الشقائق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قرية طيبة الشقائق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات قرية طيبة الشقائق ترحب بكم ونتمنى لكم اجمل الاوقات معنا مع تحياتى مدير عام المنتدى
 

 

 الفصل الثامن والعشرون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 59025
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل الثامن والعشرون Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثامن والعشرون   الفصل الثامن والعشرون I_icon_minitimeالخميس يناير 28, 2010 4:57 pm

الفصل الثامن والعشرون

عقدت اللسان تحل (بفرق بين مربعين)
قال طاهر بعد دهر من الذمن كلمة ..والكلمة كانت حل لمسألة رياضيات
ولم تصدق سعدية اذنيها ..إذن فقد نطق طاهر اخيرا ..واستمرت تصيح لأمها ولناس البيت
اجروا تعالوا لقد تكلم طاهر ...أجروا تعالو
أحتمع أهلها على صياحها ..أجتمعوا على طاهر وأحاطوا به وبداوا يتكلمون كلاما كثيرا ..وكان يرد ببطاء وكلمات بسيطة ..عندما كثر عليه الكلام راؤه ينفجر بالبكاء
بكاء بكاءا حارا ...كان كمن لم يبكى من قبل وبداوا يحملقون فيه بدهشة
وبداء نحيبه يخف ...ودموعه تجف ..وملامحه تصفى وبداء يبتسم ..والإبتسامة تتسع ومن حوله إبتسامات تتسع أكثر من إبتسامته
الوالدة أصابها فرح هيستيرى وبداءت تحمد الله وتتمتم بعبارات مكررة ..ثم تعود وتنظر إليه بفرح وترفع يدها للسماء وتشكر الله
الوالد الصامت الحزين افقده الفرح وقاره فبداء يبكى من الفرح ..جلس على المصلاية يحمد الله ويرتجف بشدة ...سعاد دخلت المطبخ وهى تبكى
سعدية كانت اشدهم فرحة أدخلت دفاترها فى الشنطة واحاطت طاهر فى حنان غريب
جرت بسرعة للدكان وأشترت البلح ووزعته على الأطفال والمارين
ثم حضرت له جلابية نظيفة وجهزت الحمام
أجتمع أهل القرية يهنئون ويباركون سلامة الابن العائد ..فعلا هو كالغائب
والان يخرج إليهم من الحمام فى ثياب ييضاء نظيفة رجلا جديدا
خلع الثوب الذى لطخته الايام بالمرض والهزيمة وسيعود صفحة بيضاء جديدة ..عاد من ذلك العالم الغريب المجهول الذى لايعلم كنهه احد
وبداءت النسوة يزغردن ..والبلح يوزع والاطفال يتصايحون وسعدية تجرى فى فرح صبيانى أخرجت علبة التوفير وأشترت بها البلح
كانت تحس بأن طفولتها عادت إليها بعد عودة طاهر ..الطفولة الغائبة وتذكرت الايام التى كانت تنام فيها على يده وتذكرت الفول المشوى والقنقر
كانت تحس بأن العمر الذى قضاه طاهر فى الاذمة عمرا غائبا من حساب السنين لذلك لم تكن تتابع عمرها وهو يجرى لأنها كانت تقيس حياتها بحياة طاهر وعمرها بعمر طاهر وطاهر قضى اثنى عشرة عاما وهو غائب هناك قرية فرنسية يحسبون اعمارهم بعدد الساعات السعيدة التى عاشوها ..يحسبون فقط ساعات الفرح سعدية تحس الأن بضياع أثنى عشرة عاما من حياتها بحساب القرية الفرنسية
145
وقف عقرب الساعة اثنى عشر عاما والان بداء يدور
وأنتظم عقرب الساعة فى دورانه..ولابد للعمر ان يسير ..الان هناك كلام كثير تو ان تقوله لأخيها ..هناك مسائل يجب ان تحل ..وامور اسرية يجب أن تناقش ..الدار ينقصها الكثير ..وصدرها يزدحم بالكثير من الأسرار ..أسرار الفتاة المراهقة ..
والفتاة المراهقة تحتاج عقل واعى ليفهمها ويحل لها طلاسم الخيال والوهم ..كانت تعلم بأنه بارعا فى حل مسائل الرياضيات والان الرياضيات تشكل معضلة بالنسبة لها الوالد المسكين هدته الشقاوة والمرض والحزن ..ويحتاج للمساعدة ..يحتاج لمن يخلفه وطاهر خير خلف لأعظم سلف ..المنزل فى حوجة للرجل الرجل أخو البنات هناك أشياء لايصلح لها إلا الرجل وطاهر خير من يقوم بها ..كانت تتمنى وجوده لينظم حياته حتى لو كانت بالضرب والنهى والأوامر ..ويزوره اصدقائه وإذا غاب عنهم يسألون عنه ..ويسهرون معه ويخرج معهم وينام معهم
كانت تتمنى كل ذلك فى طاهر ولكنه كان كالمسافر ..والان عاد المسافر الذى طال سفره
الان أتذكر محمود ..أين انت الان يامحمود لترى صديقك العائد ..صاحب النبق الاحمر الكبير الحجم ..محمود ذلك الشاب الظريف رمز الوفاء والإخلاص والرجولة ...أين انت الان يامحمود
محمود سافر منذ ذمن أرسل مجموعة من الخطابات يسأل عن طاهر ولم يرد عليه احد وأخيرا كف عن الكتابة ..سأكتب له خطاب طويل عريض وأحكى له على كل شىء واقول له ان صديقه عاد إلى الدنيا سليما ..ولكن هل أقول له ان بدوى الجعلى تزوج سلمى من سنين وانجب منها ...لا لن اقول له ذلك أنى أكره بدوى هذا ..وكرهته اكثر عنما التقانى ذات يوم وسألنى بسخرية كيف هى صحة حاج الطاهر ..لم يكلف نفسه بالحضور لرؤيته ..ربما اكتفى بماسمعه من الناس وقالوا له عجوز مجنون لذلك قال حاج الطاهر
لماذا يتهمنه بالجنون لقد كان صامتا فقط ..صمت عن الكلام ورفض دنيتهم الغزرة فأتهموه بالجنون ...غادة السمان عندما خرجت من مستشفى المجانين فى بيروت خلعت اليافطة المكتوب عليها إلى بيروت ووضعت مكانها يافضة المستشفى ..ووضعت يافطة المستشفى فى مكان يافطة إلى بيروت
المهم كل هذا لايهم مادام اننى اعرف من هو طاهر
أحست بالفرح واحست بالنشاط يدب فى أوصالها وبداءت تتحرك فى كل الإتجاهات مثل ام العروس بداءت بنظافة الدار ..ثم رتبت له غرفته ورشت الارضية ..ثم وضعت البخور فى المبخر ورصت الكتب والمجلات على سطح التربيزة الكبيرة ..
وطاهر ينظر لها ويبتسم ...يبتسم تلك الإبتسامة الحلوة التى أفتقدتها ذمانا
وبداء يتكلم معها كلاما سلسا ..نفس حلاوة اللسان القديمة وطلاقته المعهودة كانه لم يكن معقودا ..وكان يبدوا مثقفا ولبقا ...ويبدوا ان الايام التى قضاها فى الإطلاع قد استفاد منها وزادته رونقا وحضورا ..ووضح أنه أستفاد كثيرا منها ..كان يتكلم مع امه وسعاد ..ولكن كان
146

أكثر كلامه مع سعدية ...يتكلم فى شتى المواضيع وكان يبدوا متابعا لأخبار الناس من على البعد ..وكان هى ذكية فى كلامها معه بحيث تجنبه مناطق الإنتكاسة وتخاف عليه من عودة المرض ..
لذلك تجنبت الكلام عن صداقاته القديمة والمدارس وجعلت تكلمه عن الأخبار الطريفة فى القرية والنكات الجديدة ..
وبداء يعتاد على كلام الناس ..
والناس يعتادون على كلامه ..
واحيانا يذهب غلى الحقل مع والده
والحياة الطبيعية تقترب منه
وفى ذات يوم
حضر ناظر المدرسة الإبتدائية ونادى على سعدية ..أستشارها فى ان يعمل طاهر معهم فى التدريس ..سألها عن العام الذى امتحن فيه وعن النسبة التى احرزها ووعدها بإستخراج الشهادة وتقديمها لإدارة التعليم فى المنطقة ..قال أن مدرسة القرية تعانى من نقص حاد فى المعلمين ولابد من الإستفادة من خبرات وطاقات والشباب وأخوك شاب ممتاز ..وأظنه سينجح معنا وأهو يساعدكم فى المصاريف
ثم أنصرف
واحست هى بالفرح ...سيصبح طاهر أستاذ فى القرية الحمد لله يارب أحمدك يارب ..كانت وهى صغيرة تسمع بأن طاهر سوف يصبح دكتور ولكن حدثت الكارثة والان سيكون أستاذ يخرج دكاترة ..على كل حال المعلم هو أستاذ الدكتور ...ومن منا لم يتمنى أن يكون دكتورا ..تلك امانى الصباح وأحلام اليغظة ..
جرت إليه مسرعة وهى تزف الخبر السعيد ...أبتسم لها فرحا ولكنه عبس سريعا وقال لها هل سأستطيع ياسعدية ..قالت له وهى منتشية فرحا
أنت تسطيع أن تحاضر فى جامعة ناهيك عن هؤلاء الأطفال
طاهر : أنا فعلا معجب بالتدريس لأنه نوع من أنواع العطاء ونكران الذات ..لا شك فى انه خدمة جليلة ..
سعدية : أتذكر كلامك عن الشموع ...هاهو ظلاما أخر يحتاج منك شمعة ..
طاهر : سمعا وطاعة يالمبة النيون
على بركة الله


عدل سابقا من قبل hindhindii في الخميس يونيو 24, 2010 5:34 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 59025
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل الثامن والعشرون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثامن والعشرون   الفصل الثامن والعشرون I_icon_minitimeالأحد يناير 31, 2010 5:33 am

القطار الاخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 59025
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل الثامن والعشرون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثامن والعشرون   الفصل الثامن والعشرون I_icon_minitimeالسبت أبريل 09, 2011 4:01 pm

القطار الأخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصل الثامن والعشرون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الثامن
» الفصل الثامن عشر
» الفصل الواحد والعشرون
» الفصل الثانى والعشرون
» الفصل الثالث والعشرون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشقائق :: الثقافى :: الخواطر والقصاصات :: الأعمال الكاملة ..هندى عثمان-
انتقل الى: