سبيلها وتتلفت لموضوع الاخ جانكو اعانه فى مصيبته الله العلى القدير ونرجو الاسراع فى هذا الموضوع وشكرا بابكر بدر

» حكاية كل صورة....
» حكاية ...أمانى
» حكاية السمحة بت الاربعين !!!!