الشقائق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قرية طيبة الشقائق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات قرية طيبة الشقائق ترحب بكم ونتمنى لكم اجمل الاوقات معنا مع تحياتى مدير عام المنتدى
 

 

 الفصل الثالث والعشرون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 58985
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل الثالث والعشرون Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثالث والعشرون   الفصل الثالث والعشرون I_icon_minitimeالأربعاء يناير 27, 2010 1:18 pm

الفصل الثالث والعشرون

ومرت الايام
وأصبحت ايام طاهر موزعة بين المرض والعافية ...أحيانا يحس بأنه معافى واحيانا أخرى تهبط عليه الحمى مثل الكابوس وغالبا ماتأتى فى الليل ...بالنهار يحس بأنه معافى وفى الليل تزوره زائرة المتنبى وكل يوم يبلع حبتين من كيس الجير الأبيض ..حبوب التيفويد
محمود زياراته بداءت تقل لإنشغاله تلك الأيام بالعمل فى مخزن مكتب التفتيش كان من عاداته ايام الإيجازات وخصوصا أيام لقيط القطن أن يحمل علبة فيها مسحوق أسود سائل مادة كيميائية واحيانا مادة حجر البطارية ويقوم بكتابة ارقام الإنجليزى على جوالات القطن الفارغة بفرشة اسنان يقوم بغمسها فى السائل الأسود ...يكتب الأرقام للمزارعين فى جوالاتهم كلا حسب نمرته المسلسلة ويقبض منهم الفلوس كان طاهر يمارس هذا العمل أحيانا والتى تسمى التمريك أو الماركة ..
بالطبع كثيرا من المزارعين لايعرفون الكتابة خصوصا ارقام الإنجليزى ...بالطبع ارقام الإنجليزى مازالت موجودة فى المشروع ..برقم التأصيل والتعريب ظلت موجودة شاهد على بصمات الإنجليزى فى المشروع ..
كانت ايام ..كانت ايام منذ كنت اذهب من الصباح الباكر نجلس انا ومحمود تحت ظل جملون المخزن الكبير ونعمل حتى الظهيرة ونعود محملين غلى داره بقروش المزارعين صفراء وحمراء وقطعا معدنية الفرينى ابوقرشين وحتى الطرادة ...كان شيئا مثل البقيشيش على حسب زوق المزارع ونعود غلى محمود المراة الطيبة فتعد لنا الفطور المكون من القراصة وملاح التقلية ..القراصة تميز بها اهل الشمالية سمكها واحد سنتمتر مع الشطة ولو انى وجتها الأن لأطفأت طعم المر الذى يحتل حلقى وياحبذا لو كانت شطة قبانيت ..
بعد شرب الشاى نعود إلى المكتب إذا كان هناك عمل ..أما إذا لم يكن هناك عمل كنا نتجول بين أشجار المكتب ونجمع النبق واللالوب ..ونصطاد القمرى والبليب ونتسلق الأشجار ..
عندما نحس بالتعب يقوم محمود بإخراج الفرشة لننام تحت ظل الجميزة الكبيرة عند بداية الجدول تلك الجميزة الكبيرة التى يحمل جزعها الضخم الكثير من الخربشات والنقوش لأسماء مرت على ذلك المكان ذات يوم ..أسماء مثل سعيد سواق الدقاقة ..أبكر قائد حملة الفار وجزع الشجرة محترق قليلا من فعل فطومة بائعة الشاى أيام الصرف
مروة معنا مثل الولد بارعة فى إنزال النبق واللالوب وأحيانا تصطاد معنا الطيور وتنام معنا على الفرشة مروة كانت شقية وكان محمود يضربها لأنها كانت تتشاجر مع ابناء الموظفين والعمال ..لاأنسى ذلك اليوم عندما قامت بدفع تامر أبن المفتش سامى فى الترعة الكبيرة ولو لا أن محمود كان بجانبهم لغرق الولد فى الترعة ولكن محمود أنقذه بأعجوبة ..الغريب فى الأمر أنها كانت تضحك ...تلك ايام زمان ..يازمان هل من عودة هل ..
حدق طاهر فى سقف الغرفة ونظر إلى السقف وقام بإجراء الحسبة
127

خمسة أعواد من حطب السنط اثنان وسبعون قناية وجوالات ملح بيضاء فارغة بالطبع من فوقها التراب
هذا هو الفراغ الذى يتنفسه طاهر طوال اليوم ...يحدق فى السقف بعيون لاترمش إلا إذا وقعت فيه زرة غبار من اسر السوس الذى يطقطق فى الفراغ باليل والنهار مثل حرب البسوس ..حرب لاتنتهى أوارها ..
فى مساء ذلك اليوم زارته حاجة أمنة والدة محمود ومعها مروة ...دخلت مروة وهى تسال أسئلة ولاتنتظر أجابات تتكلم بسرعة والقلق والخوف على طاهر بادئا عليها ..بعدها دخلت حاجة أمنة المراة الطيبة الام الثانية المراة الحنونةبوجهها الطيب بلهفة وعبارات الحنان والأمومة الصادقة ..
جلست قليلا وتركته مع مروة
تجولت مروة قليلا فى الغرفة وأمسكت بكتاب ثم ..
مروة : هناك خبر بنقل سيد تجانى من المكتب
نزل الخبر كالصاقعة على رأس طاهر ...إذن فقد انقطع أخر خيط ..الان فقط أنتهى كل شىء
مروة :لم اسمعك ماذا قلت ياطاهر
طاهر :لا ابدا منذ متى سمعتى هذا الخبر
مروة : منذ يومين بعضهم يقول أنه ترقى ..وأيضا يقال ربما تقاعد على المعاش وترك العمل الحكومى ..المهم ماعلينا أنت كيف عامل مع العلاج
طاهر : الحمى تنتابنى كل ساعة والان أحس بها تمزق أطلعى
مروة : محمود قال ان التيفويد حمته لاتنته
طاهر : أين محمود
مروة : غدا سيأتى مشغول بعض الشىء
طاهر : هل بداتى الإستعداد للعام القادم
مروة : لا ادرى ليست لدى النفسيات ...الغريب أننى من الممكن أن اقرى اى كتاب عدا كتب المدرسة
طاهر : أريد كتب مكتبة
مرة : حاضر ياسيدى سأختار لك أجمل الاشياء ...أنت لاتدرى مكانتك عندنا
طاهر : ليس لدى احد غيركم أنتم كل شىء
مروة : وبرقم ذلك
طاهر : وبرقم ذلك ماذا
وسكتت مروة ...والسكوت أحيانا أبلغ من الكلام ...ولكن أحيانا كثيرة عجز عن الكلام ..هل مروة بصمتها هذا عاجزة عن الكلام أم صمتها من نوع الكلام البليغ ..

128
ولكن برقم لهفتها تبدو فرحة ...ترى لماذا هى فرحة ..ترى لماذا هى فرحة هل لان سلمى ستغادر البلد إلى غير رجعة بعد نقل والدها ؟؟ فعلا إحتمال جايز...والذى يؤكد هذا أنها فى فترة ما كانت على غير عادتها عندما دخلت فى صمتها الرهيب
هل ياترى مروة ؟؟!! إحتمال ..بل مؤكد لماذا تاه عنى هذا
عندما تعرفت على اسرة محمود تعرفت عليهم كأهل ...والدته مثل أمى لماذا تريد مروة أن تضعنى فى مكان اخر غير مكانة الأخ ...أنا اريد أن أكون أخوها ...الأخوة أجمل من مطبات الغرام ومكائد العزال ومحاربة الظروف ..الاخوة أجمل من الحب والزواج ..والحب من أجل الحب والحب من أجل الزواج وتلك المغالطات السخيفة
ولكن هل كان من الضرورى ان أحب سلمى ؟؟؟
أظن أن التفكير المنطقى يحبز تلك الفكرة ..فأنا صديق أخوها ..صديق الطفولة والذى تربى معها ونما عوده من اكل الفسيخ والقراصة والتركين ..والبلح وكنا معا أغلب فترات العمر والإحترام بيننا متبادل وتشكى لى متاعبها وأعرف عنها اكثر ممايعرفه محمود وهى جميلة ومهذبة ومرحة ولماحة كل ذلك يشكل تربة خصبة للحب بحكم العقل ..والإحترام بوابة الحب ..والحب بدون إحترام هرجلة ومتاعب ..ولكن
كل ذلك يشكل تربة خصبة للحب بحكم العقل (المكفى) ولكن اين هو حكم القلب أين القاب الذى لايعرف المنطق ولاتؤثر فيه الظروف ذلك الحصان الجامح الذى يكسر الحواجز والنسر الكاسر يتبع الفريسة اينما تكون
اين ذلك الحصان هل هو معى ..أنه ليس معى ولم يتعب من مباراة القمارى ومن شراب موية المطر ..هاهو الأن جايب لى شيئا كتر ...لقد ذهب خلف حفيدة كاهن المطر هناك فى خط الاستواء وسط الأدغال والأحراش ..وترك مروة تطيل النظر
هل فلوبنا بأيدينا ..لا أظن لوكانت قلوبنا بايدينا لكن اليوم أنعم بإخلاص أوفى انثى وأحن أنثى وأطيب أنثى وأشقى انثى ...نعم هى مروة الشقية المشاكسة الصدر الحنون الذى يستوعبنى كاملا الشفافة الظريفة الاديبة الكريمة ..كل هذه الصفات بجانبى وعينى لا تراها وهى أمامى الان ترنو إلى بلهفة دارت كل هذه الافكار برأسه وهى جالسة
مروة : هل قلت شيئا اراك تهمهم
طاهر : لم اقل شيئا ولكن الحمى تهاجمنى الأن
مروة : سلامتك ونحن كرامتك
طاهر :تسلمى
لم يستطيع تحمل اكثر من هذا جزب طرف الملاية ووضعها على وجهه كى لاترى دموعه وظل هكذا وساد صمت فى الغرفة يتخلله النحيب
وسمع الوالدة تناديها ..
وينصرفان معا ...دون وداع من مروة وأتاه صوت الوالدة من النافذة ...ودعتك الله ..
129


عدل سابقا من قبل hindhindii في الخميس يونيو 24, 2010 5:43 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 58985
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل الثالث والعشرون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثالث والعشرون   الفصل الثالث والعشرون I_icon_minitimeالأحد يناير 31, 2010 5:37 am

القطار الأخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 58985
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل الثالث والعشرون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثالث والعشرون   الفصل الثالث والعشرون I_icon_minitimeالسبت أبريل 09, 2011 4:11 pm

القطار الأخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصل الثالث والعشرون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الخامس والعشرون
» الفصل السادس والعشرون
» الفصل السابع والعشرون
» الفصل الثامن والعشرون
» الفصل التاسع والعشرون ...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشقائق :: الثقافى :: الخواطر والقصاصات :: الأعمال الكاملة ..هندى عثمان-
انتقل الى: