رقم 16
الرجل الثالث
كنت أسميه على ارقام ...الرجل صديقنا فى عدة مراحل وكان مولعا بالحساب والارقام ..حياته كانت مرتبة مظبوط كالساعة شيئا يذكرك القطر المحلى ونشرة الثامنة مساء فى الراديو ومن ضمن هوياته الالعاب الرياضية ومسائل الإحصاء ..
كان مهتما بأشياء عجيبة مثل أنه كان يقول لى فى قريتنا يوجد 13 أسم محمد و26 أسم فاطمة و3 طه وعدد كذا تزوج هذا العام وكذا توفى هذا العام والعام السابق وفى سنة كذا كان سعر جوال العيش نازل وفى هذه السنة سوف يكون كذا..
هذه الإحصائيات جعلت منه موسوعة ولكنها هواية أقرب للهوس ..بينما كان يقول لى العالم المتحضر تقوم حياته على البيانات والإحصائيات وتحليلها كنت أرى أن هذا عبث لا طائل منه وكنت أؤمن بقانون (خليها على الله وزى ماتجى تجى) ..
قال لى ذات يوم أنه أسمه يتطابق مع شخصيتين فى السودان أى هو الرجل الثالث وحتى الجد الرابع أحدهم فى كوستى والثانى فى ريفى المناقل وكانت لديه معلومات وافرة عن الرجلين حتى تاريخ ولادتهما وتاريخ دخولهما المدرسة وأماكن عملهما ..وحتى الوانهما ..
بعد فترة وبعدما نسيت الموضوع قابلته ذات يوم شاحب وصحته مش ولا بد سالته ماذا حدث لك ..قال لى كارثة حلت بى ...مالذى حدث لك ؟؟ قال لى توفى الرجلان الأول فى يناير من العام الماضى والثانى فى يناير هذا العام ..
يومها لم ادرى هل أضحك أم أبكى عليه ..ولكن مرت سنة ومر يناير ولم يحدث شيئا وبعدها مرت السنين ومرت عدة شهور يناير ولم يحدث شىء ولكن الملاحظ أنه كلما يأتى يناير من كل عام يصاب على بالوهم وتسوء حالته النفسية والصحية وإذا سأله الناس مابك كان يجيب بأنها حساسية ضد البرد ..
إذن ياسادتى إذا سألتم عن على فى نهاية كل عام او بداية عام جديد ولم تجدوهوا لاتندهشوا إذا قيل لكم أنه فى حالة بيات شتوى وكيف لايكون وهو الرجل الثالث ...
هندى عثمان – الخبر