الشقائق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قرية طيبة الشقائق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات قرية طيبة الشقائق ترحب بكم ونتمنى لكم اجمل الاوقات معنا مع تحياتى مدير عام المنتدى
 

 

 الفصل السابع والعشرون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 58995
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل السابع والعشرون Empty
مُساهمةموضوع: الفصل السابع والعشرون   الفصل السابع والعشرون I_icon_minitimeالخميس يناير 28, 2010 3:05 pm

الفصل السابع والعشرون

ويوم بأكمله وطاهر لم يقل ولا كلمة ..
ثم يومان ..
كان قد دخل محارة الصمت الطويل ...يأكل فى صمت ...يتناول العلاج فى صمت ...يرد على الاسئلة بالصمت ..والدنيا من حوله تجرى فى صمت
والأيام تجرى فى صمت
كانه لا شىء هناك يستحق الكلام ..والده زاره فى المستشفى ..نظر إليه فى صمت ثم ودعه فى صمت
ومحمود يخدمه فى صمت
والوالدة تبكى فى صمت
ومرت الشهور
ذات يوم قال الطبيب الشاب لمحمود ..سنكتب له خروج قريبا أنا أحس به تحسن كثيرا ونحمد الله على ذلك فقط عليكم بالعلاج وحاولو ترجعوا لينا تانى
وتم خروجه فى صمت وذهب غلى القرية وهو صامت ..وأستقبل أهله وهو صامت وسعاد وسعدية تبكيان فى صمت ..
ومرت الايام
ظهرت النتيجة وهو لايدرى
محمود نجح بدرجة جيدة وطاهر مقبول وسلمى نجحت نجاح مقبول ...والغريب أنها أحرزت درجة جيدة فى الرياضيات
ولم ينجح بدوى الجعلى ...رسب فى العربى
كل هذا حدث وطاهر لايدرى به ...فقط كان يهيم فى عالم
والدنيا من حوله تسير فى صمت
سئم محمود صمت صديقه ...لاحت له فى الأفق بعثة دراسية ..سافر المغرب وأختفى هناك ..طاهر عندما أخبروه بسفر محمود أبتسم ولم يقل شيئا
كان كأنه سئم الحياة فضن عليها بحديثه العزب واراد الإحتفاظ به فى ذاكرة لاتحفظ شيئا ..فقط اعتاد الوحة والإنفراد بنفسه ..كان يخرج فى العصارى ويجلس على شاطى الترعة الكبيرة ويقذف بالحجارة داخل الماء لتكون دوائر صغيرة وكبيرة حتى تغرب الشمس ثم يعود للقرية فى صمت ..
واسموه فى القرية الصامت بن كلام
والدنيا من حوله تسير فى صمت ...ذقنه ينمو فى صمت وشاربه يشيب فى صمت والتؤمتان تكبران فى صمت ..
141

الطبيعة بداءت تداهم الجسم الطفل ..وبداء الصدر يكبر والقوام يعتدل ..ودماء جديدة تدخل أجساد الطفلتين ..وفى أخر صرف أشترى لهما الوالد ثوبان
وبدوى الجعلى يأتى ويذهب فى صمت
قيل أن مزرعة الدواجن أصبحت مشروع كبير بشراكة سيد تجانى الذى اصبح شريكا فى كثير من المشاريع وتزوج بدوى
تزوج فى صمت ذهب أهله غلى الخرطوم وتم كل شىء فى احد النوادى ..ولم تحضر القرية زواج ابن شيخ القرية ..لانه كان فى نادى راقى خاف على مركزه من هؤلاء الغبش
وطاهر فى صمته الطويل لم يدرى أن تلك التى تزوجها بدوى هى سلمى
تقول الروايات أن سيد تجانى كان مدان لوالد بدوى بمبلغ ضخم من المال وعجز عن تسديده ..فى تلك الظروف تقدم بدوى طالبا يد سلمى فوافقوا بسرعة لذلك تم كل شىء بسرعة ..تزوجت ..ودرست فى جامعة أهليه ..ويقال أن بدوى أسكنها فى منزل فخم فى حى راقى وأشترى لها عربية بأسمها
كل هذا حدث وطاهر لايدرى
الوحيد الذى كان يدرى ويتالم لسماع تلك الأخبار هى سعدية
كانت تسمع وتنظر إلى أخيها الهائم وهى تبكى
تبكى لأنها كانت تعلم أن هناك شيئا بين طاهر وسلمى
ولكن مايصيبها بالحيرة هو إختفاء سلمى المفاجىء ..وتلك الظروف التى مر بها طاهر دون أن تكلف نفسها مشقة السؤال
اسرة محمود رحلوا من المكتب وذهبوا إلى الشمالية وأنقطعت أخبارهم
ومر على المكتب الكثير من امثال سيد تجانى ..مروا فى صمت وذهبوا فى صمت
الأم حنت السنوات ظهرها وألم دفين فى عيونها على ابنها الذى سبقه الذمن وهو صامت
تخرج أنداده من الجامعات وتزوجوا وانجبوا وهو صامت ..والده اعياه التعب ونضب عوده وأصبح كثير السعال والعمل يزداد عليه ويرفض أن يريح نفسه
يسير مع دوامة الأيام يبداء عامه الزراعى بهمة ونشاط ويأمل فى الخير والوفير ولكن كالعادة يتعرض الموسم لكثيرا من المشاكل ..رى وأفات..فيموت نصف المحصول بالعطش والنصف الاخر بالأفات
يودع الموسم بالإحباط ...ثم ينسى ويستقبل العام الجديد بالتفاؤل والامل كأن شيئا لم يكن ثم تعود الدوامة شىء مثل فقدان الذاكرة
وفى صباح صيفى حار
كانت هناك أنباء جديدة ...شىء جديد يحدث يستحق الوقوف عنده ..بادرة أمل تلوح فى الأفق
كان الراديو يبث مارشات عسكرية بإستمرار وقيل أن هناك ضابط شاب سيزيع بيان فترقبوه وطال ترقب الناس لبيان العسكرى ..لقد مل الشعب حرية الفوضى ..تملكهم حب التغيير ..
142
وازيع البيان العسكرى وأعلن عن قيام ثورة يقودها عساكر شباب ..وصفتهم الصحافة العربية بأنهم مجلس الصحابة ..وقيل أنهم سيغيرون وجه الارض الأغبر باخر اخضر ..من أعظم بشائر الإنقلاب أنه كان إنقلاب أبيض لم تراق فيه الدماء ..فقد تم كل شىء بهدوء كان الناس كانوا فى إنتظارها
وازيع البيان الاول ..وتتابعت البيانات والمراسيم الدستورية وبداء الناس يدخلون عهدا جديدا أعلن عن قيام كثيرا من المشاريع وكثيرا من الجامعات وكبارى وطرق وحديث عن البترول ومزيدا من الأمن وفواتير تمزق ..فاتورة السكر تمزق ..وفاتورة القمح تمزق
ثورة شعارها الإعتماد على الذات ...إسلامية التوجه ..حرية فى القرار ..كلمة لا تقال بصراحة ..من لايملك قوته لايملك قراره فلناكل ممانزرع ولنلبس ممانصنع ..والعمل يجرى بسرعة ..حرب ضد البيروقراطية والتسيب ..شق الترع الكبيرة والقنوات ..الإهتمام بالجيش ..ثورة تعليمية أختفى الإبتدائى وصار مرحلة الأساس وعدلت الستة سنوات إلى ثمانية ثنوات
وكل شىء يجرى بسرعة وهمة
ولأن شعار الثورة الإعتماد على الذات فلابد من البحث عن الذات الضائعة فى الزراعة وفتح ملف المشروع فبداءت رياح الثورة تهب عليه ..رتبوا الأوراق وبداءت القرارات تصدر ولأنهم يريدون تمزيق الفواتير فإن اهم فاتورة هى فاتورة القمح ..القمح مالك القرار ومفجر الثورات جلبوا له الأسمدة والتقاوى المحسنة واهتموا بتحضير الأراضى التحضير الجيد ..وعقدت المحاضرات والندوات العلمية وبداء الفلاحون يسمعون عبارات جديدة مثل التقاوى المحسنة ..الحزم التقنية ..البديل الإسلامى فى التعامل مع البنوك الممولة ..و
واصابهم فقدان الذاكرة مرة أخرى
نسوا القديم وبداو ينظرون للإمام ...زرعو القمح وانتظروا النتيجة ..والقمح ينموا اما اعينهم فى عزة وظهر المصطلح القديم ..المصطلح الذى كاد أن يندثر وهو مصطلح المزارع (البرنجى) وبداو يحلمون ..أحست النفوس ببعث جديد ..النفوس المنكسرة بداءت تحس بطعم الكرامة ونشوة غريبة تدب فى النفوس الميتة
يبدوا ان الثورة دخلت النفوس
وعندما تدخل الثورة إلى النفوس تطهرها من الزل والإنكسار ..وتبعث فيها قيم الخير والعدل والحق والجمال ..حتى الإنكسارات والهزائم النفسية فى حوجة إلى ثورة ..ثورة تدفع الظلم وتجلب العدل ..
وطاهر صامت ..ولكنه بداء يقراء ...بل كثير القراءة ...يقراء اى شىء يقع فى يده بداية بأكبر الكتب ونهاية بالصفحات الطائرة بين أغصان الشوك ..
سعدية لاحظت نهمه للقراءة فبداءت تضع له الكتب اثناء غيبته فى غرفته ..كان يخرج فى العصارى إلى شاطى الترعة وبصره يعانق الخضرة الممتدة فى الحقول ..وبريق حاد فى عينيه ..ويزداد البريق لمعانا عندما يرى الخضرة تزين المدى ..
سعاد تركت المدرسة واصبحت تساعد امها فى البيت وتذهب مع أبيها إلى الحقل أحيانا ..سعدية فى المرحلة الثانوية ..ألتف عودها وبان عليها جمال فطرى مهذب ..وأصبحت لها صديقات يزرنها وتخرج معهم
وبداءت حركة الزوار تزيد فى البيت ..البيت الصامت دبت فيه الحركة ..وجود الأنثى الجميلة فى الدار مصدر جزب لكثيرا من الزوار أصحاب المواضيع وعديمى المواضيع ..ساعد على ذلك ان سعدية ظهرت عليها مظاهر الزعامة الشبابية ..أصبحت تشارك فى نشاطات القرية ..إتحاد المراة وروابط الطلاب إتحاد الطالبات فى المدرسة ...البنت الشقية المشاكسة تبشر بمستقبل من نوع اخر
فى ذات يوم
كانت تقف حائرة تحمل كتاب رياضيات..وتحاول أن تحل مسالة ما ..طاهر كان عائدا من رحلته اليومية لشاطى الترعة ..نظر إليها فقراء الحيرة فى وجهها
كان متوجها ناحية الغرفة الامامية ...ألتقت عيونه بعيون اخته ...توجه ناحيتها ..
مد يده وأخذ الكتاب ونظر إلى المسألة قليلا ..ثم
قال ...الحل (فرق بين مربعين)
سعدية من الدهشة والفرحة كادت تفقد النطق هى
وصاحت فرحة ...ياأمى ..ياسعاد ...ياأبوى طاهر تكلم
...طاهر أتكلم
..


عدل سابقا من قبل hindhindii في الخميس يونيو 24, 2010 5:36 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 58995
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل السابع والعشرون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل السابع والعشرون   الفصل السابع والعشرون I_icon_minitimeالأحد يناير 31, 2010 5:34 am

القطار الأخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 58995
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل السابع والعشرون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل السابع والعشرون   الفصل السابع والعشرون I_icon_minitimeالسبت أبريل 09, 2011 4:03 pm

القطار الأخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصل السابع والعشرون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل السابع عشر
» الفصل السابع
» الفصل الواحد والعشرون
» الفصل الثانى والعشرون
» الفصل الثالث والعشرون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشقائق :: الثقافى :: الخواطر والقصاصات :: الأعمال الكاملة ..هندى عثمان-
انتقل الى: