الشقائق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قرية طيبة الشقائق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات قرية طيبة الشقائق ترحب بكم ونتمنى لكم اجمل الاوقات معنا مع تحياتى مدير عام المنتدى
 

 

 الفصل السابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 59025
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل السابع Empty
مُساهمةموضوع: الفصل السابع   الفصل السابع I_icon_minitimeالأحد يناير 24, 2010 4:38 pm

الفصل السابع

ومرت الايام …
ايام الامتحانات وتوتر الاعصاب وسهر الليالى ..واتت اجازة الفترة ..
واعلن ان يوم غدا الصرف …
قال حاج يسن لابنه أذهب انت واصرف بدلا عنى فانا مشغول لدى بعض الاعمال اريد الانتهاء منها وسأترك لك الحمارة ..
فى الصباح لبس طاهر جلابية والده الجديدة والمركوب والعمة ليظهر فى مظهر الرجل الكبير ..ثم ركب الحمارة وتوجه ناحية المكتب ..كانت العادة ان يذهبوا فى جماعات ليقطعوا الطريق بالاحاديث … واحاديثهم احاديث مالوفة جلها عن انقطاع المياه من الحقول .. او ارتفاع وانخفاض سعر الذرة ..وقنطار القطن ..وسعر جوز الطماطم ..وكان طاهر يمل تلك الاحاديث لانها اصبحت مكررة ولافائدة منها ..لذلك سار وحده واطلق لخياله العنان ..والتداعى لايشعرنا بطول الطريق لان الخيال يسبح فى مناطق اخرى وايقاع الحمير فى المشى يساعد على تداعى الافكار … وكان من عادته ان يدع الحمارة تسير بالسرعة التى تريدها ..مر به جماعة من القرية سأله احدهم اين والدك .اجابهم طاهر انه بخير ولكنه مشغول … سأله اخر ضاحكا هل تستطيع المحافظة على المال..ضحك طاهر واجاب نعم ..
المال … هؤلاء البسطاء يعتبرون هذه الملاليم مال ..مايحيرنى فيهم هذه الفرحة التى تعتلى وجوههم يوم الصرف وهى مجرد قريشات تكمل فى اسبوعها وبعدها يرجعون للفقر والفاقة ..
عندما وصل المكتب هاله منظر الجموع المحتشدة فى ساحة المكتب هذه الساحة تنقلب بقدرة قادر فى ايام معينة من السنة الى سوق عامر تباع فيه كل الاشياء ..
اول شىء فعله بعدما ربط الحمارة هو ذهابه الى المكتب ليتاكد هل الصرف بداء ام لم يبداء بعد
كانت الحركة دائبة ويبدو ان الصرافين بداو عملهم للتو …. ابتسم لمعاوية فغمز له بطرف عينه
لفت نظره وجود كنبة طويلة جلس عليها بعض المزارعين داخل المكتب تفحص وجوههم ولاحظ ان معظمهم من اعيان البلد حاج الجعلى عمر العمدة احد اولاد الدقيل وامثالهم مثل اؤلئك الناس الذين ياتون يوم الصرف وهم ليس فى حوجة لتلك القريشات ولكن لمجرد الوجاهة وحب الظهور ..يحضرون يوم الصرف ويجادلون فى كل المواضيع ويشربون الشاى مع المفتشين ويلفون
44

العمائم الكبيرة مثل كوم الفول اليابس .
هذه هى صداقة اصحاب المال الى اصحاب السلطة والمجد ..والغريب انهم يتفاخرون بهذه الصداقات ..
والدى له راى مخالف لنظرتى هذه ..برقم انه لايحب مصادقة الكبارات الى انه يكرر لى دائما ان صداقة اصحاب السلطة نوع من الشطارة ..والرجل يرتفع عاليا على اكتاف الاقوياء ..أحس بالسأم منذ البداية ..دخل السوق مهرجان من السلع المعروضة ..الصابون والمعجون والملابس والاحزية والطوارى والكواريق والملايد ( جمع ملود ) وارياح بنت السودان والاقمشة والعطور شنط مدارس ليمون برتقال عجور تبش
والشمام والبطيخ والموز والطعمية والحلاوة السمسمية ….. وستات الشاى !!..
عندما وصل ستات الشاى وجد بدوى الجعلى يجلس مع ست شاى حسناء وفى يده سيجارة ..
احس بالقرف خرج من السوق ودخل منزل ناس محمود … محمود كان مستيغظا للتو من النوم ..سلم عليه ودخل على الوالدة جلس معها قليلا وخرج متوجها الى غرفة محمود ..عندما راته مروة بالعمة والجلابية انفجرت ضاحكة وقالت ..اهلا عمو ..اهلاعمو ..تفضل ياحاج .ابتسم طاهر وقال لها جهزى الفطور ..خرج الى السوق واحضر الطماطم والدكوة وليمون وشطة خضراء وام فتفت وكيس خبز ناوله لمروة وقال لها بسرعة ودخل غرفة محمود ..فى ذلك الوقت كان محمود يريد دخول الحمام ..سمعه يزمجر مع امه ..انا مانمت امس من الباعوضة ..
رقد على سرير محمود قليلا فدوره مازال بعيدا فى الصرف … على الكاونتر وجد كتاب شعر لصلاح احمد ابراهيم … لاادرى ماسر محمود فى حبه لصلاح احمد ابراهيم ..
فى قصيدة ماء …
أحبك حبا أضل الفؤاد واعمى البصيرة ……..
أحبك حبا بعين بصيرة ويد قصيرة ……..
..انت راقى المزاج يامحمود ……… اغلق الكتاب ثم فتح الراديو ..ثم قراء موضوع فى مجلة لبنانية قديمة تهتم بالادب …
عندما وصل الفطور اصرت مروة ان تفطر معهم ……
لوحدها اكلت نصف ام فتفت … تركهم يتشاجرون هى ومحمود غسل يديه بسرعة وخرج الى فناء المكتب ..

45

وقف فى الصف مع مزارعى نمرته ..سأله جيرانه فى النمرة عن صحة والده فأجاب انه بخير وبداء طابور المزارعين يتحرك ..كان سيد تجانى ينده فى الاسماء .وعندما وصل الى أسم حاج يسن ظهر له طاهر سلم عليه تجانى وابتسم ناوله الايصال ثم ذهب الى معاوية الصراف .. داعبه معاوية وقال له اقسم لى معاك ..رد عليه طاهر كل هذه الاموال معك وتريد القليل الذى عندى انا .. ضحك معاوية وانشغل بعد القروش ..معاوية كان بارعا فى عد القروش حركته رشيقة وسريعة هناك اناس خلقوا لهذه المهنة ..سرح محمود مع حركت يديه حتى نبهه معاوية وقال له ..اول مرة تشوف القروش ..
لاحظ طاهر الاطراب الواضح فى حركات المزارعين ..وفى طريقة امساكهم للمال ..ومدى ارتباكهم منظر يدعو للضحك وعندما خرج من المكتب كانت فى انتظاره كماشة من جامعى التبرعات ..تبرع لبناء مسجد ..تبرع لبناء مدرسة ..تبرع لحفر بيارة ..تبرع لنقطة غيار ..تبرع لكبرى ..تبرع لاشياء وايصالت مبهمة ..
هكذا تذهب اموال المزارعين يوم الصرف فى التبرعات والديون واصحاب الوابورات وخدمات مجلس الانتاج ورئيس النمرة والباقى يشترى به شمام وبطيخة .

أعطى طاهر بعضهم ومنع البعض الاخر وخرج بالباقى داخل السوق وجد محمود ممسكا بالخرج فى انتظاره ..اول ماشتراه جوز احزية متشابه لسعاد وسعدية ..وفستانين صغيرين لهما ..ثم مركوب لوالده ثم جزمة (عروسة ) لامه ثم الشمام والبطيخ والبصل والويكة والطعمية وبطيخة كبيرة لمحمود ..ثم ودعه وقال له اليوم موعد الذيارة ..لاتنسى ..
بداءت الحمارة تسير وبداء خياله يعمل ..
اليوم موعد الزيارة ..سلمى العزيزة ستزورنا اليوم ..بداء يحسب فى القريشات التى معه .ماذا يفعل هل يشترى لهم عتود ولكنه فى حوجة لثمن العتود ..هل يشترى دجاجة ام حمام ..ام ماذا هل نقصرها على شاى ولقيمات وشعيرية (عشاء الرواعية ) احتار ماذا يفعل اذا كان على محمود ومروة لهان الامر ..ولكن سلمى الامر يختلف معها .ترك التفكير فى الموضوع بينما الحمارة تدخل الدار وتعلقت سعاد به من جانب وتعلقت سعدية بالجانب الاخر فوقفت الحمارة …..
لقد ان للفارس ان يترجل من على الحمارة وسط حفاوة وترحيب الجميع ..هذه هى الفرحة
46

الحقيقية .ادخل الخرج فى الغرفة الخلفية واعطى لكل واحد مايلزمه ..
سأله والده ماذا اشتريت لنفسك ..قال طاهر انا بصلح مركوبك القديم …. سكت الوالد ولم يقل شيئا وانما خرج ليعلق للحمارة .
رفع طاهر راسه وقال لامه اليوم سيزورنا ضيوف ..
الوالدة : مرحب بالضيوف ناس منو
طاهر : محمود ومروة ومعاهم بنت الباشمفتش سلمى .
الوالدة : محمود ومروة اولادى لكن سلمى دى مابعرفها ..لكن على العموم مرحب بالضيوف ..
طاهر : سلمى ياوالدة صديقة مروة بنت طيبة بنت ناس طيبين ..لذا اريد منكم الاحترام ..
الوالدة : عيب ياولد انا ماعايزة وصية .
طاهر : المهم انا عايز اظهر كويس ..
الوالدة : ماتشيل هم ..
ردد فى سره كيف مااشيل هم ..… و..مضى باقى اليوم سريعا ..وكان طاهر يبدو قلقا ..اليوم فى السابعة ..
وكما حدث فى السابعة مساء وقفت عربة الليسوزو الظريفة امام الدار المتواضعة ..ونزل منها محمود ومروة ومعاوية الصراف وسلمى بنت الباشمفتش ..
بعد السلام والترحيب دخل معاوية ومحمود الغرفة الامامية ..بينما دخلت سلمى ومروة الغرفة الخلفية ..
كان طاهر سعيدا وقلقا فى نفس الوقت ..لقد اتت انه لايصدق نفسه اتت بالفستان الابيض الذى يحبه ..وتسبقها رائحة العطر ..اتت وروح البساطة والبشر تفوح من عينيها … وكان طاهر كثير الخروج والدخول بسب وبغير سبب …. حركة بدون نتائج( حركة ام العروس )

لاحظ من البداية أن سلمى اندمجت مع التومات سعاد وسعدية ..جلست سعاد بجانب بالجانب الآخر جلست سعدية على نفس العنقريب ..اندمجت بسرعة مع الأشقياء الصغار بينما دخلت مروة المطبخ مع أمه ..
دخل عليهم طاهر لمتابعة سير العمل ى الوليمة الدسمة للناس المعتبرين ..ومن ثم عرج على الغرفة الخلفية التى توجد فيها التؤمتين وسلمى ..

47

جلس طاهر ثم فرك يديه وقال لسلمى مرحب بيك فى دارنا المعتبرة يا أستاذة ..
سلمى : الله يبارك فيك كل شئ ظريف ما شاء الله ..
طاهر : بدون مجاملات ..
سلمى : أبدا والله أنت عارف أنا بحب البساطة ..
أحس طاهر أن سعدية تود الكلام فسألها ..
طاهر : سعدية رأيك شنو فى أصحابي .؟
سعدية : أصحابك حلوين وكمان سلمى حلوة ..
طاهر : سلمى دى ياسعدية حاتسكت معانا هنا ..
سعدية : طيب وين الشنطة .؟
طاهر : حاتلبس من فساتينك
سعدية : خلاص أنا بديها الفستان التانى ..
أحست سلمى بالغبطة ثم ضمت إليها سعدية وهى تضحك وقالت فى نشوة ..عسل ..عسل يااخوانى وكمان سعاد عسل ..
سعاد : انا حااديك فستانى .
سلمى : شكرا ياحلوين ..طاهر حرام عليك لماذا لم تخبرنى أن لك مثل هؤلاء العفاريت حتى أهدي لهم شيئا
طاهر : فى الزيارة القادمة يمكنك فعل ماتريدين ..
سعدية : انا عايزة عقد وسلسل ذى السلسل دا ومدت يدها الرقيقة وعبثت بالقلب الحائر الذى يرتمى على الصدر البكر ..
سلمى : وانتىعايزة شنو ياسعاد .
سعاد : انا عايزة قلم وكراس ..
سلمى : ياسلام من عينى ..
طاهر : بلاش شحدة وفضائح ..
سلمى : انا عيونى ليهم ..
قام طاهر ليخرج متوجها للغرفة الأمامية ..وهو يتمتم فى سره تسلم عيونك ..

48
طاهر : الليلة يامعاوية صرفت قروش كثيرة ..
معاوية الان أحس بألم فى الأصابع والم فى الظهر ..
طاهر : بالمناسبة تانى كم شهر مافى صرف ..
معاوية : طبعا على حسب الظروف الحاجة الوحيدة الغير معروفة صرف المزارعين احتمال فى شهر واحد مرتين واحتمال اربعة شهور مافى صرف ..برقم قلة القروش تحس الفرحة فى عيونهم
طاهر : المزارعين بسطاء هذه حقيقة لاجدال فيها ..
معاوية : بسطاء جدا وقنوعين جدا ونواياهم حسنة يعنى الواحد منهم لايشك أن المال الذى تعطيه اياه ناقص ببساطة يقتنع بصحة المبلغ ولايفكر فى مراجعة الحساب ..أحيانا أسال نفسى عندما أجد مبلغ فائض فى الخزينة خارج الحساب معنى هذا أن هناك من اخذ مالا اقل من استحقاقه نتيجة خطا حسابى غير مقصود والمفروض يأتي أحدا يسأل عن ماله ولاأحد يأتي والغريب فى الأمر أن من يأخذ مالا اكثر من ماله نتيجة خطا حسابى ياتى للمراجعة وإرجاع الزايد عن حسابه
طاهر : عموما الزراعة رزق طيب وحلال لناس أولاد حلال ..
محمود : انا أحس أن الزراعة هى الرزق الوحيد الحلال فى هذه الدنيا ..تحس بأنه رزق خالى من الغش والخداع يعنى مثلا كل أنواع التجارة قابلة لدخول الغش والحرام فيها .الوظيفة قابلة للغش ..الصناعة قابلة للغش ..عدا الزراعة فأنها الخير والبركة رزق يخرج من جوف الأرض وتسقيه ماء السماء ..فيها نوع من التوكل ..يأكل منها الطير والبهائم واكلها صدقة ويأكل منها عابر السبيل وأكله صدقة ..
طاهر : بالنسبة ليكم يامعاوية كموظفين …. كيف مرتاحين يا افندية
معاوية : نوعا ما ..طبعا فى السابق الوظيفة كانت شيئا اما الان الحمد لله الستر موجود ولكن لاشىء فيها ..
طاهر : على حسب معلوماتى المتواضعة المؤسسات والشركات وضعها افضل ..القطاع الخاص.
معاوية : مافى فرق ياأخى ..حاليا نحن عايشين على المشاريع الخاصة تربية الدجاج والحمام وزراعة الخضار فى ساحة المكتب الخلفية وهدايا أولاد الحلال ..
أحس طاهر بشوق لسكان الغرفة الخلفية … استأذن من معاوية وخرج ..
أولا ذهب إلى المطبخ ..وقف فى الباب ..نظر قليلا كانت مروة تقطع فى السلطة ..اخز قطعة
49


عجور لكن مروة ضربته فى يده فتركها وخرج إلى الغرفة الخلفية ..
طاهر : سلمى أخشى أن يكون العفاريت الصغار أتعبوك
سلمى : بالعكس انا مبسوطة معاهم ..
وفجرت سعدية القنبلة ……….
سعدية : طاهر أنت حاتعرس سلمى مش كدة ..
أحس طاهر بأنه يموت من الفرح ..امسك بالشقية الصغيرة قبلها ثم وضعها ..بينما سلمى تذوب من الخجل
طاهر : تلك أمنية أتمنى أن تحققها الأيام ..
سلمى : الشقية الصغيرة أشجع منك ..
طاهر : معنى ذلك انك
سلمى : كنت متمنية ان اسمع ذلك منك ..
طاهر : لكنى كنت اخاف ..اخاف من
سلمى : تخاف ان ارفضك ..مهما كانت النتيجة يفترض ان تجرب مع العلم ان عيونك كانت بتفضحك لكن برقم ذلك كنت بخيل بعواطفك حتى الاشارة كنت بخيل بيها حتى اللمحة حتى الحروف الصغيرة كنت حريص
طاهر : انا سعيد انا اسعد انسان فى الكون ..لكن
سلمى : لكن ايه ياطاهر
طاهر : انا خائف .. اخاف من الذمن والظروف والناس والفارق الاجتماعى وحاجات كتيرة ..
سلمى : انا الرجل بالنسبة لى التزام ومسئولية
طاهر : يعنى ايه التزام ومسؤلية
سلمى : الكلمة مسؤولية والتزام
طاهر : والذمن
سلمى : سنحاربه بالارادة
طاهر : حتى لوكان على حساب نفسك جايز تخسرين اشياء عزيزة عليك .
سلمى : ياطاهر نحن اسرة متعلمة ..والداى متفهمين للحياة وانا متاكدة انهم سيحترمون رغباتى
50

طاهر : مشوارى طويل … مشوارى اطول من يوم السبت ..
سلمى :اتمنى ان يطول المشوار حتى نعيش الحياة لحظة بلحظة ..فرح حزن الم صعاب انتظار شوق ونحقق كل الامانى … تعرف ياطاهر ( سبحان الله ) .. أول يوم شفتك فيه .. قلبى دق دقتين ..وفى نفس اللحظة تولد لدى احساس بأنك ستشكل علامة فى طريق حياتى ..
طاهر : غريب أمر بنات حواء ..فى البداية تكون مثل الحصن المغلق بالاسرار ..مثل الصندوق السحرى وعندما يفتح هذا الصندوق يفتح دفعة واحدة وتخرج منه أشياء لانحلم حتى بسماعها ..كأن الانثى تكون فى انتظار هذه اللحظة التى تنفجر فيها ..
سلمى : هذه اللحظة تأخرت كثيرا ..
طاهر :غريبة منذ يوم واحد كان عيبى اننى اتعجل الامور ....
سلمى : بالعكس انت كنت بتبحث عن شهادة الوفاة للحب قبل شهادة الميلاد ..
طاهر : لاول مرة أحس عمق الفكرة فى تركيبتك .
سلمى : لثانى مرة اقول لك تمهل ..
طاهر : تانى ليه كمان ..
سلمى : المشوار طويل دعنا نفهم الاشياء سويا نقطة ..نقطة ..
عندما سمعت سعدية كلمة المشوار قالت انتم راجعين المشوار قريب الى المكتب ..
ضحك طاهر وسلمى للبراءة المطلقة ..

فى ذلك الوقت دخلت مروة تحمل صينية الأكل ..
قام محمود وحمل صينية أخرى وذهب إلى الغرفة الأمامية حيث يوجد محمود ومعاوية .
برقم بساطة محتويات الصينية إلا انه أحس بأنها لذيذة وشهية … وتبعها طبق معتبر من الشمام والبطيخ .
كل ذلك فى جو من الدعابة والضحك المتواصل ..
فى مساء ذلك اليوم ..
وقف طاهر فى طرف القرية يودع الركب الذى يضم أعز أصدقائه وأحبابه واليد الصغيرة تلوح بالوداع من داخل العربة ..وداع يبتلعه جوف الليل المظلم ونور الخطر الأحمر يلوح فى الظلام من بعيد يحس به يلمع فى ذهنه مثل وميض مبهم تنفس بعمق وتوجه ناحية القرية وهو يدندن ..
51


داوى نارى والتياعى ..وتمهل فى وداعى ..
ياحبيب الروح هب لى بضع لحظات سراع ..
قف تأمل ..قف تأمل ..
رائعة ابراهيم ناجى ...وغناء العندليب زيدان ..من الأغانى الرائعة جدا ..والحبيبة جدا لنفسه
عندليب فى جنوب الوادى ..وعندليب فى شمال الوادى ..
تأمل الحوار الهادى الذى دار بينه وبين سلمى أحس بأنه سعيد ..نعم سعيد وتمنى أن يكون له مخزن لتخزين هذا الفيض من السعادة لأيام لايدرى ماذا يكون فيها الحال ..قد تجف منابع السعادة فيها ذات يوم ..
السعادة لابد من التفاؤل بالأيام التى ستأتي ..لابد من إنها ستكون أيضا أيام سعد وهنا لابد من آن نعيشها بالطول والعرض وسنفتح معا صفحة بيضاء من صفحات التاريخ وسنكتب فيها بخط واضح وجميل ايمامنا معا بمداد من نور ..أحمدك يارب ..أحمدك يارب ..
لم اكن أتوقع أن أجد فى مشوار حياتى مثل هذا الوعى الجميل والجمال الواعى وهذا الشلال الدافق من الأحاسيس النبيلة ..امرأة ممتلئة حنانا ورقة ..
يكفينى فخرا إنها أحبتني حتى لو لم نتزوج ..
لان الحب شئ..والزواج شيئا آخر هكذا يؤكد واقع كثير من الأزواج والزوجات .
والحب معنى اكبر من الزواج واعمق منه ..
ماالذى يخيفك بعد الاحترافات الصريحة ..هناك نسبة من الغموض فى حديثها ..
بعضهن يدعين الغموض إمعانا فى ضمانات اكثر ..اوخوفا من أشياء أخرى …..والغموض فى الأنثى نوع من الدلال قد يستهوى الرجل العاشق ..ولكن فى المستقبل يحسب عليها لانه يضاعف اى نسبة من الشكوك .. لنا بالظاهر ..
هز رأسه وطرد تلك الأوهام ..وقال عيش أيامك ..عيش لياليك …


- 52 -


عدل سابقا من قبل hindhindii في الإثنين يونيو 14, 2010 3:07 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 59025
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل السابع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل السابع   الفصل السابع I_icon_minitimeالأحد يناير 31, 2010 5:59 am

القطار الأخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hindhindii
تقني
تقني



عدد الرسائل : 432
نقاط : 59025
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

الفصل السابع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل السابع   الفصل السابع I_icon_minitimeالأحد أبريل 10, 2011 5:04 am

القطار الأخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصل السابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل السابع عشر
» الفصل السابع والعشرون
» الفصل الاول
» الفصل الثانى
» الفصل الثامن عشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشقائق :: الثقافى :: الخواطر والقصاصات :: الأعمال الكاملة ..هندى عثمان-
انتقل الى: